اغتيال اللقيس أم اغتيال جنيف النووي؟

اغتيال اللقيس
في لحظة التسوية بين الكبار تأتي عملية اغتيال حسّان اللّقّيس وتأتي معها عملية الاتهام مرفقة بالتوعد بالرد لتبدو الصورة كما او أنّها حالة من تقاطع المصالح بين الصغار. وتبدو كردّة فعل استباقية من كليهما على ما يخشيانه من موجات تسونامي سلام قادم على المنطقة هما غير مستعدان لها، كُلا من وجهته. وذلك بعدما أضحت حالة العداء بينهما يشكّل بقاؤها ضرورة وجودية، حتى وان كانت معلقة في خزانة القرار الدولي 1701.

لن أدخل في تفاصيل عملية الاغتيال التي تعرّض لها احد قادة المقاومة (كما جاء في بيان النعي)، ولا حتى في تفاصيل ما قيل وما يقال عن الجهة الفاعلة. ما يعنيني هنا هو لحظة الحدث. فالاتهام سارع حزب الله الى سوقه وتأكيده مرارا، وصوّبه باتجاه اسرائيل كعدو مرجح بشكل طبيعي لاغتيال شخصيات كهذه. وهو استبعد أيّ فرضية اخرى من تكفيريين او تنظيم “القاعدة” كأعداء مفترضين. والمهم هنا هو اللحظة التي تمت خلالها العملية، والاتهام في آن. فهي لحظة تاريخية تُرسم خلالها متغيرات ليس على مستوى المنطقة فقط بل على مستوى العالم كلّه، عبر الدخول في اجواء الصفقة الكبرى التي تمت بين ايران من جهة والدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الامن زائد المانيا من جهة اخرى.

واذا وصّفت هذه الاتفاقية بانها اتفاقية “الكبار”، ولأنّ احد طرفيها هو الدولة الاعظم: اميركا، كعدو اول لايران، فهذا يعني بالضرورة أنّ كُلا من ربيبيهما في المنطقة سيُلزمان حتما بمقتضيات ما الزم به الكبار نفسيهما. والمعادلة هذه لا تحتاج الى نقاش. بما يعني أنّ الانعكاس الطبيعي لهذا الاتفاق يجب ان يُترجم في الآتي من الايام اتفاقا مصغرا يتيح، في حدّه الادنى حالة من الاستقرار. حالو ستفضي الى امكانية نزع اي فتيل تفجيرمحتمل بين اسرائيل وحزب الله.

في هذه اللحظة بالذات تأتي عملية الاغتيال وتأتي معها عملية الاتهام مرفقة بالتوعد بالرد لتبدو الصورة كما او أنّها حالة من تقاطع المصالح بين الصغار. وتبدو كردّة فعل استباقية من كليهما على ما يخشيانه من موجات تسونامي سلام قادم على المنطقة هما غير مستعدان لها، كُلا من وجهته. وذلك بعدما أضحت حالة العداء بينهما يشكّل بقاؤها ضرورة وجودية، حتى وان كانت معلقة في خزانة القرار الدولي 1701.

لذا، ومن هنا تأتي الخشية الجدية هذه المرة من تسريع فتح جبهة الجنوب الهادئة منذ 2006 تحت عنوان الردّ على عملية الاغتيال التي حصلت في السان تيريز بالضاحية الجنوبية لبيروت قبل أيام، فيما هي بالحقيقة تكون ردّا استباقيا على ما يشبه الاغتيال الاجباري الآتي من جنيف!!

الله يستر

السابق
نكسة لـ الجيش الحر بعد سيطرة إسلاميين على مقراته ومستودعات السلاح على الحدود التركية
التالي
حوري: حزب الله مضطر ان يمارس الاعتذار