في هجاء الرجل اللبناني: من التبوّل الى الشتائم في الشارع

تبول
يمارس الرجل في لبنان عادات سيئة في المجتمع، ولا يخجل من ممارستها علنا. علما انها مسيئة إليه وإلى من حوله. فمن أين يمتلك الجرأة لفعل ذلك؟ مثل التبوّل في الشارع، والشتم أمام النساء والأطفال وتحميل المرأة الأكياس الثقيلة...

منذ بضع سنوات أصدرت اليابان قرارا بتغريم كل من يبصق في الشارع، حفاظا على الآداب العامة وعلى السمعة السياحية، لأنّ هذا التصرف يسيء الى صورة المواطن الياباني.

أما في لبنان (والحمدالله) فمن المؤكد أنّ معظمنا شاهد في مكان ما، ما يخدش النظر. في احدى المرات كنت بانتظار سيارة أجرة تحت جسر الكولا في بيروت، فلمحت رجلا يجلس القرفصاء وراء احد براميل النفايات، الطافحة اصلا، ليقضي حاجته كما لو أنّه وحيدٌ في بيت الراحة، على ما يقال.

مشهد مقرف يدفع الى التقيّؤ. ربما يدفع كثيرين وكثيرات الى تجنّب النظر الى زوايا الطرق، التي لا تخلو من رجال – فقط رجال – وقحين يتبوّلون في الشوارع العامة، مع كل ما في ذلك من اعتداء على الآداب العامة، ولا من يسأل.

صحيح أنّ السلطات اللبنانية، وعلى عكس الكثير من الدول شرقا وغربا، لا تُخصص حمامات عامة ليستخدمها العابرون في الشارع، في حال اضطروا لقضاء حاجاتهم (بحسب المعنى المتداول). الا أنّه لا قانون يجرّم من يقوم بأفعال كهذه على الطريق العام! وهذه المشاهد المقرفة موجودة في انحاء لبنان كلّه.

كما أنّ العابرين اعتادوا مشهد رجل يمدّ رجله أمام  رجل آخر ليمسح حذاءه، دون اي خجل.

وللتفصيل اكثر: غالبا ما نرى مجموعة رجال يحتلون ارصفة المحال التجارية ويتمازحون في الشارع العام مُحدثين جلبة وضجة، ويرمون الاوساخ في الشارع، ويجلسون قرب نراجيلهم. ولا يلبث بعضهم ان يفتعل مشاجرات، فتتحول جلستهم المزعجة الى معركة وتضارب بالعصي، ان لم يكن بالسلاح، كما هي العادة المنتشرة هذه الأيام.

ومن لا يرى، بشكل شبه مستمر، مجموعات من الرجال غالبيتهم من الشباب، يتشاجرون ويتضاربون ويتشاتمون بأقذع الشتائم دون اي وازع او حرمة او ضمير، متناسين انهم في احياء شعبية، البيوت فيها متلاصقة والاصوات تصل الى داخل البيوت التي تضم بين جدرانها اطفالا صغار. هذا دون الحديث عن الكفر بالله واللعنات التي تعتدي على معتقدات السامعين.

ومن منا لم يرَ رجلا يقف، بكل وقاحة، بسرواله الداخلي، على شرفة منزله، أو ينزل به الى الشارع دون حياء او خجل او مراعاة للآداب العامة. في حين انه يقفل على زوجته وبناته الشرفات بالبرادي، ناسيا ان في البيوت الاخرى عوائل محترمة ايضا.

وهناك مشهد الرجل الخمسيني الذي يخرج الى الشارع عاريا الا من سرواله المخصص للسباحة على الشاطئ فقط، ليشتري بعض الاغراض امام انظار العامة. عدا عن انه يمارس عاداته السيئة في الشارع العام دون وازع او حياء.

ومن المشاهد اللبنانية المسيئة الى الرجل والمرأة، رجل يمشي في الشارع مسرعا تاركا زوجته تهرول وراءه كأنه هارب منها، ربما خوفا من ان ينتقده البعض، وهي تحمل الاغراض الثقيلة. وهناك رجال يرفضون أن يجلسوا مع زوجاتهم اثناء قيادتهن سياراتهنّ.

وكلّ منّا يعرف الرجل الذي يجبر زوجته على اختيار مهنة تكون ساعات دوامها أقلّ من ساعات دوامه، حتى يأتي الى المنزل فيجد طعامه ولباسه جاهزين..

ومن لا يعرف الرجل الذي يختار اختصاصا علميا في حين يتم اجبار المرأة، أخته أو حبيبته، على اختيار اختصاص لا يتعارض مع فلسفة الامومة التي تتطلب منها وقتا طويلا. ونظلّ نسمع العامة تردد، كالببغاء، أنّ المرأة بنصف عقل لانها لم تصل الى أعلى المناصب كالرجل.

والرجل يرث حصة كاملة من والديه في حين ان خدمة الاهل عندما يعجزون تكون حصة الفتاة فيها كاملة دون اية قسمة على إثنين.

والصبي هو الذي يحمل اسم العائلة ما يدخل افرادها في فرحة لا توصف حين يولد الذكر، وحين يعجز الأهل يعترفون بفضل البنات: “الي ما عندهم بنات؟ ما عندهم حناين!!”..

والعيب في لبنان لا يطال الرجل إذا كان نصّابا او خمّارا او مدمنا، اما الفتاة فيطالها العيب في بيئتنا اذا أحبت شابا ما أو تطلقت منه مثلا.

ويمكن للرجل أن يظل عازبا مدى الحياة ويظل آمرا ناهيا في منزل ذويه، اما المرأة العزباء فهي بنظرهم ستصبح “خادمة” للعائلة بعد العقد الرابع.

والرجل يحرم الزوجة من اطفالها حين يطلقها هو. اما حين تتركه هي فيقولون انها “دايرة عحالها”.

والرجل يطلّق المرأة ويرمي لها بأولاده، وان ارادت هي الزواج مرة اخرى عليها ان تتنازل عنهم.

وبعد هذه التفاصيل البسيطة عنك ايها الرجل أقول لك: أما آن اﻻوان لكي تنصف المرأة وتنظراليها نظرة أكثر عدالة في ظل التحامل عليها اجتماعيا وقانونيا وشرعيا؟.

السابق
إزالة الدشم والمتاريس والسواتر في طرابلس
التالي
القبض على 3 سارقين مقنعين بزي البربارة