مكسيم شعيا.. أو لبنان الذي يكابر على أوجاعه

اللبناني مكسيم شعيا
"إذا كان هدفك القمة فالباقي تفاصيل".. شعار يرفعه المغامر اللبناني مكسيم شعيا في كل مغامرة جديدة ينوي خوضها لرفع إسم لبنان عاليا غير آبه بالازمات السياسية والامنية التي تعيشها البلاد مؤكدا على ضرورة تغيير صورة لبنان في العالم. فمن قمة "ايفرست" وصولا الى قطع المحيط الهندي تجذيفاً، زرع العلم اللبناني وحقق إنجازات جديدة تضاف إلى سجلات الشعب اللبناني.

مكسيم شعيا من مواليد العام 1961 بطلٌ من أبطال لبنان، وهو الصورة الاخرى للبنان الذي نحلم به ونصرّ كلّنا على التمسّك بها، كلّما شعرنا بالغرق في الجحيم اللبناني المفروض علينا منذ عشرات السنين من خلال الانقسام السياسي والفلتان الامني والاوضاع الاقتصادية السيئة التي تزداد ضغوطا وتراجعا يوما بعد يوم في ظل الحكومات المتشرذمة التي تحدد الساسات العامة للدولة.

في هذا السياق أكد شعيا في حديث لـ”جنوبية” أنّ “العالم يعتقد ان لبنان هو فقط ما يرونه على شاشات التلفزة، ودورنا الاساسي يكمن في تغيير هذه الصورة”. وأضاف: “نسعى من خلال ما نقوم به من نشاطات رياضية وإنجازات لنقول ان لبنان ليس فقط عبارة عن المشاكل التي تطرحها وسائل الاعلام، وان شاء الله نقدر ان نفعل ذلك، على أمل ان تهدأ الامور في البلد”.

بين العامين 2003 و2009، وفيما كان لبنان يغرق تحت سابع أرض، تحدّى شعيا نفسه، وواجه البرد والجوع والعطش والمخاطر وزرع العلم اللبناني فوق القمم السبعة الأعلى في العالم، ومنها قمة “إيفرست”، ليكون اللبناني والشرق أوسطي الأوّل، والرقم 16 في العالم الذي يصل الى القطبين وقمة “إيفرست” والسادس في اعتلاء القمم السبعة بالعالم.

“الناس في دول العالم غالبا ما تسأل عن لبنان الذي تعرضه وسائل الاعلام، والصورة السيئة التي تنقلها الى العلن، ولكن هذه الصورة ليست الحقيقة عن بلدنا، وأنا أسعى الى تحقيق الصورة الصحيحة التي يجب ان يكونها لبنان”، يضيف لـ”جنوبية”.

في العام 2013 بات الرجل الأول في العالم الذي يقطع المحيط الهندي مع شخصين آخرين فقط، ضمن فريق من ثلاثة أشخاص، في الرحلة الأسرع لقطع المحيط الهندي في التاريخ، مع 6500 كيلومتر في أقلّ من 58 يوما.

لكنّه، وفيما يحفر بالإبرة إنجازات على جبل الواقع اللبناني، دائما في باله صورة لبنان الامنية، والاجتماعية البشعة. فيقول شعيا: “قبل ان اذهب إلى المحيط سألت وزير لبناني، صديقي، عن رأيه فقال لي: بتروح وبترجع وما بيتغير شي. ولكن حين عدت قلت له: ليش كذبت وقلتلي ما بيتغير شي، هاي الاوضاع صارت أسوأ”.

في المحصلة مكسيم شعيا بطل لبناني يصارع قمم العالم ويهزمها، يقهر الجبال والمحيطات، ومحقّق الأحلام الكبيرة، إلا ان صورة لبنان الواقع تغلبه وتحدّ من فرحته بعد كل إنجاز يقوم به. فلبنان يستقبله في كلّ مرة، أسوأ مما تركه.

السابق
توقيف 3 سوريين ليلاً في عرسال بحوزتهم أسلحة واجهزة اتصال
التالي
رشا أبو زكي: وصار الاقتصاد محور حياتنا