حزب الله لبشّار: نعادي من عاداكم

بشار
مع اعتماد حزب الله بشار الأسد كبوصلة يحدّد العدوّ من الصديق على أساس الموقف منه، من قطر الى تركيا الى غيرها، فماذا إن دخلت ايران هذه المرة في نادي "أعداء بشار" عبر قبولها بتسوية تفضي، كما هو متوقع، الى رحيله عن سدة الرئاسة؟ وبالتالي: ماذا سيحلّ بهذه البوصلة المعتمدة من قبل الحزب؟ وهل سيبقى الحزب يعتمد المقولة المفترضة من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ويعمل الحزب وفقها، بأنّنا "نوالي من والاكم ونعادي من عاداكم"؟

لا تحتاج الى كثير اعمال عقل ولا حتى الى متابعة التحليلات، الاستراتيجية منها وغير الاستراتيجية، حتى تتعرف الى مؤشر العداء او الى البوصلة التي يعتمدها حزب الله في تحديد او تمييز عدوه من صديقه.

فمنذ فترة ليست بقصيرة وتمتد حتى الى ما قبل الاحداث السورية، تحوّل بشارالاسد بشخصه الى قسيم العداوة والصداقة لدى حزب الله. وصار بشار هو المعيار الذي على اساسه يقرر الحزب سياسته ومقاربته للامور بدون الحاجة الى مراعاة اي تبعات او ردات فعل يمكن ان تنتج عن مواقفه وانعكاساتها حتى على البيئة الحاضنة له فضلا عن اللبنانيين بشكل عام.

فإذا كان الشعب السوري هو عدو بشار فسرعان ما تتحول هذه الملايين الى مجرد “ارهابيين” و”تكفيريين”. فتختصر حينها الازمة السورية، في إعلام حزب الله وادبياته، الى صراع بين بشار من جهة وهؤلاء التكفيريين من جهة اخرى.

وحزب الله في هذه الحالة لا يمكن ان يكون الى جانب “قاطعي الرؤوس”. وعندما وقفت دولة قطر الى جانب الثورة السورية فقد تبدل حالها وتغيرت احوالها من “شكرا قطر” الى “اللعنة على قطر”. اما تركيا وطيبها “الطيب” رجب اردوغان فسرعان ما اضحى بنظر الحزب، وبسبب ارتكابه “الجرم” القطري نفسه، الى “سلطنة عثمانية تحلم بعودة امبراطوريتها واسترجاع هيمنتها على المنطقة”. وصار اردوغانها “الخبيث ابن الخبيث”.

اما الآن فالدور قد وصل الى المملكة العربية السعودية التي اصبحت بين ليلة وضحاها، وبما لا يقاس، أكثر عداوة من العدوّ الاسرائيلي نفسه. وصار ملكها “خادما للشيطان” (ليس “الشيطان الاكبر” حتما). ورُقّي بندرها (الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز) في نظرالحزب، الى مرتبة “الشرّ المطلق”.

هكذا، ومع اعتماد الحزب البوصلة “البشارية ” حصرا، فإنّه يحقّ لنا بطرح سؤال، قبل 22 كانون الاول موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2، والآتي هذه المرة على الحان “الصفقة التاريخية”، كما وصفها الرئيس نبيه بري، بين ايران والقوى الاستكبارية التي من المفترض انها تقف خلف تلك ” المؤامرة الكونية” الهادفة الى اسقاط بشار.

السؤال هو: ماذا ان دخلت ايران هذه المرة في نادي اعداء بشار عبر قبولها بتسوية تفضي، كما هو متوقع، الى رحيله عن سدة الرئاسة؟ وبالتالي: ماذا سيحلّ بهذه البوصلة المعتمدة من قبل الحزب؟ وهل سيبقى الحزب يعتمد المقولة المفترضة من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ويعمل الحزب وفقها، بأنّنا “نوالي من والاكم ونعادي من عاداكم”؟

الجواب في الايام الآتية.

السابق
السفراء العرب إجتمعوا في باريس وعرضوا للوضع اللبناني الراهن
التالي
الطقس غداً ماطر مع عواصف رعدية وثلوج على ارتفاع 1600 متر