المستقبل: النيابة العامة العسكرية ادّعت على رفعت عيد بتهمة تهديد فرع المعلومات

كتبت “المستقبل ” تقول:  في تطور قضائي وسياسي لافت علمت “المستقبل” من مصدر قضائي أن مدعي عام التمييز بالإنابة القاضي سمير حمود أصدر أمس بلاغ بحث وتحرٍ بحق رفعت علي عيد الأمين العام للحزب “العربي الديموقراطي” بعد ادعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على عيد بتهمة تهديد فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي.
وكان رفعت عيد وجّه خلال مؤتمر صحافي نقلته وسائل الإعلام مباشرة على الهواء في 9 تشرين الثاني الماضي، تهديداً واضحاً وصريحاً الى شعبة المعلومات، متهماً إياها بـ”العمالة”، ومحللاً دم رئيسها وضباطها وعناصرها، وأشار إلى أن “فرع المعلومات الذي حلّل دمنا والّذي يشكل جهاز مخابرات، دمه حلال علينا”.
وتابع “طلبوا من أحمد علي (مرافق والده) تحت التعذيب أن يضع اسم علي عيد أو رفعت عيد.
والبطل القاضي صقر صقر حوّل أحمد علي إلى فرع المعلومات بدل تحويله إلى قاضي التحقيق”.
ووصف عيد “المعلومات” بـ”العمالة بحق لبنان كله”، مؤكّداً أن “علي عيد لن يمثل أمام فرع المعلومات”.
وإثر المؤتمر الصحافي، تقدّمت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بإخبار إلى النيابة العامة التمييزية طالبة منها “اتخاذ الإجراءات القانونية بحق رفعت عيد وملاحقته أمام القضاء لناحية إهدار دم شعبة المعلومات والإساءة إلى جهاز أمني رسمي”.

طرابلس
إلى ذلك، اجتازت طرابلس قطوعاً أمنياً اختلطت فيه عوامل الخوف والقلق، وتمكنت من القفز فوق الفتنة التي يريد البعض جر المدينة اليها، تحقيقاً لمآرب النظام السوري وأعوانه المحليين، الساعين إلى إظهارها مدينة خارجة عن القانون بهدف إخضاعها، وذلك بعدما أمضت ليل الخميس ـ الجمعة ساعات عصيبة كادت تعيد عقارب الساعة الى الوراء، وتنسف الخطة الأمنية.
غير أن الاتصالات التي أجراها الرئيس سعد الحريري والحكمة التي تحلّت بها فاعليات المدينة السياسية والدينية والتدخل العاقل والهادئ مع كل الأجهزة الأمنية وفي مقدمها الجيش اللبناني الذي خسر شهيداً وسبعة جرحى، استطاعت إعادة بسط الأمن والهدوء والمضي في تنفيذ مهامه على الأرض، إثر استقدامه تعزيزات جديدة.
كما ساهمت اتصالات الرئيس الحريري بفعاليات المدينة في احتواء القلق الذي يساور أبناءها وسحب فتيل التوتر الذي كاد أن يودي بالخطة الأمنية ويضيفها إلى لائحة الضحايا الذين دفعوا ثمن خروج البعض عن الدولة واستعلائه على القانون.
وساعد في تهدئة الأوضاع الاجتماع الموسع للهيئات الإسلامية، التي أصدرت نداءات تدعو الى ضرورة سحب المحتجين ضد المداهمات التي نفذها الجيش اللبناني في باب التبانة، من شوارع المدينة، ولا سيما مناطق البداوي والقبة والنجمة، وهو ما انعكس ايجاباً على مجمل أوضاع المدينة التي عاشت أمس أوضاعاً هادئة.
كما ألغى مؤسس “التيار السلفي” الشيخ داعي الإسلام الشهال اعتصاماً كان دعا اليه في الجامع “المنصوري الكبير”، واكتفى بأداء الصلاة وبتوجيه كلمة حذر فيها أبناء المدينة من الوقوع في الفتنة والاصطدام مع الجيش. ورفض أن “يحارب الشباب المسلم على الحواجز”، مؤكداً أن “الشباب المسلم في طرابلس يواجه فتنة كبيرة”. ودعا إلى “الاستمرار في التحركات السلمية”.
كما صدر عن اجتماع العلماء والفاعليات الذي عُقد في مكتب رئيس “هيئة علماء المسلمين” الشيخ سالم الرافعي بيان اعتبر أن “ما جرى في باب التبانة هو تصرف فردي ناتج عن أجواء الاحتقان التي أعقبت الاعتداء الأخير لعصابة جبل محسن على طلاب المدارس وعلى النساء والأطفال في الطرق”، مطالباً قيادة الجيش بـ”تفهم الوضع النفسي والاجتماعي لأهالي الشهداء والجرحى الذين سقطوا في مسجدي التقوى والسلام”.
ودعا أهالي باب التبانة خصوصاً وطرابلس عموماً إلى “ضبط النفس وعدم الانجرار إلى المخطط الذي يسعى إليه من يريد الشر لهذه المدينة وأهلها، ولا سيما أن الاتصالات التي أجريت مع المسؤولين خلال الاجتماع أكدت أن لا نية للجيش بالاصطدام مع أهالي المدينة”، مؤكداً لكل المسؤولين السياسيين والأمنيين أن “معالجة الوضع المشحون والمتوتر في طرابلس يبدأ بتوقيف المتهمين بتفجيري التقوى والسلام”، وحض أبناء طرابلس على “التنبه من محاولات جر المدينة الى الفتنة من خلال التصادم مع الجيش على غرار ما حصل في عبرا”.

بيروت
وفي بيروت، نفذ “تجمع الحراك المدني” و”مجموعة أهل طرابلس” بعد ظهر أمس، اعتصاماً في ساحة رياض الصلح تحت شعار “طرابلس تريد الأمن والأمان”، تخلّله إضاءة شموع ومسيرة إلى ساحة الشهداء.
وحمل المعتصمون الذين أتوا من الشمال ومختلف المناطق اللبنانية وهم من الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني ونقابات المهن الحرة وهيئة التنسيق النقابية، الأعلام اللبنانية ورفعوا لافتات كتب عليها “بدنا الدولة، بدنا الأمن الحازم والعادل، من طرابلس ألف تحية، طرابلس لبنانية، طرابلس مدينتي وأفتخر، مدينتنا طرابلس لا نريدها ساحة مستباحة، طرابلس ترفض الاقتتال بدها أمن وأمان”.

السابق
الديار: غطاء الحريري السياسي أعاد الهدوء الى طرابلس
التالي
اللواء: طرابلس تحبط محاولة الإيقاع بين الجيش والأهالي