الديار: مؤتمر 14 آذار يدعو للتعايش والمصالحة ويضيء شجرة الميلاد في طرابلس

كتبت “الديار ” تقول:  قبل البدء برسالة الزميل محمد بلوط، لا بد من الاشارة الى المؤتمر الذي عقدته قوى 14 آذار في طرابلس تحت شعار “العيش المشترك في الشمال مسؤولية وطنية مشتركة”، حيث شارك فيه نحو 200 شخصية سياسية ونقابية، وقد دعت 14 آذار في البيان الختامي الى “التحضير لمصالحة وطنية في طرابلس على غرار ما حصل في جبل لبنان تقوم على التعويض على ضحايا العنف يُبدأ بتنفيذها بعد إحلال الامن”، داعية الى “العمل على تطبيق العدالة التي هي الاساس لكل ملك وحكم بدءا بملاحقة وتوقيف ومحاكمة كل الفاعلين والمحرضين في جريمة مسجدي التقوى والسلام وملاحقة كل مرتكبي جرائم القتل والاعتداء على الناس”، مطالبة بـ”منع حمل السلاح والظهور المسلح ودعم القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي ماديا ومعنويا وسياسيا لاعادة الاستقرار لطرابلس”.

واشارت الى ان “المجتمعين اجمعوا على الطلب للجيش وقوى الامن فرض الامن بالحزم اللازم دون الافراط في استعمال القوة”، لافتة الى انه “ثبتت للجميع قدرة الجيش على ضبط الوضع متى اراد”، داعية الى “اعادة بناء جسور الثقة بين الدولة الراعية وبين الناس، ووضع خطة شاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية توفر التعليم وفرص العمل لمن حرموا منها”.

وبعد المؤتمر جرت اضاءة شجرة الميلاد التي احرقت منذ ايام، بعد وساطة جرت مع المجموعات المتشددة ووسط تدابير امنية استثنائية. (التفاصيل ص 5)
بالعودة الى رسالة الزميل بلوط فقد اشار الى ان الامور ما زالت في دائرة المراوحة، وان كل محاولات فتح ثغرة في جدار الازمة العامة او الازمة الحكومية مصيرها الفشل حتى الآن.
وحسب المعلومات المتوافرة لـ”الديار”، فإن الرياض لم تعط ضوءا اخضر لحلفائها في لبنان للسير في حكومة (9-9-6)، وان الوفد الذي ترأسه الرئيس فؤاد السنيورة والذي التقى الرئيس سعد الحريري قد عاد من دون اية نتائج ايجابية.
وتضيف المعلومات انه ليس هناك لقاء قريب بين الرئيسين بري والسنيورة، وان اجواء عين التينة لا توحي بذلك.
سألت “الديار” الرئيس بري عن الجديد في الاجواء على ضوء التطورات الاخيرة، فقال “ان الامور على حالها ولا جديد حتى الآن”.
واضاف: “ان التاريخ يعيد نفسه، ونحن نشهد اليوم وضعا شبيها بالعام 2007 (مرحلة ما قبل انتخاب الرئيس سليمان) مع فوارق بسيطة”.
ورداً على سؤال حول ما اوردته احدى الصحف عن ان الرئيس سليمان بعث برسائل طالبا التمديد او التجديد لنفسه، قال الرئيس بري “على الاقل من جهتي فإنني لم اتلق شيئا من هذا القبيل من رئيس الجمهورية، ولم يفاتحني احد بهذا الخصوص، ولو فاتحني احد بذلك لكان جوابي كما بات معلوما، لا كلام قبل 25 اذار المقبل”.
واكد رئيس المجلس ما اوردته “الديار” امس أن ما ذكرته بعض وسائل الاعلام عن انتقاده لرئيس الجمهورية امر غريب ومستغرب، موضحا : ان هذا لم يحصل ولا اساس له وان الرئيس سليمان يعلم ذلك، والعلاقة بيننا طبيعية.
واشار الى الاتصال الذي جرى بينه وبين رئيس الجمهورية في اطار الاستفسار والاطمئنان حيث سيزور باريس بقصد العلاج (للعين).
على صعيد اخر، نوه الرئيس بري بأحد بنود اجتماع 14 اذار في طرابلس الداعي الى المصالحة في طرابلس وبين اهالي جبل محسن وباب التبانة، معتبرا ان هذا المنحى هو المطلوب لتأمين استقرار المدينة ومواجهة مخطط الفتنة.
وعلى خط آخر علمت “الديار” ان النائب وليد جنبلاط ابلغ رئيس الجمهورية خلال زيارته بعبدا اول امس انه متمسك بموقفه لجهة رفض قبول او التصويت لاية حكومة امر واقع او ما يسمى بالحكومة الحيادية، وانه يؤيد صيغة الـ9-9-6، ناصحا بتركيز الجهد حول هذا الموضوع، وتجنب اية خطوة سيكون لها مضاعفات على غير صعيد.
وافادت المعلومات ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي تربطه برئيس الجمهورية علاقات طيبة، حرص على القيام بهذه الزيارة في هذا الوقت بعد الكلام الذي نسب لرئيس الجمهورية مؤخرا بأنه سيقدم على توقيع مرسوم حكومة امر واقع لكي تشرف على انتخابات الرئاسة.
واضافت ان هناك جانبا آخر لاهداف الزيارة وهو محاولة جنبلاط تخفيف وتهدئة الاجواء المتعلقة بالسجال الاخير الذي اخذ يطفو على السطح اكثر فأكثر بين الرئيس سليمان و8 آذار حول الموضوع الحكومي.

