الجمهورية: سليمان: هناك إنتخابات رئاسية ورئيس جديد

كتبت “الجمهورية ” تقول : ظلّ اتفاق جنيف النووي الايراني ومؤتمر جنيف السوري محورَا حركة ديبلوماسية أميركية ـ روسية لافتة، وحطّ وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل في الرياض أمس، والتقى وليّ عهد السعودية سلمان بن عبد العزيز، على أن يحطّ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في إيران مساء اليوم بعدما كان التقى أمس في موسكو نظيره الاسرائيلي افغيدور ليبرمان، وسط إصرار روسيّ على مشاركة إيران في مؤتمر “جنيف – 2″، في وقت أكّدت اسرائيل مجدداً أنّ ايران تُشكّل تهديداً على أمنها والعالم برمّته في الوقت الذي لا تتعرض فيه طهران لأيّ تهديد.
وقال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيرس إنّ بلاده تنتظر لترى هل ستترجم تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني الى أفعال أم ستبقى مجرد كلام لا رصيد له. أمّا طهران فحذّرت على لسان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من أنّه “إذا فرض الكونغرس الأميركي عقوبات جديدة على إيران، فسنلغي كل الاتفاقيات”.
وعلى وَقع التطورات التي تشهدها المنطقة، يدخل لبنان اعتباراً من بعد ظهر اليوم في عَين العاصفة. وعشيّة هبوب العاصفة الطبيعية التي ستشتدّ ليلاً، هَبّت عاصفة سياسية بين وزيرَين في حكومة تصريف الأعمال تبادلا خلالها الإتهامات وتقاذفا المسؤوليات، على خلفية ما شهده لبنان من فيضانات وسيول الأربعاء الماضي.
وقطعَ هذا المشهد الحديث المتنامي عن تعويم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من باب سَعيه لعقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء للبحث في القضايا الملحّة، في وقتٍ رفضَ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تعويم الحكومة المستقيلة، إذ إنه لم يجد حتى الآن حال طوارىء تستدعي عَقد جلسة لمجلس الوزراء.

ماذا قال سليمان؟
وأمس، رأى الرئيس سليمان، خلال لقائه وفداً من نقابة الصحافة، أنه “ليس هناك من صعوبة للإتفاق على رئيس جديد إذا تعقّل الجميع ولم تتمّ مقاطعة الجلسات وتعطيل النصاب”.
واعتبر أنّ “النواب مُجبرون على الذهاب الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد”. وأكد انّ “المجلس مُلزم أن يجتمع، وهناك نوّاب يستغلّون مناصبهم منذ 30 عاماً، وهناك استحقاق، وعليهم الحضور الى المجلس لينتخبوا رئيساً للجمهورية، وعلى الشعب أن يحاسب مَن لا يأتي الى الجلسة”.
وجدّد سليمان التأكيد أنه “خلافاً لكلّ ما يُحكى، هناك انتخابات رئاسية ورئيس جديد”.
وعن سبب عدم اجتماع الحكومة لتحريك ملف النفط، قال: “صدر عن مجلس الشورى قرار يقول انه لا يجوز لهذه الحكومة ان تقرّر في ملف النفط، ولكن اذا تمّ تخطّي قرار مجلس الشورى وتقدمت الشركات وجاء مَن يطعن بالقرار، فماذا يحصل حينها؟ إنّ الرئيس ميقاتي لم يطرح الأمر، وقد نشر في الصحف فقط، فلماذا الاستعجال؟ الحمد الله انّ النفط تحت الارض وليس فوقها، لكانَ ضاع”.
وعن العلاقة بينه وبين 8 آذار بعد موقفه الاخير من السعودية، سأل: “هل هناك من خطأ في ما أعلنته عن المملكة؟ ولماذا ذهب الرئيس نبيه بري الى إيران؟ أليس لمحاولة تقريب وجهات النظر بين ايران والسعودية؟ وهل اذا قلنا انّ السفارة السعودية هي مَن فجّرت السفارة الايرانية نُصلح بينهما؟ خصوصاً انّ ايران اتهمت اسرائيل بهذا التفجير؟ فهل يجوز أن أخلفهما على أرضي من دون دليل؟ أنا رئيس الدولة، فلماذا لم أزوّد الادلة قبل توجيه الاتهام؟ موقفي ينطلق من واجبي كرئيس للدولة ومسؤول، وعلاقتي مع 8 آذار جيدة”.

