اللواء: طرابلس تنتظر تنفيذ الإستنابات وإعتذار المنار يُحرِج حزب الله

كتبت “اللواء ” تقول:  بعد “هزة” ثكنة القبة، ونجاح المساعي في احتواء ذيول الحادثة، أمضت طرابلس “ويك أند” هادئ، في ظل استرخاء ميداني وإصرار فاعليات المدينة ونوابها على منع تجدد الاشتباكات من زاوية أن “خيار طرابلس هو الدولة وأمنها الشرعي”، وأن “الحل بنزع كل سلاح غير شرعي”، و”رفض أي مظهر من مظاهر الأمن الذاتي”، و”توقيف كل من صدرت بحقه استنابات قضائية”، على حد ما جاء في “بيان الثوابت” الذي صدر عن اللقاء التشاوري الدوري الأخير في منزل اللواء أشرف ريفي.
وأتاحت “هدنة طرابلس” المفتوحة على التهدئة، المجال لحركة سياسية ورسمية في اتجاه استطلاع الامكانيات السياسية والدستورية المتاحة لعقد جلسة لمجلس الوزراء بالرغم من استقالة الحكومة، لبتّ عدد من المواضيع الملحّة في حال استمرت التعقيدات التي تحول دون تأليف حكومة جديدة، مع اقتراب السنة من نهايتها، ودخول التكليف شهره العاشر.
ويؤكد وزير مقرّب من رئيس حكومة تصريف الأعمال أن الرئيس نجيب ميقاتي ليس بوارد دعوة المجلس للاجتماع، وليس بوارد تعويم الحكومة، وجلّ ما يسعى إليه تشكيل حكومة جديدة، واصفاً رغبة البعض بالدعوة لعقد جلسة بأنه “استغلال” لموضوع النفط الذي تحول مواقف عدة من عقد جلسة لأجله، لا سيّما من قبل رئيس الجمهورية والنائب وليد جنبلاط، فضلاً عن رئيس الحكومة المستقيلة وتكتلات وزارية أخرى.
وستكون هذه القضية على جدول اللقاء الذي سيعقد بين الرئيس نبيه بري والرئيس ميقاتي، بعد عودته من جوهانسبورغ التي توجه إليها أمس للتعزية برئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا، وتمثيل لبنان في المأتم الرسمي الذي سيقام غداً الثلاثاء، بالتزامن مع حداد رسمي لبناني.
وقالت أوساط الرئيس بري في هذا المجال أنه سيسأل الرئيس ميقاتي حول هذا الأمر، كون أن ليس لديه معلومات بهذا الخصوص، سوى ما رشح من موقفه المستجد في خلال اجتماعه بالوزير فيصل كرامي منتصف الأسبوع الماضي، علماً أن رئيس المجلس كان قد طالب بانعقاد جلسة للحكومة حول ملف النفط.
ونقلت قناة “المنار” عن مصادر وزارية مقرّبة من الرئيس ميقاتي، بأن الأخير يستفسر دستورياً وإجرائياً حول عقد جلسة للحكومة، ويجري سلسلة اتصالات مع مكونات أساسية في الحكومة وخارجها، وأنه يدرس أيضاً ملف النفط من زاوية تقويم الضرر على صعيد استبعاده من أي جلسة للحكومة.
وبحسب معلومات “اللواء” فإن الجلسة الحكومية التي يحكى عنها، ستظل رهناً بالتوافق على الموضوعات التي ستطرح فيها، بحيث يكون القرار منتهياً قبل الدخول إليها، وبالتالي فإن موضوع النفط صعب التوافق عليه إن لم يكن مستحيلاً، نتيجة المعارضة الواسعة ضده.
وقالت مصادر مطلعة لـ “اللواء” إن موضوع تفعيل عمل الحكومة ممكن في حال واحدة، وهو حصول تطور كبير سياسي أو أمني، باعتبار أن تفعيل الحكومة يمكن أن يؤدي إلى تعويمها وهو أمر مرفوض حتى من قبل ميقاتي نفسه.

