الديار: اغتيال القيادي حسّان اللقيس واتهام اسرائيل بالجريمة من قبل حزب الله

كتبت “الديار ” تقول: نفذت اسرائيل جريمة اغتيال الشهيد حسان هولو اللقيس، احد قادة المقاومة الاسلامية برصاصات غادرة ليل الثلثاء – الاربعاء في منطقة سان تيريز – الحدث، وقد نعى حزب الله والمقاومة الاسلامية الشهيد اللقيس الذي امضى شبابه وقضى كل عمره في هذه المقاومة الشريفة منذ ايامها الاولى وحتى ساعات عمره الاخيرة.. ولطالما سعى العدو الصهيوني للنيل منه مرات عديدة وفي اكثر من منطقة، وفشلت محاولاته واشار بيان حزب الله بأن “على العدو ان يتحمل كامل مسؤولياته وجميع تبعات هذه الجريمة النكراء وهذا الاستهداف المتكرر لقادة المقاومة وكوادرها الاعزاء”.
وقد دان الجريمة معظم القيادات السياسية في البلاد، واتصل الرئيس سليمان بقيادة حزب الله معزيا كذلك الرئيس المكلف تمام سلام، وحدها اسرائيل كانت المنتشية بالجريمة ووصفت عملية الاغتيال “انها الضربة العملانية الاشد التي يتلقاها حزب الله منذ اغتيال القيادي عماد مغنيه”.
وكتبت الصحف الاسرائيلية: ان اللقيس هو احد اقدم القادة وابرزهم في حزب الله، وانه معروف للاجهزة الاستخبارية العالمية منذ سنوات الثمانينات من القرن الماضي وانه كان يوصف في السابق بالعقل اللامع، ويشغل في حزب الله منصبا يوازي جهاز البحث والتطوير وشعبة التكنولوجيا واللوجستيكا في جيش الاحتلال الاسرائيلي.
علما ان الشهيد اللقيس نجا من اكثر من عملية اغتيال، وقد استهدفته طائرة استطلاع اسرائيلية بصاروخ ارض – جو خلال حرب تموز في منطقة مار مخايل ونجا منها، كما تعرض مبنى كان يقيم فيه لغارة اسرائيلية ونجا منها ايضا وقد استشهد نجل اللقيس في حرب تموز عام 2006.
وقد شيع حزب الله الشهيد اللقيس في مدينة بعلبك وسط حشد شعبي وألقى الشيخ محمد يزبك كلمة اكد فيها استمرار المقاومة على نهج الشهيد وهاجم التكفيريين والظلاميين الذين يعملون بتوجيهات اميركية.
وتقول المعلومات “ان الشهيد كان مقربا من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”.
وقد اعلنت منظمتان اسلاميتان سنيتان مسؤوليتهما عن الحادث وهما “لواء احرار السنة بعلبك” و”كتيبة انصار الامة الاسلامية”، وكشفت المعلومات ان الموقع الاخير الذي عمم بيان كتيبة انصار الامة الاسلامية انشئ منذ ايام.