خطة خماسية
وقبل ظهر اليوم، يُلقي سليمان كلمة في المؤتمر الخاص بإطلاق مشروع خطة خماسية تنتقل بالمياه في لبنان من منطق الحاجة الى منطق الثورة في “فينيسيا”، سيُقارب فيها الملفات الإقتصادية والإجتماعية والإنمائية في البلاد.
واستبعدت مصادر مطلعة ان يتحدث عن القضايا والعناوين السياسية والأمنية، باعتبار انّ ما سَجّله من مواقف سياسية أمس، وقبل ذلك في جبيل، كان كافياً لتحديد السقف السياسي في هذه المرحلة، خصوصاً لجهة تشديده على مَنع الفراغ الرئاسي وتعزيز سياسة النأي بالنفس لإبعاد لبنان عن الترددات السياسية والأمنية والطائفية السلبية لِما يجري في سوريا، ومنع الإنتقال بها الى الداخل اللبناني.
وسيتناول سليمان في كلمته الحاجة الى رعاية الثروات الوطنية وحمايتها واستثمارها، ويشدّد على أهمية المجتمع الأهلي والمدني والمبادرة الخاصة في سبيل إحياء الحركة الإقتصادية وتوفير فرَص العمل للشباب اللبناني. وسيُسهِب في الحاجة الى اللامركزية الإدارية وبرامج الإنماء المتوازن في البلاد، واستثمار الثروات الوطنية والحفاظ عليها لتكون ملكاً لجميع اللبنانيين من دون استثناء في مستقبل الأيام.

الرفاعي
وفي المواقف، استغربَ عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” عضو “جبهة العمل الاسلامي” النائب كامل الرفاعي مواقف سليمان، وقال لـ”الجمهورية”: “للأسف الشديد أيّ رئيس جمهورية في آخر ولايته يسعى الى إرضاء القاعدة الشعبية المارونية لإقامة نوع من التحالف النيابي الذي يخصّ هذه المرجعية، وهذا التصرّف باتَ عرفاً منذ الاستقلال ولغاية اليوم”.
أضاف: “انّ الامين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله أشارَ أوّلاً في خطابه الى انه مع انتخاب رئيس جديد وليس مع التمديد، ولربما هذه الإشارة حرّكت شيئاً معيّناً لدى الرئيس، وهو الذي يقول إنه ضدّ التمديد، ولكن يقال إنّ هناك نوعاً مِن “لوبي” معيّن يسعى الى التمديد له.
نحن نتمنى أن تجري الانتخابات، ونسعى لأن يكون لنا مرشّحنا، وإن كنّا على قناعة تامّة انه لا بدّ من التوافق أخيراً على الرئيس، يعني كلّ فريق يستعدّ اليوم بمرشّح معيّن، لكنّ تركيبة لبنان تؤكدانه لا بدّ من توافق إقليمي ودولي ومحلي على شخصية توافقية لتوَلّي هذا المنصب.
ثانياً، للاسف الشديد إنّ فخامة الرئيس يغمز منذ مدة طويلة مِن قناة النظام السوري ومِن كلّ مَن يتعاطى إيجابياً معه، وله كامل الحقّ في أن يدافع عن السعودية، ولكن لا يحقّ له أبداً ان يمنع أفرقاء في الداخل اللبناني عن مهاجمة موقف المملكة، ولكلّ فريق ان يُهاجم مَن يشاء وان يقول ما يشاء، ونحن نعلم انّ الكثير من الأطراف اللبنانيين هاجموا سوريا والنظام ولم يَقل فخامته حرفاً واحداً.
فلكلّ فريق معطياته، لكنّ الجميع متفقون على مهاجمة العدو الصهيوني. لذلك، نحن نتعجب من مواقفه، ونتمنى عليه ان يُنهي عهده كما بدأه، وليس كما كان يفعل الرؤساء السابقون، باستثناء الرئيس إميل لحود، يبدأون عهدهم بشيء وينهونه بشيء آخر”.
ورداً على سؤال، قال الرفاعي: “انّ التمديد معناه أنّ جميع النواب سيذهبون الى المجلس النيابي كي يمددوا، وما داموا قادرين على الوصول الى المجلس فحَريّ بهم ان ينتخبوا بكرامتهم رئيساً جديداً بَدلَ التمديد للرئيس الحالي الذي يعلن رفضه التمديد عند كل ساعة ودقيقة”.
وعن مرشّح قوى 8 آذار للمرحلة الحالية أجاب: “نحن كفريق 8 آذار يمكن ان نتفِق على ترشيح إمّا النائب العماد ميشال عون وامّا النائب سليمان فرنجية، وربما الفريق الاخر يختار النائب بطرس حرب أو رئيس حزب القوات سمير جعجع. لكن، وكما قلت، إنّ رئاسة الجمهورية في لبنان لا تخضع للمعايير الداخلية وانما لمعايير اقليمية ودولية”.

