اللواء: سحب الجلسة الحكومية من التداول وحوار بري السنيورة مهدّد

على وقع الخلاف الذي انفجر بين الرئيس ميشال سليمان و”حزب الله” والذي وصف ما حدث بأنه “طرق الباب فسمع الجواب”، (والتعبير لقناة “المنار”)، ونأي مصادر بعبدا بنفسها عن الاعتراف بحجم هذا الخلاف، والتأكيد على استمرار التواصل بين بعبدا وحارة حريك، كشفت مصادر متابعة أن الحوار القائم بين الرئيس نبيه برّي بصفتيه الرسمية والحركية، ورئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة، بدأ يتأثر بالهبات الساخنة بين “حزب الله” وبعبدا، وبالبرودة بين بعبدا وعين التينة. إذ كشف النقاب ان لا موعد قريباً لجولة جديدة من اللقاءات بين برّي والسنيورة، وهو ما اكده مصدر قيادي في تيّار المستقبل عندما سئل عن موعد اللقاء الجديد بين الرجلين، لكنه اعتبر أن ردود نواب “المستقبل” على تصريحات الرئيس برّي الأخيرة جاء من قبيل حرية الرأي، وان لا شيء تغيّر في المواقف.

على ان الحدث السياسي، وفقاً لمعلومات “اللواء” امس تمثل باتفاق الرئيسين سليمان وميقاتي على سحب موضوع عقد جلسة لحكومة تصريف الاعمال تحت اي عنوان من التداول السياسي.

وكان الرئيس ميقاتي زار قصر بعبدا بعد ظهر امس، واكتفى بيان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بالقول “انه تم عرض التطورات والاوضاع السياسية والحكومية الراهنة”، فيما اشارت مصادر سياسية مطلعة الى ان اللقاء تناول اللغط الحاصل بشأن انعقاد الجلسة الحكومية.

وفهم ان الرئيس سليمان كرر ما سبق واعلنه لجهة عدم ممانعته عقد جلسة اذا كان هناك من سبب لذلك، في حين تحدث الرئيس ميقاتي بصراحة عن عدم امكانية عقد اي جلسة ما لم يحصل توافق حولها، ولا سيما من قبل رئيس الجمهورية.
وافادت المصادر نفسها ان ملف النفط لن يشكل سبباً لانعقاد الجلسة، مؤكدة غياب اي اتفاق حوله، معربة عن انعقادها بانه تم صرف النظر عن عقد اي جلسة حكومية في المدى المنظور.

ولفتت الى ان الرئيس ميقاتي ماض في ممارسته مسؤولياته لجهة تصريف الاعمال، طالما ان الحكومة الجديدة لم تتألف بعد، وانه متفاهم مع رئيس الجمهورية على مقاربة جميع الملفات المطروحة.

واوضحت مصادر رئيس الحكومة، ان طرحه لم يكن الهدف منه تعويم الحكومة، بل كانت هناك مسائل واتصالات ومطالبات بعقد الجلسة، وانه لم يعد متمسكاً بالموضوع، وانه يرى ان الاولوية يجب ان تعطي لتشكيل الحكومة.

وسيرأس ميقاتي الاثنين اجتماعاً لسفراء عدد من الدول العربية والاجنبية لاطلاق التقرير السادس لخطة الحكومة لمعالجة تداعيات الازمة السورية، وستكون له كلمة لن تختلف عما عبر عنه امام معاونة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس لجهة التعبير عن خيبة لبنان من المجتمع الدولي في مساعدته للنازحين السوريين. وانه لهذا السبب ربما سيتأخر لقاؤه والرئيس بري الى الثلاثاء، علماً أن هذا الاجتماع كان مقرراً قبل سفره للمشاركة في مراسم وداع الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا.

وأقام الرئيس ميقاتي مساء أمس مأدبة عشاء تكريماً لنظيره الإيطالي انريكوليتا الذي وصل إلى بيروت في زيارة تستمر يوماً واحداً، سيلتقي خلالها الرؤساء الثلاثة، ويعلن عن دعوة إيطاليا لمؤتمر دعم الجيش اللبناني في السنة المقبلة، وهو المؤتمر الذي تبناه رئيس وزراء إيطاليا السابق كارلو بونتي أثناء زيارة ميقاتي لروما في العام 2012، ضمن إطار الخطة الخمسية لتطوير قدرات الجيش اللبناني.

السابق
المستقبل: أوروبا تذكّر بسياسة النأي بالنفس والناجون من الأسد ضحايا
التالي
البناء: سليمان قادرٌ على لعب دورٍ توحيديّ بتشكيلةٍ تضمّ الجميع