المخدّرات في النبطية: وزير الصحة أم رئيس جمعية خيرية؟

علي حسن خليل
مؤتمر في النبطية للوقاية من المخدرات، في غياب خطة وطنية لمكافحتها واتساع تعاطيها بين الشباب والسلطة تحمل الأهل المسؤولية. والإحصاءات تقول إنّ 14% من المتعاطين يحصلون على المخدرات بسهولة، و28% يتعاطونها أسبوعياً و40% من الشباب قد جرّبوها و51% يعرفون مروّجاً و14% يسرفون في تناول المهدّئات.

بدا وزير الصحة علي حسن خليل وكأنه رئيس جمعية أهلية في خطابه الذي ألقاء في المؤتمر الأول الذي عقد تحت رعايته في مركز كامل يوسف جابر صباح الأحد الثامن من كانون الأول 2013 تحت عنوان: آفة المخدرات وقاية وعلاج.

وأشار خليل إلى أن المخدرات من أخطر الآفات في المجتمع وأن الوقاية منها هي العنصر الأول والأساس،  وأن خطرها يتجاوز المشكلة الفردية لتطال المجتمع بأسره. وتحفظ خليل عن ذكر إحصاءات عن هذا الموضوع “لأن الإحصاءات غير مشجعة، وهناك تنوع في المخدرات وسهولة في الحصول عليها”.

وطالب المجتمعون بتقديم توصيات لمعالجة موضوع المخدرات لتكون ورقة عمل للوزارة، في إشارة إلى غياب أيّ خطة استراتيجية لدى السلطة وبالتالي لدى وزارة وهي المسؤولة لمعالجة مشكلة الإدمان.

وقال خليل: “لقد أقرّينا قانوناً عصرياً، لكنه شأنه شأن غيره من القوانين تقرّ ولا تطبّق وخصوصاً في المفاصل الأساسية منها. لدينا قانون لكننا لم ننشأ مراكز صحية للعلاج، بدلاً من رمي المتعاطين في السجون”.

وأكد أن وزارته “تعاقدت مع أربعة مراكز للعلاج، وهو أمر ننظر إليه كإنجاز إلا أن السلطة فشلت في مكافحة التجار”. ودعا السلطة إلى تحمّل مسؤوليتها، وكأنه لبس جزءاً منها(!!) وطالب بضبط الحدود وضرب من يسهّل تجارة المخدرات.

وانتقل بعدها إلى مطالبة الأسرة بالاهتمام بأفرادها ونشر الأخلاق والقيم والالتزام الديني رداً على تفشي الظاهرة.

وكانت جمعية العمل البلدي بالتعاون مع بلدية النبطية قد نظمت هذا المؤتمر الذي افتتحه رئيس الجمعية الدكتور مصطفى بدر الدين، فنظر إلى الوقاية بصفتها “الحجر الأساس في مكافحة المخدّرات”.

وقدمت المؤتمر آمال إبراهيم التي أشارت إلى غياب الإحصاءات الدقيقة حول المتعاطين لكنها قالت: “60 – 85% من المتعاطين هم من فئة الشباب”، وتابعت أنّ “الأسباب التي تدفعهم إلى تعاطيها هو انخفاض الأسعار، سهولة الحصول عليها وضعف السلطة العائلية وأن المسؤولية الأساسية تقع على العائلة”.

وكانت إحدى الجمعيات قد وزعت منشوراً يحمل بعض الإحصاءات التي تقول إنّ 14% من المتعاطين يحصلون على المخدرات بسهولة، و28% يتعاطونها أسبوعياً و40% من الشباب قد جرّبوها و51% يعرفون مروّجاً و14% يسرفون في تناول المهدّئات.

من المهم جداً عقد مثل هذه المؤتمرات ولكن الأهم هو وضع الأصبع على الجرح، فلم يذكر أحداً مسؤولية الإحباط واليأس من الوضع السياسي وضيق سوق العمل وتحلل السلطة وهي عناصر أساسية تدفع الإنسان إلى الإدمان على المخدرات.

السابق
ليس كل إعلاميّ على حق.. حذار ديكتاتورية الإعلام
التالي
اعتذار المنار: جمهور حزب الله غاضب.. وحائر