عون
وأوضح رئيس تكتل” التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون أنه ليس مرشحاً لرئاسة الجمهورية إلا اذا طلب منه النواب ذلك، مشدداً على أنه لن يقبل بأن يكون رئيساً يدير الأزمة. ومؤكدا أنه “لم يحصل تشاور مع حلفائي حول انتخابات الرئاسة، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال إنّه يجب أن نتشاور مع بعض الحلفاء لنختار مرشحاً وهو محقّ، وإلى الآن لم يبلغني أحد بأنني مرشّح بالنسبة له”.
وشدّد عون على ضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، وأكد: “لا تمديد ولا تجديد ولا فراغ، ما يعني انتخاب رئيس للجمهورية بالموعد المحدد، والفراغ لن يحصل لأنّ الجميع سيخسر فيه”. معتبراً أنّ “انتخاب رئيس جمهورية يعطي الفرصة للبنانيين للانطلاق من جديد. الان نعيش مرحلة فراغ، والتمديد هو تمديد للفراغ، فلا اجتماع للحكومة ولا أحد يأخذ قراراً، والاستحقاق يجب ان يتمّ في موعده والّا فإنهم يلعبون بمصير لبنان”.

باسيل في عين التينة
وتزامنت مواقف سليمان مع تكثيف المشاورات لعقد جلسة لمجلس الوزراء ومساعي تَواصُل تشهَدها عين التينة، علماً انّ اجتماع رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الرئيس ميقاتي أُرجىء بسبب وجود الأخير في الخارج. والتقى بري أمس وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي أوضح انّ الإجتماع هو لتفادي هَدر الثروة النفطية في لبنان لصالح إسرائيل.
وقال: “إن الحكومة لن تتناول ملف النفط داخلياً إلّا إذا سمح بذلك فريق “14” آذار”، معتبراً أنّ “رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يهتمّ بمصالح تيّار “المستقبل” وينفّذ رغباته”.

العريضي والصفدي
وفيما انشغلت الاوساط الشعبية، أمس، بمتابعة أخبار العاصفة “الكسا” وتداعياتها المحتملة على الحياة اليومية، كان وزيرا المال محمد الصفدي والاشغال العامة غازي العريضي يتبادلان الاتهامات في شأن مسؤولية ما واجَهَ الناس قبل ايام على الطرقات مِن مآس مروّعة. وشملت الهجمات المتبادلة بينهما اتهامات بالاهمال والسرقة.
فالعريضي، الذي كان آثر السكوت منذ مدة، خرج عن صمته أمس، معتذراً من اللبنانيين عن فيضانات الاربعاء الفائت وسيوله. ونفى أيّ علاقة لوزارته بما حصل في نَفق المطار الذي هو التزام شركة الـ”ميز” التي تعمل في صيانة المطار. وحمّل وزير المالية محمد الصفدي مسؤولية عرقلة مشاريع وزارة الاشغال، وكشفَ بالوثائق ارتكابات ارتكبَها.
ولم يتأخر ردّ الصفدي كثيراً، فسارعَ الى التأكيد ان لا أساس لكل الاتهامات التي ساقَها العريضي ضده. وأكد انّ مِن أبشع الأمور ان يحمّل وزير الأشغال الجميع المسؤولية عن عدم القيام بواجبه، واعتبر انه يظهر نفسه وكأنه وزير مثالي. وأشار الى وجود أمور أهمّ من وزارة الأشغال، وانّ العريضي ليس أهمّ وزير في البلد، ودعاه إلى عدم الدخول بأمور سخيفة.

السابق
الأخبار: لا تعويم للحكومة الميقاتية
التالي
البناء: انعقاد مجلس الوزراء يصطدم باعتراض سليمان ومعارضة 14 آذار