الانتخابات الرئاسية ومواصفات سليمان
من جهة ثانية، وصف مصدر وزاري من فريق 8 آذار لـ “اللواء” مسألة إثارة الانتخابات الرئاسية في هذه الآونة، بأنها من “باب الاستهلاك السياسي والمزايدات”، مشدداً على أن الحديث عن هذا الاستحقاق لا يجدي قبل آذار المقبل، مع دخول المهلة الدستورية، بشهر قبل موعد إجراء الانتخاب في 25 أيار المقبل. ولفت إلى أن التفاهم الإقليمي والدولي مطلوب على هذا الاستحقاق كما التفاهم الداخلي، مذكّراً بما حصل في الدوحة، حيث كان الانقسام السياسي في أوجّه، وجرى تفاهم خارجي أدى الى انتخاب الرئيس سليمان.
وفي هذا السياق، توقفت مصادر سياسية مطلعة عند الكلام اللافت الذي أطلقه الرئيس سليمان السبت، في مناسبة إزاحة الستار عن التماثيل النصفية لرؤساء الجمهورية السابقين في سراي بعبدا، وأبلغت هذه المصادر “اللواء” أن الرئيس سليمان لن يتوانى في أي مناسبة عن إطلاق الصرخة اللازمة من أجل تجنيب البلاد الوقوع في الفراغ في حال بقيت الأوضاع على حالها.
وأشارت المصادر إلى أن ملف رئاسة الجمهورية الذي انطلق باكراً، وقبيل الموعد المحدد له، سيشكل محور مواقف معظم الفرقاء السياسيين، مؤكدة أن الرئيس سليمان الذي عبّر بصراحة عن مواصفات الرئيس المقبل سيستكمل ما أعلنه من خلال إطلالات مستقبلية له، وسيذكّر بأهمية إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، وحضّ النواب على المشاركة في جلسة انتخاب الرئيس المقبل.
وأوضحت أن سليمان الذي يرفض تسليم مقاليد الحكم للفراغ، يحاول جاهداً العمل على تلافي هذه الخطوة، مؤكدة أن البطريرك الماروني بشارة الراعي يبدي دعماً مطلقاً لما يقوم به رئيس الجمهورية من خطوات في هذا الاتجاه.
ولفتت إلى أن سليمان تقصد استخدام عبارات تتسم بنبرة مرتفعة من أجل تحديد المسؤوليات في كل مرحلة حسّاسة جداً.
ورأت أن اقدامه ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام على تأليف حكومة قبيل الاستحقاق الرئاسي أمر يعود له وللرئيس سلام، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية لا يزال يراهن على وعي جميع الأفرقاء السياسيين من اجل التوافق في ما بينهم للمساهمة في إنجاح مساعي سلام لتأليف حكومته الأولى.
وكان الرئيس سليمان الذي جدد في كلمته خلال احتفال سراي بعبدا، دعوة القيادات المسؤولة والنواب إلى تحمل مسؤولياتهم بتأمين النصاب لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن الموعد الدستوري، وتجنب الوقوع في خطر الفراغ الرئاسي، قد حدد من وجهة نظره مواصفات الرئيس العتيد، مشيراً إلى أن الشعب يريد رئيساً قوياً بقوة الارادة الوطنية الجامعة وبقوة الدستور، وبقوة حكمته وشجاعته وتجرده، مشيراً الى ان التجربة التاريخية أظهرت ان الوطن المحكوم بالموازين الدقيقة لا يحتمل الخيارات القصوى، على مستوى الرجال والعقائد والمؤسسات، ويتطلب الاعتدال والشجاعة والحكمة، على كافة مستويات الحكم والمسؤولية.
وقال انه بقطع النظر عن الجدل القائم، فان أي رئيس مؤتمن على الدستور وعلى واجب المحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه، يحتاج، بالإضافة الى إعلاء النبرة والصوت وسقف المطالب، إلى توفير مستلزمات النجاح لرؤيته السياسية، خصوصاً من خلال ضمان الاداة التنفيذية اللازمة، وتوضيح الصلاحيات المنوطة برئيس الجمهورية، بالتماهي مع سلطة تنفيذية متجانسة وفاعلة، وسلطة تشريعية مراقبة وضابطة للايقاعات، مستخلصاً رؤية بأن رئيس لبنان يستمد قوته من هذه المبادئ وليس من طائفته او حزبه، وليس من الشارع أو تحالفات الخارج، او عبر تركيز همه وجهوده على قطف نجاح سياسة شعبوية لمصلحته الشخصية.

