سفراء لبنان والأردن أمام الكونغرس: أزمة اللاجئين السوريين إلى تفاقم وعبئ ثقيل على البلدين

في جلسة استماع تعكس مخاوف البلدين من أزمة اللاجئين السوريين، عرض كل من سفيرة الأردن في الولايات المتحدة علياء بوران وسفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد واقع الحال في هذه المسألة، مشددين على أهمية زيادة الدعم الدولي والأميركي للحكومتين، ووضع خطط متوسطة المدى في ضوء تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية، واستبعاد عودة اللاجئين في أي وقت قريب.

وعلى مدى ساعتين، عقدت اللجنة الفرعية لقضايا الموازنة في مجلس الشيوخ أمس، جلسة استماع خاصة حول “المساعدات للبنان والأردن”. وقد شارك في الجلسة، إلى جانب بوران وشديد، مساعدة وزير الخارجية لشؤون اللاجئين آن ريتشارد، وممثلين عن اللجنة العليا للإغاثة التابعة للأمم المتحدة أندرو هاربر وأوين ماكلويد.

وأكدت بوران في شهادتها، أن “الأردن تستضيف اليوم أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني، ونصف مليون عراقي، و١.٣ مليون لاجئ سوري”، ونوهت بمخاطر “تصاعد الأزمة في سورية، والتي لها مكون مذهبي واجتذاب الأراضي السورية للمتطرفين من جميع أنحاء العالم، الذين يريدون تصدير الأزمة إلى الدول المجاورة”. وأضافت بوران إن “وجود أسلحة كيماوية وغير تقليدية يزيد من مخاطر الوضع”.

وتطرقت بوران، بالإضافة إلى النواحي السياسية والأمنية المهددة للأردن، إلى “العبئ الذي تتركه أزمة اللاجئين على النواحي التربوية والصحية وسوق الوظائف في الأردن”. وقالت إن “أكثر من ٧٨ ألف طالب سوري تم تسجيله اليوم في المدارس الأردنية، مقابل ٧٠ ألف طفل من دون فرص تعليمية”.

واعتبرت أن “الكلفة هي ١٣٥ مليون دولار لبناء ١٢٠ مدرسة”. كما توقعت “وصول العبئ على حقل العناية الصحية إلى ١٦٨ مليون دولار، ومع ظهور داء شلل الأطفال والحصبة بين اللاجئين”. كما قدرت بوران “ذهاب نحو ١٨٠ ألف وظيفة عادة يشغلها الأردنيون إلى اللاجئين السوريين، ما قد يرفع نسبة البطالة إلى أكثر من ١٣ في المئة.

وفي السياق نفسه، تحدث شديد عن “معاناة لبنان من الأزمة والتهديد الوجودي لها على النطاق الأمني والاجتماعي والاقتصادي والسكاني للبلاد”. وقال إن “لبنان يستضيف اليوم نحو ٨٨٤ ألف لاجئ”، وأضاف إنه “إذا تم إحصاء هؤلاء غير المسجلين، فإن النسبة قد تصل إلى ١.٣ مليون، أي ٣٠ في المئة من عدد السكان في لبنان”.

واعتبر أن “التأثير على الموازنة ضخم، ويقدر ببليونين ونصف دولار من ناحية الخدمات، وبليون ونصف لناحية العائدات”.

وتحدث شديد بإسهاب عن “العبئ الذي تتركه الأزمة على الواقع الحياتي للبنانيين، وكونهم موجودين في أكثر من ١٦٥٠ نقطة، الأمر الذي زاد من مستوى التشنج والعداء والنزعة العنصرية ضد السوريين”. وانتقد شديد ضمنياً “الرد الضعيف من المجتمع الدولي على هذه الأزمة”، واعتبر أنه “خلال سنتين من التخطيط والكلام حول الدعم للدول المضيفة، لم يترجم أي شيء ذا جدوى، لا مستشفى واحد ولا مدرسة، هذا لا يمكن أن يستمر في ظل العبئ السكاني على لبنان، وهز الأزمة لأعمدة الاقتصاد والتداعيات السياسية لها على الاستقرار”.

كما طالب شديد بـ”زيادة الدعم لدولي للبنان”، ودعا هو وبوران إلى “وضع خطط متوسطة المدى للتعاطي مع هذه الأزمة، وكون لا حل سياسي قريب في الأفق للحرب في سورية، ومع استمرار حال النزف الإنساني والسكاني إلى الدول المجاورة”.

السابق
الجميل: زيارتي الى واشنطن لا علاقة لها بالانتخابات الرئاسية
التالي
وفد من البرلمان الاوروبي في إيران من 13 الى 17 كانون الاول