اللواء: ليل الجنوب: الجيش يتصدّى في الناقورة والأولي ومجدليون

كتبت “اللواء ” تقول:  من الشمال إلى الجنوب، تبدل الموقف:
ففيما كانت الأنظار تتجه إلى “الخطوة الشجاعة” التي عبّر عنها “إعلان طرابلس” الذي انبثق عن مؤتمر العيش المشترك الذي عقد في طرابلس، بدعوة من الأمانة العامة لقوى 14 آذار، والذي انتهى إلى توصيتين متكاملتين، الطلب إلى الجيش اللبناني فرض الأمن بطريقة عادلة ومتوازنة ومن دون استخدام القوة في بيئته الوطنية، والإعداد لمصالحة وطنية على غرار ما حصل في الجبل عام 2000 لإنهاء ذيول التداعيات التاريخية بين جبل محسن وباب التبانة، شهدت منطقة الجنوب حادثين مريبين، تمثل الأول بمهاجمة عنصر مسلح حاجزاً للجيش اللبناني في الأولي، عبر إطلاق قنبلة على عناصره، ما لبث أن أدى الى اشتباك وملاحقة العنصر الذي قتل في أحد البساتين، ودار على اثر ذلك اشتباكات بين مجموعة من المسلحين الذي كان هذا العنصر أحد أفرادها ووحدات الجيش اللبناني التي تمكنت من قتل مسلحين، فيما نعى الجيش جندياً قتل في المواجهة وهو الرقيب الأول سامر رزق الله.

أما الحادث الثاني فتمثل بتصدي وحدة من الجيش اللبناني عند نقطة الحدود في رأس الناقورة، لقوة اسرائيلية اجتازت الخط الأزرق، مما أدى إلى مقتل رقيب من وحدة العدو التي تجاوزت الحدود، وفقد الجندي اللبناني الذي أطلق النار باتجاه القوة المعادية، وفقاً لمصدر أمني لبناني أكد لـ “اللواء” ما حصل، مضيفاً أن الاشتباك وقع عند الساعة العاشرة مساءً، لكن مصدراً عسكرياً نفى في وقت لاحق فقدان الجندي.
وفيما تريثت مصادر سياسية في الربط بين الحادثين، علمت “اللواء” أن ما حصل عند جسر الأولي لجهة مجدليون مرتبط بمحاولة مجموعة المسلحين “تمرير” سيارات مفخخة لتفجيرها لمناسبة الميلاد.
وكشفت مصادر المعلومات أن إحدى السيارات تمكنت من اجتياز المنطقة، ولم تعرف الجهة التي قصدتها، في حين تحدد أنها قد تكون منطقة إقليم الخروب.
وبحسب المعلومات، فإن الجيش أحبط مساء محاولات خلايا إرهابية تفجير الوضع الأمني، على حاجزي الأولي ومجدليون – عبرا، عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا، وتمكن من قتل 4 إرهابيين، فيما استشهد رقيب وجرح 3 عسكريين.
وذكرت أن وحدات الجيش وضعت في حالة استنفار لمطاردة أعضاء من الخلايا الإرهابية، ومنع فرار أي من المطلوبين إلى مخيم عين الحلوة.
وفي تقدير مصادر أمنية، أكدها بيان لقيادة الجيش، أن سيارة رباعية الدفع مرت على حاجز الجيش في محلة الأولي، فطلب منها عناصر الحاجز ركنها بهدف تفتيشها، لكن أحد ركابها ترجل وألقى قنبلة يدوية باتجاه الحاجز محاولاً الفرار، لكن العناصر المولجة بحماية الحاجز أطلقوا النار باتجاهه فقتل على الفور فيما جرح عنصران.
وبعد قليل وقع هجوم انتحاري ثانٍ على نقطة للجيش في مجدليون – عبرا – الصالحية، حيث فجر أحد الأشخاص الذين يستقلون سيارة نفسه، مما أدى إلى استشهاد الرقيب الأول سامر رزق الله، وردت حامية الحاجز بإطلاق النار مما أدى إلى مقتل إرهابيين اثنين، عرف أن أحدهما يدعى محمد ظريف والآخر ابراهيم المير من صيدا فيما تردد أن الانتحاري يدعى بهاء السيّد (فلسطيني).

