إيران والتزامها بعقد الصفقة

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إنه على الرغم من تجاوز عقبة في المفاوضات النووية الأسبوع الماضي فإيران ملتزمة «100في المائة» بالتوصل الى اتفاقية نهائية شاملة، لكنه عبّر عن مواقف شديدة حول القضايا الرئيسة، وقال «سيكون الطريق وعراً»، مع المساومات الصعبة التي تنتظر ظريف، وهو أعلى المفاوضين الإيرانيين. فقد حدد ظريف رؤيته في مقابلة لمدة ساعة في وزارة الخارجية الأحد. قال ظريف إن بلاده ستواصل المفاوضات على الرغم من إعلان وزارة المالية الأميركية الاسبوع الماضي خطوات جديدة في سبيل إنفاذ العقوبات الحالية مما وصفه ظريف بــ«النتيجة العكسية للغاية».

وأضاف ظريف أن قلق إيران قد خف بعد اتصالاته الأسبوع الماضي بوزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وكبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون. وقال ظريف «ما سمعته من كيري واشتون انهما ملتزمان بإنجاز مبكر لعملية جنيف بهدف التوصل الى اتفاق شامل، وأنا أشارك ذلك الهدف».

وبدا ظريف أنيقاً وهو يلبس بدلة زرقاء بخطوط ويتحدث الانجليزية التي تعلمها باللكنة الأميركية بطلاقة، وهو يطرح قضية إيران بالنسبة للمشروع النووي والقضايا الاقليمية. كان صريحاً بشأن خلافه مع كتائب الحرس الثوري الإيراني، وقال إن إيران مستعدة للعب دور أكثر حيوية في إنهاء الحرب في سوريا وتوفير أمن أكبر في الخليج العربي.

ويرى النقاد أن ظريف هو زعيم «هجوم إيران الساحر»، وانه أصبح أكثر وجه عالمي مرئي لنظام يسعى لعقد صفقة تنهي العقوبات الاقتصادية التأديبية. وساعد ظريف في المفاوضات، التي أدت الى انجاز الاتفاقية المرحلية الشهر الماضي القاضية بتجميد برنامج إيران النووي لمدة ستة أشهر. وقال ظريف إنه في الاتفاقية الشاملة التي ستلي الاتفاقية المرحلية ستؤكد إيران التزامها ببرنامج نووي سلمي، لكنه لم يدل بردود محددة على مخاوف الإدارة حول الأنشطة التي تقول الولايات المتحدة إنها لا تتسق مع برنامج مدني.

وبخصوص التخصيب، على سبيل المثال، أصر ظريف أن بإمكان إيران مواصلة برنامجها الوطني مع بعض الحدود والمزيد من الشفافية قائلاً «لا نرى أي سبب الآن، وقد بذلنا الكثير من الجهد والوقت في هذا، وأوصلنا الغرب الى مرحلة التخلي عن وهم نسبة الصفر للتخصيب في إيران».

وبالنسبة لمفاعل أراك للمياه الثقيلة، والذي سينتج البلوتونيوم الذي يمكن اعادة معالجته كوقود، نووي شرح ظريف: «لا نستطيع أن نعود بعقارب الساعة 20 سنة الى الوراء، ونطلب من إيران ببساطة أن تتخلص من مشروع كان موضعاً لاستثمار بشري ومادي عظيم. على كل حال هناك عدة طرق للتأكد من أن المفاعل سيظل سلمياً بشكل حصري». وفي ردٍ على سؤال بشأن طلب الولايات المتحدة اغلاق منشأة فردو للتخصيب المبنية على سفح جبل، قال ظريف: «لو كنت في إيران ورأيت مخاوف الناس بشأن منشأة فردو، فإن الخلاصة الوحيدة التي ستصل اليها انهم يريدون أن يهاجموك».

وقال ظريف إنه لا يريد أن يفاوض في العلن، وقال إن تسويات مقبولة يمكن التوصل اليها في مثل هذه المسائل. لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يواجه الضغط من إسرائيل، قال إنه سيرفض اتفاقاً لا يعكس البرنامج الإيراني، ويضمن أنه سيكون مقتصراً على الاستخدامات المدنية فقط. كما قال ظريف: «نحن لا نتبع سياسة غموض، فليست تلك نيتنا. نحن نتبع سياسة وضوح، وهي اننا لا نسعى لأسلحة نووية» «ولكننا لن نقبل الاملاءات».

وأقر ظريف بجدله العلني حديثاً مع اللواء محمد على جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني حول قول ظريف، إن مقدرات إيران العسكرية محدودة، وقال «أنا أحترم ملاحظات اللواء جعفري ووجهات نظره وأتوقع أن يكون بيننا اختلاف في وجهات النظر»، كما أشار ظريف إلى أن بعض المتشددين في إيران الذين يعارضون عقد صفقة مع الغرب «طلبوا ازاحتي».

لكن ظريف أصر أنه والرئيس حسن روحاني يقودان عملية بالتراضي في جميع النواحي السياسة الخارجية، بما في ذلك القضايا الإقليمية مثل سوريا، وقال «تعتقد إيران أن ليس هناك حل عسكري لسوريا»، مشيراً الى استعداده لحضور ما يطلق عليه مؤتمر جنيف 2 لبحث تسوية سلمية، طالما لم يكن هناك شرط مسبق بإزالة الرئيس بشار الأسد. وأضاف «اننا نعيش في ملتقى طرق»، لكنه رفض حجة وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر بأن إيران يجب أن تصبح «أمة أكثر منها قضية». وقال: «إيران مثل أميركا تريد أن تضغط في سبيل قيمها ومصالحها، وأميركا ليست الوحيدة التي ترى من نفسها أمة استثنائية».

السابق
صور حيث ورث حزب الله شعبية حركة أمل
التالي
التباين في روايتي «فوكس نيوز» و«أسوشييتد برس» حول هجوم بنغازي