اعتذار المنار للبحرين: جزرة للسعوديّة.. قبل العصا

اعتذار المنار من البحرين
إعتذار مجموعة "المنار" من مملكة البحرين هو الجزرة الإيرانيّة التي وضعتها أمام المملكة العربية السعوديّة. وربما هو اعتراف من الجار الفارسي بشرعيّة دخول "قوات درع الجزيرة" إلى المنامة، مقابل الحصول على "حصّة الأسد" في سوريا، فهل تقبل السعوديّة الجزرة أم سترفضها وتستعدّ لاستقبال العصا؟

قدمت المجموعة اللبنانية للإعلام (قناة المنار واذاعة النور) اعتذارها الرسمي الى هيئة شؤون الإعلام في مملكة البحرين بخصوص تغطيتها لأخبار مملكة البحرين في الفترة السابقة. كما أكدت التزامها مستقبلا “باعتماد الموضوعية” في تغطيتها أخبار الدول العربية وما يجري فيها من أحداث، وأبدت استعدادها لاحترام المعايير المهنية، كما تضمن بيان اعتذارها إبداء حرص المجموعة على “إجراء التقييم الدوري لسياستها التحريرية لتتناسب مع المواثيق والمعاهدات الدولية والمهنية المعتمدة، وتصويب ما يخرج عن هذا الإطار، والعمل على حفظ العلاقات الطيبة مع كل الاشقاء العرب لاسيما مملكة البحرين”.

نتيجة لهذا القرار، سحبت مملكة البحرين طلبها تجميد عضوية قناة “المنار” و”إذاعة النور” في “اتحاد إذاعات الدول العربية”.

ورغم مسارعة  حزب الله إلى إصدار بيان يعلن نأيه بنفسه عن “الاعتذار” المقدم من إدارة قناته “المنار” إلى البحرين، معتبرا أن قيادة الحزب “لم تُراجع” في الخطوة، فقد اعتبرت مصادر في قوى 14 آذار أن الاعتذار “كسر شوكة” الحزب.

على الصعيد الاعلامي العربي،  كتب الكاتب الصحافي مشعل النامي من الكويت لـ “العربية” أنّ “اعتذار قناة المنار التابعة لحزب الله دلالة على أن الحزب والجهات الإعلامية له تتبع النظام الإيراني، وبما أن طهران بدأت تسلك سياسة التقارب مع دول الخليج فإن الاعتذار جاء في سياق التقارب ذاته”.

وقال إنّ الاعتذار الذي جاء من قناة “المنار” وإذاعة “النور” هو دليل على أنّهما “قناتان غير مهنيتين وغير صادقتين فيما تنقلانه”.

أما  في بيروت، فقد ربط المراقبون في لبنان بين اعتذار اعلام حزب الله من البحرين وبين محاولة إيران التقرّب من دول الخليج، خصوصا من زعيمتهم المملكة العربيّة السعوديّة.

فقد قال وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف قبل ذلك إنّه على استعداد تام “للقاء الأخوة الأعزاء في المملكة العربية السعودية وفي أقرب فرصة ممكنة”، مؤكدا أهمية “تمكين وتطوير العلاقات مع المملكة على مستوى العالم الاسلامي”. وأضاف: “نعتبر السعودية بلدا يتمتع بأهمّية بالغة في المنطقة وفي العالم الاسلامي”. وذكر أنّ زيارته السعودية “مرتبطة فقط بترتيب موعد مناسب للطرفين”.

فالسعوديّة ما زالت مأخوذة بصدمة الإتفاق النووي الذي تمّ توقيعه الشهر الفائت بين إيران والدول الخمس الكبرى وأبرزها الولايات المتحدة الأميركية. وقد هالها أن تنقلب العداوة التاريخيّة بين خصمها الفارسي وحليفها الأميركي الى مصالحة تاريخيّة وربما الى مشروع تفاهم بين البلدين على كثير من الملفات في منطقة الشرق الأوسط دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة السعوديّة، وهي أكبر دولة عربية منتجة للنفط، وزعيمة الإسلام السني فيه.

وكذلك إيران، فقد أدركت ان لا تسويات ولا تفاهمات في المنطقة يمكن ان تنجز بشكل تام دون شراكة دوله عربيّة قويّة، خصوصا فيما يتعلّق بالملف السوري الدام.

فبعد نجاح اختراقها بلاد الشام بسبب دعمها وحليفها حزب الله نظامَ الأسد، حجزت طهران مقعدا لها في مؤتمر جنيف2 الخاص بتسوية الأزمة السوريّة. وهي تريد أن تستدرج السعوديّة كي تأتي بها إلى المؤتمر كشريك يعترف بدور إيران الإقليمي المشرّع في المنطقة، وبنفوذها المستجد على الساحة السوريّة، مقابل نفوذ معترف به للمملكة، في البحرين على سبيل المثال لا الحصر. ما يسمح للمجتمع الدولي برعاية اتفاق نهائي في المستقبل يضمن مصالح الأطراف كلّها في الداخل السوري وخارجه.

اعتذار ثم نفي للإعتذار، لا يهم ما دام الأب الإيراني الرؤوم للشيعة في العالم يستفيد من هذا التخبّط الحميد. الاعتذار إلى البحرين هو الجزرة الإيرانيّة التي وضعتها طهران أمام السعوديّة. وربما اعتراف من الجار الفارسي بشرعيّة دخول “قوات درع الجزيره” الى المنامة مقابل الحصول على “حصّة الأسد” في سوريا، فهل تقبل السعوديّة الجزرة أم سترفضها وتستعدّ لاستقبال العصا؟

والأكيد أنّ “العربي” لن يعرف شيئا عن العصا الفارسيه، لا متى سوف تضرب ولا أين…

السابق
فضل الله: لبنان يتعرض لعدوان اسرائيلي متماد والارهاب لا علاقة له بالدين
التالي
جعجع: تفسير الدستور لدى البعض اصبح متحركاً تبعاً لاحتياجات المقاومة