محاولات اغتيال علي: محمد بركات يروي السيرة اللبنانية

كتاب اغتيال علي لمحمد بركات
علي ليس شيعيا، ولا سنّيا. هو واحد من الذين خرجوا على إجماع مذاهبهم في بيروت، لبنان، والعالم كلّه، في هذه اللحظة حيث لا مكان لأحد إلا داخل "لطائفة – القبيلة". علي يتعرّض لمحاولات اغتيال من مدرّسته، طفلا، من زوجته، رجلا، من والده، ابنا، ومن ابنه، والدا، ومن طائفته ووظيفته وأصدقائه...

هي قصة رمزية يمتزج فيها الواقع بالخيال، يقول كاتبها محمد بركات، الصحافي الشاب، في مقدمتها: “هذا الكتاب ليس رواية. لا هو نثر ولا مجموعة قصص صغيرة ولا سيرة ذاتية، هو نتاج لحظات حيث الكتابة تداعيات يختلط فيها الماضي والحاضر، الشخصي بالعام، الذاتي بالموضوعي، السياسي بالاجتماعي بالاقتصادي بالديني، تماماً مثل اقتراح الشبكات الاجتماعية، الذي لم يرس بعد على اسمٍ أو شكلٍ أو لون محدد”.

أما لماذا يحاولون اغتيال علي، الجنوبي اللبناني، ومن هم هؤلاء المتكرّرين في محاولة اغتياله، فإن الجواب يقبع في أصل الحياة السياسية والاجتماعية التي نشأنا عليها نحن اللبنانيين والتي أنتجت “المشروع الطائفي” مقابل “مشروع الدولة”. يريد”ون” اغتيال علي لأنه خرج عن سلطة جماعته، جماعة “الطائفة – القبيلة”، وخرج عن إرادة شيخها وزعيمها، والخروج عن الجماعة الطائفة يستوجب العقاب أو الاغتيال، إنه الاغتيال المعنوي، العزل، الاتهامات بالخيانة والجبن والكفر والانحراف الفكري.

زوجة علي حاولت اغتياله عندما صارحها بأنه لا يحب زعيم طائفته، فنعتته بالخائن. أبوه حاول اغتيال رأيه عندما ناقشه في حرب تموز منتقداً حزب الله، فقال له: أنت عميل. عمّه حاول اغتياله أيضاً عندما نعته بالجبن والاستسلام لأنه لا يستسيغ التيارات العروبية والشعارات الممانعة الجوفاء.

قبل ذلك، في طفولته، كان عرضة للاغتيال من قبل المعلمة والأم والأهل لأنه يفكر بشكل مختلف ويريد أن يجعل نفسه حرّة من الأفكار المسبقة من الجماعة التي أصرّ كلّ هؤلاء على تعبئته بها كغيره، كما يعبّئون بالسلوك والتربية كلّ أطفال الجماعة كي يكبروا ويشبّوا على محبة الطائفة – القبيلة وزعيمها القائد الملهم.

لاحقاً، كان التصالح مع الأهل. فقبول الرأي الآخر هو الحل، لأنّ عائلة علي لم يكن سلوكها تقليدياً ولا محافظاً على نسق أفراد المجتمع الجنوبي الآخرين، الذي يغالي في إظهار المحافظة. أما بالنسبة لعائلته الصغيرة التي بدأ بتكوينها، مع زوجته وطفله الآتي إلى الحياة بعد أشهر، فإن الهوّة اتسعت كل يوم. فلا هو تغيّر، ولا هي قادرة على التغيّر والخروج عن أفكار وعادات الأهل وتقاليدهم.

هو صمّم على ألا يكسرها فيغتالها. راهن على التدرج في التأقلم مع حياتها الجديدة معه، فلم تفلح. ولم ينجح هو في استيعاب ما تحمل من أفكارها الموروثة. لم تنجح صيغة التعايش لأنها، زوجته، كانت مصرّة كل يوم على اغتياله بشكل مباشر والهجوم على “حساسيته” دون تحفظ، وعليٌّ مصر في الدفاع عن حريته حتى النهاية ويأمل أن يحتفظ بحبه وعائلته وأفكاره معاً، ولكن دون جدوى.

تنتهي سيرة علي بأمل ومأساة، الأمل في طفله الآتي بعد أشهر، والمأساة في رؤية حلمه بعائلة سعيدة يتبدد. إنه في أحشاء أمّه التي ساءها أن تحمله ذات يوم وأرادت إجهاضه كي تجهض حياتها مع والده المتمرد. حتى طفل علي تعرض للاغتيال وهو جنين، ولكنّه نجا بعد تدخل من الأهل وطول إصرار وإلحاح منه واستغفار. لكنّه يأتي “إلى الحرب التي ستطحنه” بين والدين مختلفين.

محاولات اغتيال الصحافي علي، الخارج من جماعته، لم تنته بعد ولن تنتهي في الأمد المنظور لأنّ بطل قصتنا يتنفس الحرية وتملأ صدره شجاعة عارمة لن تثنيه أبداً عن الوقوف في وجه سلطة جماعته التي ينتمي إليها، سلطة الطائفة القبيلة.

اللافت أنّ الكاتب، محمد بركات، أنشأ صفحة على الفايسبوك للترويج لكتابه، (https://www.facebook.com/MohawalatIghtiyalAli) وهي “تقليعة” جديدة في التسويق للكتب. تسويق كان يستند سابقا إلى مقالات أو مقاطع تنشر في الجرائد المطبوعة يوميا، أو ملاحقها الثقافية.

وقد أرفقت الصفحة بفيديو على اليوتيوب يحاول اختصار واحدة من محاولات اغتيال علي، يمكن مشاهدته على الرابط التالي:

http://www.youtube.com/watch?v=_rWjI7Noi4g&feature=em-upload_owner

السابق
مصادر رئاسية: مواقف حزب الله تدفع سليمان لرفع النبرة
التالي
ميقاتي: لبنان يشعر بالخيبة من المجتمع الدولي في ملف النازحين