الراعي
دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المسؤولين السياسيين كي لا يخافوا “من اتخاذ خطوات جريئة وبطولية لاخراج لبنان من ازمته السياسية، اولا بتأليف حكومة جديدة قادرة، اليوم قبل الغد، وبإقرار قانون جديد للانتخابات يكون على قياس خير الوطن والمواطنين”.
وقال: “لا تخافوا من العمل الجدي والسعي الدؤوب، داخليا واقليميا ودوليا، لاعداد الاستحقاق الرئاسي بإجراء انتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري، وبالبحث معا عن شخصية الرئيس الملائم للحقبة الزمنية التي نعيشها، بكل أبعادها الداخلية والاقليمية والدولية، والذي عليه ان يهيئ لبنان ومؤسساته وشعبه للاحتفال بالمئوية الاولى لاعلان ولادته: “إعلان لبنان الكبير المستقل” في اول ايلول 1920″.
الراعي قال امس في عظة قداس الاحد بعنوان: “يا يوسف بن داود لا تخف” : “يا لعار المسؤولين في بلدان هذا الشرق، ويا لهول جرائمهم وجرائم الذين من مختلف الدول، شرقا وغربا، يخططون للحروب، ويحرضون عليها، ويمولون محاربيها بالمال، ويمدونهم بالسلاح، ويقهرون الشعوب ويرمونها فريسة الجوع والبرد والتشريد، لاجئين ونازحين ومهجرين! انها وصمة عار في جبين التاريخ، ووصمة عار في عولمة القرن الحادي والعشرين، ووصمة عار على جبين الاسرة العربية، وعلى جبين الاسرة الدولية”.

“حزب الله”
اكد “حزب الله” انه لا يدافع في سوريا عن شخص او نظام إنما عن مشروع المقاومة، ودعا الحزب الى حكومة شراكة وتوافق تكون مدخلا للانتخابات الرئاسية. وقال نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم: “نحن حاضرون للمساهمة بفعالية لانجاح الاستحقاق الرئاسي في وقته، وهذا يتطلب ان نتحاور ونتناقش من اجل ان نوصل الاستحقاق الى نهايته السعيدة”.
واعتبر الوزير محمد فنيش “ان الحديث عن تشكيل حكومة امر واقع هو حديث يضر وامامه عقبات كثيرة”، ناصحا الذين يفكرون بهذا الامر “ألا يرتكبوا هذا الخطأ، والخطيئة الكبيرة لانهم سيتحملون مسؤولية العواقب، جازما بأنه لن تكون هناك امكانية لتشكيل حكومة من دون حكومة شراكة”، مؤكدا “ان صيغة 9-9-6 هي صيغة الحد الادنى”.
بدوره، اشار النائب نواف الموسوي الى “اننا لا نبتغي من وراء حكومة التوافق الوطني شغورا في سدة الرئاسة على النحو الذي ترث معه حكومة التوافق صلاحيات الرئيس، بل نريد لهذا التفاهم حول حكومة ان يكون مدخلا الى اجراء استحقاق الانتخابات الرئاسية، لاننا قلنا اننا مع اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها”.

السابق
الأخبار: حزب الله: عون مرشح 8 آذار للرئاسة التهديد أفضل من التمديد
التالي
الحياة: جنبلاط يبلغ سليمان اصراره على وزارة سياسية جامعة للبنانيين