كيف تمت العملية؟
عند منتصف ليل الثلثاء – الاربعاء، وبينما كان القائد الشهيد حسان اللقيس عائدا الى منزله الكائن في شقة في منطقة سان تيريز – الحدت، وبعد ان دخل المبنى لركن سيارته الشيروكي – زيتية اللون رقمها 258251- م، داخل موقف السيارات العائد للمبنى السكني وفي البلوك A، ورقمه 1660، وبعد ان كان الشهيد اللقيس يقوم بجمع اغراضه من السيارة، اطلق عليه مسلح 5 رصاصات من مسدس عيار 9ملم كاتم للصوت، فأصيب الشهيد برأسه وكتفه بعد ان اخترقت زجاج سيارته الامامي.
وتتعدد الروايات حول عدد المسلحين، ففيما ذكر احد سكان البناية انه شاهد شخصان يغادران من وراء المبنى عبر ارض “بور” باتجاه بولفار كميل شمعون على الطريق الرئيسية، ذكر شهود اخرين ان عدد المسلحين كانوا ثلاثة، وان عناصر “الرصد” الذين كانوا خارج المبنى ابلغوا المنفذين بوصول الشهيد اللقيس.
وعلى الاثر سمع بعض سكان المبنى ضجة وتحطيم زجاج، فهرع رئيس لجنة البناية نحو موقف السيارات، ونادى على “الحاج” حسان، فلم يرد وعندما تقدم منه وشاهد اثار الدماء على وجه الشهيد وسيارته، اتصل بأمن حزب الله الذين سارعوا الى المكان ونقلوا الشهيد الى مستشفى الرسول الاعظم، لكنه فارق الحياة. وعلى الفور ضرب عناصر الحزب طوقا امنيا حول مكان الحادثة، وحضرت الاجهزة الامنية.
وتضيف المعلومات، ان الاعتقاد بأن الذين نفذوا الجريمة اكثر من شخص يعود الى اثار الاقدام العديدة التي ظهرت في حديقة بجانب البناية وتوصل الى بولفار كميل شمعون عبر الارض الترابية.
وتشير المعلومات الى انه تم تجميع افلام الكاميرات والتحقيق مع بعض سكان المبنى والجيران، وجمع الرصاصات الخمس الفارغة، ومعاينتها من قبل المباحث الجنائية لمعرفة مصدرها من خلال الرقم التسلسلي الذي تحمله، كما تبين ان اطلاق الرصاص على الشهيد اللقيس لم يتعد الامتار، وان المسدس المستخدم هو من عيار 9 ملم مزود بكاتم للصوت.
وتقول المعلومات ان الشهيد كان يعمل في قسم التكنولوجيا والاتصالات، وشارك في المعارك في سوريا، وهو من الكوادر غير المعروفة، حتى سكان المبنى كانوا لا يعرفون اسمه وينادونه بـ”الحاج”. وقد اتهمت ايران اسرائيل بالوقوف وراء الحادث وكذلك سوريا وفيما نفت الخارجية الاسرائيلية اتهامات حزب الله بالوقوف وراء الحادث، لكن الصحف الاسرائيلية اظهرت انها تلاحق الشهيد وبأنها وراء الجريمة عبر الحديث عن دوره
في حين اشارت معلومات الى ان الشهيد كان مسؤولا عن ملف التنسيق مع القوى الفلسطينية في الداخل وعن التخطيط لعمليات ضد العدو وتنظيم المواجهات والدعم اللوجيستي للمقاتلين الفلسطينيين.
وكانت اسرائيل قد اقدمت على عدة عمليات اغتيال بحق قادة في المقاومة الاسلامية ابرزهم الشهيد غالب عوالي وعلي صالح وغيرهم وكان الاستهداف الاخير للشهيد القائد عماد مغنيه في شباط عام 2008.

سليمان: لا يجوز ان نفسد علاقاتنا بالسعودية
على صعيد آخر، رد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بشكل غير مباشر على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال مقابلته الاخيرة مع قناة o.t.v في برنامج “بلا حصانة” والذي يقدمه الزميل جان عزيز، الذي اتهم فيه السعودية بالوقوف وراء تفجير السفارة الايرانية وقال سليمان: لا يجوز ان نفسد علاقاتنا التاريخية مع دولة عزيزة وشعبها، وهنا اعني المملكة العربية السعودية من طريق توجيه التهم اليها جزافا من دون اي سند قضائي او حقيقي او ملموس، او عبر التدخل في ازمات اخرى واعني سوريا لمناصرة فريق ضد آخر، وهذا التدخل من اي طرف اتى هو ايضا مدان.

الامطار قطعت اوصال الوطن
على صعيد آخر، لا يكفي اللبنانيون مآسيهم وعذاباتهم، حتى جاءت الامطار لتزيد من حجم المعاناة، ورغم تأخر “الشتوية” وصلوات الناس كي تمطر حيث هناك من اقترح الدعوة الى اقامة صلاة “الاستسقاء” حتى جاء “الخير” مع تساقط المطر الغزيز، ومن الطبيعي ان تتحول النعمة الى “نقمة” على المواطنين بعد ان حجزتهم مياه الامطار لساعات وساعات جراء طوفان الطرقات وتحولها الى انهر وبحيرات، فغرقت السيارات واحتجز المواطنون داخلها كما دخلت المياه الى المنازل والمحلات وتزامنت مع حوادث سير كثيفة وزحمة سير خانقة، ولم تتمكن سيارات الدفاع المدني من فتح الطرقات الا بعد ساعة متأخرة من ليل امس، وعمد “المسافرون” الذين حجزتهم المياه الى الانتقال الى مطار رفيق الحريري الدولي عبر “الدراجات”، اما المسؤولون فتقاذفوا المسؤوليات ويبقى الذل والتعتير على المواطن.
وحتى ما بعد منتصف الليل، كان العديد من المواطنين ما زالوا محتجزين في سياراتهم تحت نفق “المطار” التي تصل خلدة – بيروت، علما ان منازل كثيرة في حي السلم دخلتها الامطار وخربتها، اما الطرقات الرئيسية فتحولت الى شلالات وجرفت كل شيء في طريقها نتيجة انسداد مجاري المياه، وعدم القيام بالتنظيفات المطلوبة قبل بدء سقوط الامطار.
وقد وجه الناس انتقادات عنيفة للمسؤولين وطالبوا باجراءات بحق المقصرين.