حادث رأس الناقورة
أما بالنسبة لحادث رأس الناقورة، فقد ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي استقدمت إلى المنطقة، وبدأت بعمليات تمشيط على طول الخط الحدودي المحاذي للبنان، وأن طائرات اسرائيلية شاركت في عمليات التمشيط، بينما تحركت قيادة “اليونيفل” في الناقورة لإجراء اتصالات عبر وحدة الارتباط في محاولة لمنع تفاقم الموقف وفتح تحقيق فيما حدث، فيما سيّرت وحدات “اليونيفل” دوريات عند نقطة الاشتباك.
وأعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفل” اندريا نيننتي أن “اليونيفل” تبلغت عن حادثة خطرة على طول الخط الأزرق في محيط عام رأس الناقورة، مشيراً إلى أن “اليونيفل” تحاول تحديد وقائع ما حدث، وما تزال الحالة مستمرة، وأن القائد العام لـ “اليونيفل” باولو سييرا يقوم باتصالاته بنظيريه في الجيشين اللبناني والاسرائيلي ويحثهما على ضبط النفس.

وأضاف: ووفقاً للمعلومات المعطاة لنا، فإن الحادثة وقعت على الجانب الاسرائيلي من الخط الأزرق، وأن الأطراف يتجاوبون مع “اليونيفل”.
وقال متحدث عسكري اسرائيلي بأن ما حصل عند الحدود مع لبنان “خطير جداً”، وأن اسرائيل “تحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين”.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مصدر عسكري اسرائيلي قوله “سوف نحدد ما هو سبب إطلاق النار، والمسألة جدية”.
وتخوف التلفزيون الاسرائيلي من احتمال حصول عملية اختراق على الحدود الشمالية بعد إطلاق النار على دورية تابعة للجيش الاسرائيلي، وأنه يقوم حالياً بعملية تمشيط.
وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي أن “هناك إطلاق نار خطير من جهة لبنان في منطقة رأس الناقورة على سيّارة إسرائيلية، نفذ على ما يبدو من قبل جندي لبناني”،، موضحاً أن إطلاق النار من جهة لبنان استهدف سيّارة مدنية مرّت على الحدود.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن جندياً من الجيش اللبناني أطلق ما بين 6 و7 رصاصات باتجاه قوة اسرائيلية، مرجحاً أن يكون الجندي اللبناني قد أطلق النار من تلقاء نفسه باتجاه الدورية الإسرائيلية.
ولم يصدر عن الجيش اللبناني أي بيان بخصوص الحادث، لكن معلومات رسمية ذكرت أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اطلع من قيادة الجيش على ملابسات حادث الناقورة، وأجرى اتصالاً بممثل الامين العام للأمم المتحدة في بيروت ديريك بلامبلي، واطلع منه على المعطيات المتوافرة عن الحادث، داعياً إلى استكمال التحقيقات لمعرفة ملابسات ما جرى.

مؤتمر طرابلس
وإذا كانت احداث صيدا، تستهدف، بحسب المعلومات الأمنية، ضرب العيش المشترك، فان مؤتمر 14 آذار في طرابلس والذي وصف بأنه “يوم مجيد” في تاريخ المدينة، هدف اساساً إلى حسم هوية طرابلس، وأظهر الوجه الحقيقي للمدينة، باعتبارها مدينة الاعتدال والعيش المشترك والوسطية، على حدّ تعبير الرئيس فؤاد السنيورة، بدل أن تكون مدينة التطرف والتكفيريين.
ووصف مصدر قيادي في قوى 14 آذار كلمة الرئيس السنيورة في المؤتمر والبيان الذي صدر عنه بمثابة برنامج سياسي مرحلي لقوى 14 آذار، كاشفاً عن اجتماعات ستعقد لهذه القوى خلال الايام المقبلة، بقصد وضع خطة مستقبلية لتثميره.
ولفت المصدر إلى أن نحو 40 مداخلة قيلت في المؤتمر، بعد كلمة الرئيس السنيورة، من بينها 35 مداخلة من ابناء طرابلس ومن نشطاء المجتمع المدني، أكدت جميعها توجه طرابلس نحو مدينة العيش المشترك والتآخي والتسامح والثقافة، ولم يتحدث أحد خارج هذا السياق.
وشدّد “اعلان طرابلس” الذي تلاه مُنسّق الأمانة العامة لـ14 آذار النائب السابق فارس سعيد على ضرورة العمل على تطبيق العدالة، بدءاً بملاحقة وتوقيف ومحاكمة كل الفاعلين والمحرضين والمتدخلين في جريمة مسجدي “التقوى” و”السلام”، وملاحقة كل مرتكبي جرائم القتل والاعتداء على الناس في أنفسهم وأموالهم، وإلى جرائم فرض الخوات واحتلال الأملاك العامة والخاصة ومنع حمل السلاح والظهور المسلح، ودعم القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي مادياً ومعنوياً وسياسياً من أجل فرض الأمن واعادة الاستقرار إلى كافة ربوع المدينة.
وتبنى الإعلان وضع خطة شاملة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لكل مناطق الحرمان في المدينة، توفّر التعليم وفرص العمل لمن حرموا منها، وتكون على ثلاث مراحل.