“حزب الله”
في غضون ذلك، كشف “حزب الله” بأن الجيش السوري ضبط 4 سيّارات مفخخة في بلدة النبك السورية في منطقة القلمون كانت سترسل إلى لبنان ليتم تفجيرها، عبر عرسال، وعرضت قناة “المنار” التابعة للحزب صور السيّارات الأربع بينها سيّارة إسعاف، في وقت مني الحزب بخسارة كبيرة في سوريا من خلال نعيه المسؤول العسكري علي حسين بزي (من بنت جبيل)، بينما اكدت وكالة انباء البحرين الرسمية أن “المجموعة اللبنانية للاعلام” التي تضم قناة “المنار” واذاعة “النور” اعتذرت رسمياً في اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد اذاعات الدول العربية الذي انعقد السبت في تونس، عن تغطياتهما للأحداث في البحرين، ووعدتا بالتزام الموضوعية في تغطيتها لأخبار الدول العربية وما يجري فيها من احداث، واحترامها للمعايير المهنية.
وتضمن بيان الاعتذار “حرص المجموعة على اجراء التقييم الدوري لسياستها التحريرية لتتناسب مع المواثيق والمعاهدات الدولية والمهنية المعتمدة، والعمل على حفظ العلاقات الطيبة مع كل الأشقاء العرب، ولا سيما مملكة البحرين التي قبلت بدورها الاعتذار.
واستأثر هذا الموقف المستجد من قبل “حزب الله” بتحليلات سياسية واسعة، إلى حدّ ربطه بأنه إحدى ثمار الاتفاق الإيراني – الدولي حول الملف النووي الايراني، في حين وصفه عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب عمار حوري بأنه “خطوة كبيرة”، مشيراً الى أن اعلام الحزب جرب المواجهة مع الأشقاء العرب ووصل بالنتيجة إلى الاعتذار، ورأى ان الحزب مضطر لأن يمارس الاعتذار في اتجاهات أخرى وصولاً إلى الداخل اللبناني، لأنه بالمنطق الذي يسير به سيصل حكماً إلى الطريق المسدود.
ويبدو ان موقف “المجموعة الاعلامية” للحزب قد تسبب باحراج لقيادة الحزب نفسها، خصوصاً بعد الضجة التي صاحبته على مواقع التواصل الاجتماعي التي طالبت الحزب بالاعتذار من الشعب البحريني.
فيما لم تستبعد مصادر مطلعة ان يكون نوع من تبادل ادوار خصوصاً وان رئيس مجلس ادارة المجموعة عبدالله قصير كان قد اكد صدور بيان الاعتذار.
وقرابة منتصف الليل، صدر عن “حزب الله” بيان أشار فيه إلى أن الموقف الذي اتخذه الوفد الممثل لإدارة المجموعة اللبنانية للاعلام كان تقديراً خاصاً منه لم تتم مراجعة قيادة “حزب الله” فيه.
ولفت البيان “الى أن الموقف الداعم والمساند لقضية الشعب البحريني المظلوم لم يتبدل ابداً. ونحن نعتبر أن الظلم الذي مارسته السلطات البحرينية بحق شعبها كبير وما زال قائماً”.
وأكّد أن “الذي يجب أن يتوجه اليه الاعتذار هو الشعب البحريني نفسه”، مشيراً إلى ان وسائل الإعلام مقصرة في بيان مظلومية الشعب البحريني.

الشعار
وفيما نعمت طرابلس بـ?”ويك اند” هادئ، خلا من حوادث أمنية، وسط استمرار قوى الجيش في مهمات حفظ الأمن في المدينة، كشف مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بأن جهازاً امنياً يغطي من يقومون بالاعتداءات، لافتاً، في حديث مع محطة “الجديد” إلى انه لا يجوز ان يمر خلل أمني والقيادة الأمنية كأنها ليست حاضرة، وقال: هناك اشتباكات حصلت بين منطقتين، كما أن مجرمين افتعلوا مجموعة تفجيرات وينبغي ان يعطينا الجيش والقيادات الأمنية والدولة راحة نفسية وأمناً، وأن يشعروننا انهم قادرون على إيقاف المجرمين في أي موقع كانوا والى أي حزب كان انتماؤهم، فالعدالة فوق الجميع، والامن أولاً وقبل كل شيء.
وأشار الشعار إلى أن طرابلس لا تزال تئن وتتطلع إلى يوم تشرق فيه شمس الأمن والسلام، ولعل الخطة الامنية سيكتب لها التوفيق والنجاح، موضحاً بأن ما اصابنا يوم الخميس كان امراً عرضياً، وربما شيء من الالتباس وسوء الفهم ظهرت فيه عناصر من الطابور الخامس، من دون ان يستبعد وجود يد شريرة تريد لطرابلس أن لا تهدأ، لكنه أكّد انه واثق بوعي اهل طرابلس وحضور الجيش وتنبهه لما حدث”.

السابق
المستقبل: المعارضة تشكك في انعقاد جنيف2 ونقل الكيميائي إلى الخارج قد يتأخر
التالي
الشرق: رئيس الجمهورية: السلاح خارج الدولة آداة للهيمنة والحروب الاهلية