فتح تتهم جند الشام بمحاولة اغتيال اللينو
اما على الصعيد الامني، فقد خيم الهدوء الحذر على مدينة طرابلس بعد الاجراءات الاستثنائية للجيش ودخل من خلالها الى خطوط التماس وعمق المناطق الساخنة، واقام حواجز ثابتة ومتنقلة واعتقل مطلوبين وامراء محاور في جبل محسن وباب التبانة، كما قام بفتح كل الطرقات، واشارت معلومات ان القرار اتخذ في طرابلس لجهة الحسم، وتثبيت الهدوء في المدينة واحالة الموقوفين على القضاء المختص بعد وضع المدينة بإمرة الجيش وقد التقى العماد قهوجي مع كبار القضاة للبحث بالاجراءات.
اما في مخيم عين الحلوة، فقد اتهمت حركة فتح احد قادة جند الشام بلال بدر بالوقوف وراء التفجير الاخير في المخيم ومحاولة اغتيال اللينو واغتيال السعدي واغتيالات اخرى، واشارت الى ان هدف بلال بدر كان قتل قياديين من حركة فتح كانوا يشاركون في جنازة السعدي، ودعت فتح قيادات المخيم الى رفع الغطاء عن جند الشام وبقايا فتح الاسلام، واشارت معلومات ان العبوة التي انفجرت عائدة لقذيفة من عيار 122 ملم فجرت عن بعد بجهاز لاسلكي.
واشارت حركة فتح انها لن تسمح باستمرار هذه الممارسات بحق قيادييها وابناء المخيم من قبل عناصر جند الشام المنتشرين في حي الطيري وحي الطوارئ، واتهمت هؤلاء بالتلطي وراء الدين.

وهاب يرد على سليمان
رد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسأله في بيان: اذا كنت فخامة الرئيس حريصا على علاقات لبنان بالدول العربية وهذا واجب على كل رئيس لبناني، اسأل فخامة الرئيس لماذا لم يسارع منذ سنوات الى الرد على الذين اساءوا الى الدولة الاقرب إلينا وهي سوريا وعلى الذين اطلقوا شتائم بحق سوريا ورئيسها وشعبها.

كما سأل وهاب: لماذا لم يبادر الرئيس عندما كان قائدا للجيش الى الايعاز للاجهزة الامنية لاعتقال الذين قتلوا مئات السوريين بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان؟
واضاف: لماذا لم يبادر الى صيانة العلاقات اللبنانية – السورية خاصة الاقتصادية منها التي يستفيد منها لبنان اكثر من سوريا. بل وقف متفرجا على تدهور العلاقات المشتركة على كل المستويات ارضاء لفريق سياسي لبناني.
وتابع وهاب: نبشّر الرئيس بأن سوريا ستصبح دولة نفطية قريبا وسيصبح لديها الكثير من الاموال وستصبح قادرة على شراء الكثيرين ليتحول كثيرون من السياسيين والاعلاميين والفاعلين في هذا الوطن العربي الى مصفقين ومزمرين لها.
كما ننصح الرئيس وبعض السياسيين اللبنانيين بعدم الرهان على انظمة متهالكة تنتظر مواعيد دفنها.
وختم وهاب: كنا نتمنى على فخامة الرئيس ان ينشغل اليوم في عملية الاغتيال التي تناساها في خطابه والتي طالت احد الكوادر الذين ساهموا في تحرير لبنان وبناء استقلاله الحقيقي وليس استقلاله الكاذب والزائف التي تحتفل به الدولة اللبنانية والتي هي على شاكلته. ونسأله: هل ازعجه اتهام السعودية ببعض الاعمال في لبنان ام الذي ازعجه فعلا هو نعي السيد حسن نصرالله للتمديد؟

السابق
السفير: ثغرات سهّلت التنفيذ.. وشخصان أطلقا رصاص الكاتم
التالي
اغتيال رجل التكنولوجيا في حزب الله: خرق أم تصفية؟