لقاء سليمان – جنبلاط
في غضون ذلك، ادرجت مصادر سياسية مطلعة اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في حضور الوزير وائل أبو فاعور مساء أمس الأوّل، وقبيل سفر الرئيس سليمان إلى فرنسا أمس في زيارة وصفت بأنها خاصة، في إطار التواصل بينهما مشيرة إلى ان البحث تركز على ما يمكن القيام به من اجل ترتيب الأوضاع بهدف تأليف الحكومة، نافية أن يكون قد تمّ الاتفاق على تسويق طرح معين او صيغة ما أو حتى السير بطرح سابق يتعلق بشكل الحكومة، لكنها اشارت لـ?”اللواء” إلى أن الرأي كان متفقاً على أهمية اجراء الاتصالات مع جميع الفرقاء من اجل الاسراع في تأليف الحكومة.
وفهم من المصادر ذاتها أن جنبلاط بدا مصمماً على زيارة قصر بعبدا والتأكيد للرئيس سليمان بشكل مباشر على دعمه للخطوات التي يقوم بها في وجه الحملات التي يتعرّض لها، والكلام المشبوه، بحسب تعبير المصادر، والذي يسعى البعض إلى تسريبه لجهة مطالبته بالتجديد له عامين او أكثر.
وقالت المصادر: هناك كلام كثير يصدر بحق رئيس الجمهورية قد يكون سلبياً في معظمه، إلا أن سليمان ثابت في قناعاته لجهة رفض التعطيل والفراغ، وانه مصمم على عدم خرق الدستور.
أما بالنسبة إلى ما يحكى عن مبادرة إنقاذية له لمنع الفراغ من التسلل في حال لم يتم تشكيل حكومة جديدة، رأت المصادر ان الصورة لم تتبلور بعد، وان رئيس الجمهورية لا يزال يراهن على قيام هذه الحكومة وضرورة نيلها الثقة من مجلس النواب.
ومن جهته، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره ان لا جديد يذكر على مستوى تأليف الحكومة وغير ذلك من ملفات، واصفاً المرحلة بأنها “راوح مكانك”. ولفت إلى انه لا يوجد بعد موعد للقاء قريب مع الرئيس السنيورة، مشيراً إلى اننا نعيش مرحلة شبيهة بالعام 2007، أي نفس الأزمة السياسية التي عشناها قبل الانتخابات الرئاسية ومؤتمر الدوحة.
على ان اللافت للانتباه ان لهجة “حزب الله” من الرئيس سليمان قد خفت نسبياً بعد الكلام الكبير لنائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم قبل أيام، واقتصر موقفه أمس على تبرير مشاركة الحزب في القتال في سوريا، مؤكداً ان الحزب حاضر للجلوس إلى الطاولة من دون مراجعة أحد، معتبراً ان املاءات الخارج هي التي تضع لبنان في ثلاجة الأزمة السورية، ظناً منهم ان تغييراً ما يمكن أن يحصل في سوريا فينعكس إيجاباً على وضعهم، في حين جزم الوزير محمد فنيش بأنه لن تكون هناك امكانية لتشكيل حكومة دون حكومة شراكة وفق صيغة 9+9+6.
وتأكد أمس ان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ستكون له اطلالة بعد ظهر الجمعة في مع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، بعد أن تقرر اقامة الحفل التأبيني للشهيد حسان اللقيس في ذلك اليوم بدلاً من الحفل الذي أرجئ بسبب سوء الأحوال الجوية.

السابق
المستقبل: السنيورة أكد رفض التطرّف والتكفير..
التالي
الجمهورية: توتُّر في صيدا وعلى الحدود