الجمهورية: معلومات كاذبة عن إنتحاريين واستدعاء المروّجين للتحقيق

كتبت “الجمهورية ” تقول: إنشغلَ العالم بأسره عموماً، بالوداع التاريخي لزعيم جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا في جوهانسبرغ، والذي شارك فيه قادة ورؤساء وملوك وقادة ونجوم، ومثّلَ لبنان فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وسجّلت على هامش التأبين مفاجأة غير منتظرة تمثّلت بمصافحة الرئيس الأميركي باراك اوباما رئيس كوبا راوول كاسترو، التي شكّلت مؤشراً جديداً على استعداده للتواصل مع أعداء الولايات المتحدة الأميركية، وفق ما ذكر مسؤول أميركي لوكالة “فرانس برس”، فيما قال أوباما: “إنّ مانديلا حقّق الحرية لأمّة بكاملها بلا سلاح، وكان صوتاً للضعفاء حول العالم”.
لكنّ وداع مانديلا لم يحجب الاهتمام على القضايا الاقليمية والدولية، حيث وضعت الولايات المتحدة الاميركية إيران “تحت الاختبار”، وقال وزير خارجيتها جون كيري، أمس، أمام اعضاء من الكونغرس: “لقد خرجت من مفاوضاتنا الاولية بتساؤلات جدية حول ما اذا كانوا مستعدين لاتخاذ بعض الخيارات التي يجب اتخاذها”، مضيفاً: “انّ هذا الامر سيكون محلّ اختبار خلال الاشهر الستة من الاتفاق الاوّلي الذي تمّ التوصّل اليه الشهر الماضي”.
من جهتها، أكدت اسرائيل، بلسان وزير الدفاع موشيه يعالون “أنّ منع ايران من الحصول على أسلحة نووية سيكون مستحيلاً من دون إبقاء الخيار العسكري مطروحاً”. وقال: “انّ استخدام القوة ضد ايران سيكون بمثابة المخرج الاخير”.
ورأى ان “لا مفر احيانا من اللجوء الى هذا الخيار”. أمّا وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان فتخوّفَ من استخدام سوريا صواريخ “ياخونت” وأنظمة “إس-300” الروسية ضد بلاده، وقال: “انّ اسرائيل لن تتدخل في سوريا إلّا في حال تسليم الأسلحة النوعية إلى “حزب الله”.
وأشار الى “عدم وجود بديل جيّد” للنظام السوري. وأشاد بإتلاف الأسلحة الكيماوية السورية، مؤكداً “امتنان اسرائيل لروسيا على جهودها في هذا المجال”. وقال إنّ الاتفاق حول الكيماوي السوري “يزيل الخطر الأكبر من جهة سوريا”.

مبادرة الفاتيكان
وبعيداً من هذه الاحداث، إنطلقت داخليّاً المبادرة الفاتيكانية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، وأكّد مصدر فاتيكاني لـ”الجمهورية” أنّ الفاتيكان فوّضَ الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تسويق هذه المبادرة، التي تُركّز على أن “يُقنع البطريرك النوّاب المسيحيين الـ64 بضرورة تأمين نصاب الإنتخاب، والعمل على تفادي تجربة العام 2007. لذلك، باشر الراعي، فور عودته من روما، الإجتماع بالنوّاب”، موضحاً أنّ “الأجواء في بكركي وروما إيجابية جدّاً، والطرفان مطمئنّان الى تجاوب النوّاب المسيحيّين معهما، بعدما وُضعوا أمام مسؤوليّاتهم التاريخية والوطنية”. (التفاصيل ص 4)
من جهة أخرى، كشف الراعي لـ “الجمهورية” بعد استقباله وفداً من “حركة الأرض”، أنه “سيخصص أكثر من صفحتين من رسالة الميلاد هذا العام لطرح ظاهرة بيع أراضي المسيحيين في لبنان، خصوصاً في ظل الواقع المرير الذي وصلنا إليه استناداً الى الاحصاءات الفاضحة في هذا المجال”.
وأوضحت مصادر بكركي لـ”الجمهورية” أنّ “ما يحصل اليوم هو نتيجة حركة مجتمعات طبيعية، ويجب عدم اعتمادها كتكتيك، فالمهم أن يثبت المسيحيون في أراضيهم”، داعياً إياهم الى “عدم الانزعاج في حال سكن مسلم في جوارهم، فالأساس يكمن في اصرار المسيحيين على البقاء في أراضيهم وعدم مغادرتها.”

أضافت: “عندما تهبط معنويات الغريب سيغادر من تلقاء نفسه. فإن لم نكن قادرين على منع المسلم من شراء أراضي المسيحيين، يجب علينا حضّ المسيحيين على عدم مغادرة أراضيهم، انطلاقا من اقتناعنا بأنّ “حبة رمل بابريق المياه، لا تفسد كل المياه داخله”، مشيرة الى “أننا متجهون في الشرق الأوسط الى “الضبضبة”، لأن هناك أفولاً للوهج السنّي تدريجاً في مرحلة أولى، أما المرحلة الثانية فستشهد أفول الوهج الشيعي، لا مفرّ. والمهم أن يصمد المسيحيون في أراضيهم ويصبروا”.
في موازاة ذلك، انشغلَ اللبنانيون بتَتبّع أخبارالعاصفة “ألكسا” التي بدأت تجتاح لبنان منذ عصر أمس، وسط استنفار كلّ الإمكانات لمواجهة الأحوال الجوية، وقرار تربويّ بإقفال المدارس الرسمية والخاصة اليوم.

