البناء: ماذا يُهيّأ للبنان بعد اكتشاف سيّارات النبك المفخّخة؟

كتبت “البناء ” تقول: وسط الفراغ الذي يشلّ البلد بجميع مؤسساته نجا لبنان ممّا كان يهيّأ له من مجازر وكوارث على يد المسلّحين الإرهابيين الذين يعملون على الأراضي السورية بتوجيهات من السعودية وتحديداً بندر بن سلطان بعد أن ضبطت وحدات من الجيش السوري 4 سيــارات مفخّخة في بلدة النبك السوريـة في منطقة القلمون كانت معــدّة لإرسالها وتفجيرها في لبنان عبر بلــدة عرسال المتاخمة لسلسلة الجبــال الشرقية مع القلمون.
وجديد الاحتراف الإجرامي أنه ومن ضمن السيارات الأربع المفخّخة سيارة إسعاف حيث من المعروف والبديهي أن مثل هذه السيارات لا تفتّش عادة وخصوصاً عند حصول انفجار ما. ولو قدّر لمثل هذه السيارة أن تدخل الأراضي اللبنانية لكانت أوقعت كارثة كبرى في أيّ منطقة من المناطق التي كانت معدّة لها.
هذه الحادثة قطعت الشكّ باليقين وباعتراف الجهات التي أُلقي القبض عليها وبيّنت أن القلمون التي يستعد الجيش السوري لتطهيرها من عبث المسلحين هي بؤرة الإرهاب الآن ونقطة إعداد وعبور سيارات الشرّ والقتل والتدمير إلى لبنان وهذا يلزم لبنان مرة أخرى بمتابعة ما يجري في سورية رغم كل ما يحكى هنا وهناك وذلك دفاعاً عن نفسه بالدرجة الاولى.

ما هو موقف الأطراف الداعمة؟
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو عن موقف بعض أفرقاء الداخل الذين يدعمون مثل هذه الجماعات المسلّحة في لبنان ويؤمّنون لهم البيئة الحاضنة في أكثر من منطقة لبنانية سواء في عرسال أو طرابلس أو حتى في صيدا خصوصاً بعدما تأكد أيضاً أن سيارة الجيب المفخّخة التي ضبطت في المعمورة في الضاحية الجنوبية منذ أقل من شهرين والسيارة التي استخدمت في محاولة تفجير السفارة الإيرانية وكذلك السيارة المفخّخة بحوالى 400 كلغ من المواد المتفجّرة وضبطت في بعلبك كلها أيضاً معدة في منطقة يبرود السورية وأرسلت إلى لبنان عبر منطقة عرسال.

ضرورة الاستنفار الأمني
حادثة النبك اليوم وما سبقها في يبرود تستدعي وفق مصدر أمني الاستنفار الشامل من كل القيادات والأجهزة الأمنية لضرورة المتابعة الدقيقة لما يمكن أن يكون سُرِّب أو سيُسرَّب إلى لبنان من سيارات القتل والإجرام خصوصاً في ظل الأوضاع والتطورات الأمنية التي تشهدها البلاد وهو ما يستدعي أيضاً التحرّك على أرفع المستويات بعيداً عن أي خلافات سياسية لن تنفع في مواجهة آلة الموت والدمار التي تتربّص بلبنان شرّاً.

.. وتوقيف 4 سوريين في جرود عرسال
في موازاة ذلك وعلى الصعيد الأمني أيضاً أوقف الجيش اللبناني أمس 4 سوريين في جرود عرسال أثناء محاولاتهم الدخول إلى لبنان وبحوزتهم أسلحة فردية وعبوتان ناسفتان معدتان للتفجير. وأفيد أن زنة كل عبوة تبلغ نحو 400 غرام من المواد المتفجّرة وأن كمية الأسلحة التي ضبطت معهم كبيرة.

شربل و”داعش”
وفي سياق متّصل أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أن “داعش” موجودة في لبنان كأفراد لافتاً إلى أن الخطورة تكمن في تشكيل تنظيم لها.
وأمس أفيد أن حاجز مخفر قوى الأمن في ضهر البيدر أوقف الفلسطيني ياسر. ك مواليد 1970 وتبيّن لاحقاً أن بحقه خلاصة حكم في جرم الانتماء إلى عصابة إرهابية ومذكّرة توقيف بجرم إرهاب.

ميقاتي ومجلس الوزراء
أما على الصعيد السياسي المحلي فقد برزت الأجواء التي تسربت أخيراً عن أوساط الرئيس نجيب ميقاتي حول النيّة أو الرغبة بعقد جلسات لمجلس الوزراء.
في هذا المجال علمت “البناء” من مصادر مطّلعة أن هذا الموضوع لم يحسم بعد لكنه بات قيد التداول وحسب مصادر عين التينة فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيسأل الرئيس ميقاتي عن هذا الموضوع غداً الثلاثاء حيث سيلتقيه ليعرض معه آخر التطورات والمستجدّات.
ووفق المصادر أيضاً فإن الرئيس بري يؤيد انعقاد جلسة لمجلس الوزراء إذا كان الأمر يتعلّق بموضوع النفط أو بمناقشة الوضع الأمني في البلاد.
ووفق أوساط الرئيس ميقاتي فإن الأمور لم تتضح بعد لكن هناك دوافع أولية لدى رئيس الحكومة لمثل هذه الجلسة منها ملف طرابلس الأمني إضافة إلى ملفات عديدة يجب بتّها قبل نهاية العام.
وفي كل الأحوال فإن المصادر المطلعة تتوقع أن يكون هذا الموضوع هو الأبرز هذا الأسبوع على أمل حسمه انطلاقاً من تحديد مواضيع البحث.

“ألكسا” تصل غداً
في هذا الوقت تصل إلى لبنان مساء غد العاصفة “الكسا” مع كل ما ستحمله من أمطار كثيفة وثلوج وموجة صقيع على درجة متدنية جداً وذلك في موازاة غياب مطلق لتدابير الدولة على المستويات كافة حيث لم تشهد البلاد أي تحرك رسمي على هذا الصعيد سواء من المؤسسات المعنية أم من البلديات واكتفت المؤسسات المعنية بإبلاغ المواطنين عن موعد وصول العاصفة وضرورة الاستعداد لها بمواقف إرشادية ليس إلاّ..

السابق
الشرق الأوسط: شربل يؤكد وجود داعش في لبنان
التالي
الحياة: ميقاتي: المشاورات مستمرة حول الجلسة ويهمنا الا تشكل تحديا لاحد