حزب الله يتجه لمزيد من المواقف الإيجابية

تتوقع مصادر ديبلوماسية في قراءتها لمسار الأوضاع في لبنان انفراجاً نسبياً وحلحلة للملفات السياسية الساخنة قبيل حلول موعد الاستحقاق الرئاسي في الربيع المقبل.

وتنقل المصادر عن “حزب الله” اجواء إيجابية خلال المرحلة المقبلة وخصوصاً التي ستلي الأعياد على صعيد تشكيل الحكومة وإمساك القوى الأمنية الشرعية بالقرار والأرض خصوصاً في المناطق التي تشهد توتراً.

وتشير معلومات المصادر في هذا السياق الى ان الحزب دأب في الآونة الأخيرة على اتخاذ سلسلة من المواقف والخطوات الرامية الى تعزيز الشرعية اللبنانية في حين كان يرفض سابقاً الاقدام عليها.

وتقول ان “حزب الله” واكب اجواء الانفتاح الجديدة التي أشاعها بداية انتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً للجمهورية الاسلامية في ايران وتحديداً المرحلة التي بدأت بانتهاج إيران روحاني مواقف أكثر ليونة ومرونة من القضايا المطروحة والعالقة على الساحتين الإقليمية والدولية وتخلي الجمهورية الإسلامية عن الخط المتشدد الذي كانت تتعاطى به في الملف النووي وغيره.

وتشير في هذا الصدد الى انه لم يكن من قبيل الصدفة عدم مشاركة الحزب في المعارك الدائرة في محافظة حلب بين قوات النظام السوري وقوى المعارضة على تنوعها.

اضافة فإنه ونتيجة للواقع الإيراني الجديد فقد أقدم الحزب على حل ما يعرف بسرايا المقاومة في مدينة صيدا في خطوة ترمي الى تقليص التوتر السائد في المدينة والذي تعاظم بعد القضاء على ظاهرة الأسير وشعور الغبن الذي تولد لدى أبناء عاصمة الجنوب نتيجة ذلك.

كذلك يسجل في إطار السياسة المرنة التي اعتمدها الحزب بدوره على الساحة اللبنانية أخيراً تراجعه عن تمرير ومد شبكة اتصالاته الخاصة في عاصمة الكثلكة كبرى المدن المسيحية في لبنان زحلة تفادياً لإثارة الحساسيات الطائفية والحزبية في منطقة البقاع.

وكان “حزب الله” قد استبق خطواته الانفتاحية هذه بموافقته على نشر قوى الأمن الداخلي في ما يعرف بمعقله في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت بعدما كانت قيادته قررت تولي ادارة الشؤون الأمنية فيها بعد الاعتداءات الدموية التي شهدتها وهو ما اعتبر في حينه تحدياً لسلطة الدولة اللبنانية.

اضافة فإن الحزب لم يقدم كما توقع العديد من الفرقاء المحليين والإقليميين والدوليين على الرد على اي من التفجيرات التي استهدفت الضاحية الجنوبية والسفارة الإيرانية في بئر حسن في حين كان لا يفعل ذلك سابقاً وان يكن البعض توقع ان يكون الرد على الدافعين والمحرضين خارج الساحة اللبنانية.

وتذكّر المعلومات بقبول الحزب بالصيغة الحكومية التي جرى تداولها أخيراً وكان يرفضها سابقاً وهي (6-9-9) التي تعطي فريقي الثامن والرابع عشر من آذار الثلث الضامن او المعطل.

وتختم المصادر مؤكدة في ظل هذه القراءة الإيجابية لمواقف “حزب الله” الأخيرة ان الأوضاع في لبنان تتجه نحو فترة من الهدوء ان لم يكن من الاستقرار قد يتيح استمرارها تشكيل حكومة لبنانية جديدة يقلل فيها “حزب الله” من المطالب التي كان رفعها وذلك مقابل ضمانات جديدة في شأن بعض الملفات التي يعتبرها اساسية.

السابق
فرض عقوبات أميركية جديدة على شركات وأفراد لدعمهم النووي الايراني
التالي
أبو عرب: الوضع في عين الحلوة ممسوك