قواعد رَدع جديدة
لكنّ الإنشغال بالعاصفة، على أهميته، لم يحل دون متابعة الشأن السياسي الذي لم يتأثر بالمنخفض الجوي ولا ببرودة الطقس، في ظلّ توقعات بأن ترفع حدّة المواقف التي سيعلنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله الأحد المقبل في حفل تأبين القيادي حسان اللقيس مِن منسوب الحماوة السياسية. وفي هذا الإطار، قالت مصادر قريبة في الحزب لـ”الجمهورية” إنّ خطاب الأمين العام “سيتضمّن قواعد رَدع جديدة للمقاومة في وجه اسرائيل بعد اغتيال اللقيس”. ودعَت الى “انتظار ما سيقوله السيّد”، رافضة “الغَوص في مزيد من التفاصيل”.
وكان “حزب الله” ردّ أمس، بلسان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حول دفاعه عن السعودية، فأبدى اعتقاده بأنّ الرئيس “قد تسرّعَ وخَانَه التعبير، لأنّ ما لدى سماحة السيّد حسن نصر الله مِن معطيات هي أشبَه بمضبطة اتهام طويلة قدّمها خلال اللقاء الصحافي، ولديه المزيد ايضاً”. إلّا انّ رعد أكد “انّ الأمور بيننا وبين فخامة الرئيس نعالجها في اللقاءات، وليس عبر الإعلام”.
وعن مطلب سليمان تأليف حكومة حتى لَو لم تنَل ثقة المجلس النيابي، شدّد رعد على “انّ المضمون الأساس لأيّ حكومة أو أيّ رئيس يمكن ان يشهده لبنان ويكون مطلوباً من جميع اللبنانيين، هو ان يكون في خطّ الإلتزام الوطني المقاوِم الحريص فعلاً على القرار الوطني الحر الذي ينأى بلبنان عن أن يكون تابعاً لهذه الدولة الإقليمية أو لهذه الوصاية الدولية”.

لا جلسة وزارية
وسط هذا المشهد، تأكّد بلا لُبسٍ انّ مجلس الوزراء لن ينعقد بعدما أقفل سليمان الطريق أمام أيّ بحث في إمكان انعقاده، عندما أكّد أنه لا يرى حاجة ضرورية لعقد جلسات للحكومة. وأكدت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” انّ موضوع عقد جلسة “بات وراءنا، حتى انّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي صرفَ النظر عنه، وبالتالي أُقفل النقاش فيه نهائياً”.
في هذا الوقت، ناشدت كتلة “المستقبل” سليمان ورئيس الحكومة المكلّف تمام سلام “تأليف حكومة جديدة اليوم قبل الغد لأنّ ما يجري في البلاد يضعهما أمام مسؤولياتهما، ولأنّ الضرر والخراب الذي تتسبب به الحكومة الحالية كبير جداً وتعويمها أمر مستحيل”، واعتبرت “أنّ استمرار الحكومة في تصريف الأعمال بات مضراً بلبنان وباللبنانيين”.

رئيس وزراء إيطاليا
وفي هذه الاجواء، يصِل الى لبنان السبت المقبل رئيس الوزراء الايطالي إنريكو ليتّا للقاء سليمان وميقاتي وأسَر لاجئين سوريين وفلسطينيين، قبل ان يتوجّه الى بلدة شمع في الجنوب لتفقّد قوات بلاده الإيطالية العاملة في إطار قوات “اليونيفيل”.

معلومات أمنية كاذبة
أمنياً، عبّرَ مرجع أمني عن قلقه من التسريبات التي تحدثت عن عمليات انتحارية ستستهدف المناطق المسيحية على ابواب عيدي الميلاد ورأس السنة. وقال لـ”الجمهورية”: “لا عِلم لدى أيّ من الأجهزة الأمنية بمثل هذه المعلومات على الإطلاق”، وحذّر من “التمادي الإعلامي في إطلاق الروايات قبل التثبّت من صدقيتها”. ولم يستبعد “ان يكون البعض قد أطلق هذه التكهنات لأسباب سياسية ودعائية لا تمتّ الى الحقيقة بصلة”.

… واستدعاء المروّجين للتحقيق
من جهته، أكد مصدر حكومي معنيّ لـ”الجمهورية” انه سيُجري الإتصالات اللازمة لاستدعاء مروّجي هذه المعلومات وكَاتبيها بُغية التثبّت من حجم وأهمية المصادر التي زوّدتهم إيّاها، وجلاء الحقائق ووَضع حدّ لهذا التعاطي غير المسؤول معها. وقال “إنّ الأخطر ان تكون وراء هذه الروايات مراجع سياسية تدّعي الإستهداف وتخويف الناس على ابواب الأعياد”.

قيادة قوى الأمن
على صعيد آخر، علمت “الجمهورية” انّ مرسوم تثبيت مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي سيصدر قبل نهاية السنة الجارية، وهو مرسوم عاديّ لا يحتاج الى جلسة لمجلس وزراء، ويوقّعه كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزيرا المال والداخلية. وسيترافق هذا المرسوم مع مرسوم يقضي بترقية المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالإنابة العميد إبراهيم بصبوص الى رتبة لواء، على أن يُعيّن بالأصالة في أوّل جلسة يعقدها لمجلس
الوزراء.

السابق
الأخبار: سليمان والحكومة: نبقى معاً أو نرحل معا
التالي
البناء: سليمان فاتَح سلام وآخرين بتشكيل حكومة أمر واقع مطلع العام