الشرق: عين على الامن وخشية من تفجير الوضع في عين الحلوة

كتبت “الشرق ” تقول: عكست خارطة التحركات والمواقف الاقليمية مناخا يرقى الى شيء من الايجابية، عززته تحديدا الاشارات الايرانية الصادرة عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف الموغلة في التفاؤل وسياسة مد اليد الى دول الجوار الخليجية حيث يجول بين الكويت وعمان وقطر لتوسيع شبكة العلاقات “الايجابية والقيمة”.
وفي ما ينتظر المسؤول الايراني اشارة الضوء الاخضر من المملكة العربية السعودية لتحديد موعد لزيارتها، بعدما ابدى رغبته واستعداده للتحدث الى المسؤولين السعوديين “عندما يبدون استعدادهم لما فيه مصلحة البلدين والمنطقة والعالم الاسلامي”، تحدثت مصادر متابعة لتطور مسار الوضع الاقليمي، لا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي عن تحول جذري في اوضاع المنطقة، قد تحتاج مفاعيله العملانية الى بعض الوقت لترجمتها غير ان مرحلة ما قبل الاتفاق ليست حكما كما ما بعده، والمرحلة المقبلة ستقرن الشك باليقين لجهة تكلل الاتصالات التمهيدية بين دول القرار الفاعلة في المنطقة بالاجتماع الكبير المنتظر الذي سيرخي بظلاله الايجابية على الوضع العربي عموما والسوري واللبناني خصوصا، اضافة الى اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الكويت الاسبوع المقبل والمرتقب ان يتخذ قرارات مهمة.
وفي الوضع الداخلي والاقليمي، ثمة مؤشرات مترافقة مع حديث بدأ يطغى على ما يتم تداوله في الصالونات السياسية حول معالم جديدة وخطوط حمر بدأت ترتسم على ارض المعركة الدائرة في سوريا تصب في خانة تقسيم سوريا الى ثلاث مناطق، واحدة علوية وثانية سنية وثالثة تجمع خليطا من المسيحيين والدروز واكراد وسائر ابناء الطوائف الاسلامية في منطقة درعا والجوار بوابتها الرئيسية الاردن.
وتخوفت مصادر مطلعة من عدم عودة العائلات النازحة خصوصا الى كفرشوبا والعرقوب وجوارهما وبعض المناطق الاخرى في البقاع الغربي التي يجري اسكانها من قبل البلديات والاهالي في منازل قائمة، الى قراها ومناطقها المدمرة تدميرا ممنهجا، او حتى اذا ما عادت فهي لن تعود قبل 5 او عشر سنوات وسيكون مصيرها مماثلا للكثير من المسيحيين في لبنان الذين هجروا من قراهم ومنازلهم في الجبل والبقاع وعكار. وفي هذا السياق، ترسم مصادر ديبلوماسية متابعة لمستقبل الامور في لبنان صورة سوداء تنطلق من امكانية عدم عودة العديد من النازحين السوريين الى قراهم واحيائهم خصوصا تلك الواقعة ضمن الخطوط الحمر التي بدأت ترتسم على ارض الواقع، حتى انه يقال في هذا المجال، ان الفئات المتقاتلة بما فيها القوات النظامية، تتبادل مناطق في ما بينها في عملية تسليم وتسلم لمراكز وقرى كما جرى في درعا ومحيطها والجنوب ولم يعودوا اليها بعد، وحتى ان عاد الاباء فان الابناء عزفوا عن ذلك بعدما استقروا في المناطق التي هجروا اليها.
وختمت المصادر سائلة عن السكوت المحلي والاقليمي والدولي على هذا الدفع السوري في اتجاه لبنان وما اذا كانت صدفة ام تحمل ابعادا مذهبية وسياسية لا بد وان تؤثر لاحقا على التركيبة الديموغرافية اللبنانية.

الوضع الامني
الى ذلك، بقي الوضع الامني تحت مجهر المتابعات السياسية والمعاينة الميدانية في ظل احتدام المعارك بين باب التبانة وجبل محسن وتدخل الجيش ردا على مصادر النيران قبل الشروع في تنفيذ المرحلة الجديدة من الخطة الامنية التي يتسلم فيها امرة القوى الامنية في المدينة لمدة 6 اشهر.
وفي اطار التنسيق بين الجيش والاجهزة الامنية والقضائية، عقد اجتماع في مكتب قائد الجيش العماد جان قهوجي ضم رؤساء الاجهزة الامنية والقضائية وتم التوافق على تدابير وخطوات عملانية وادارية لاعادة الاستقرار الى المدينة. وكما في الشمال، كذلك في الجنوب حيث شهد الوضع الامني في مخيم عين الحلوة تدهورا واسعا مع انفجار عبوة ناسفة اثناء تشييع العنصر في حركة فتح محمد السعدي عقب دخول المشيعين الى حرم مقبرة درب السيم عند الجدار الخارجي، ما ادى الى سقوط جريحين احدهما مرافق “اللينو” واستنفار واسع في صفوف حركة فتح. واندلاع اشتباكات بين عناصر فتح وجند الشام في حي الطيري. وفي هذا المجال، قالت مصادر فلسطينية ان قيادة “فتح” اتخذت قرارها بالقضاء على البؤر الامنية في المخيم المتمثلة بجند الشام بامرة بلال بدر وفتح الاسلام. واعربت مصادر مراقبة عن خشيتها من ان يكون حادث اليوم بداية مسلسل لتفجير المخيم بعدما بدأت نيران بركان طرابلس الامني تخمد واستنفدت كل عناصر تأجيجه، بما بات يقتضي من الجهات المستفيدة من ضرب الامن الداخلي اللبناني اشعال جبهة جديدة تنفس فيها الاحتقانات خصوصا ان المخيم معروف بحساسية الوضع فيه وتوافر كل مقومات اشعال فتيل ناره الجاهز كل لحظة للانفجار، استنادا الى تداخل العوامل السياسية مع الواقع الامني المنقسم على نفسه، والموزع الولاءات في مختلف الاتجاهات المحلية والاقليمية.

سياسيا بقيت الانظار مسلطة الى بكركي التي يبدو انها تضطلع بدور محوري في ايجاد صيغة مناسبة تجنب البلاد الفراغ لا سيما في الموقع الرئاسي. ونقلت، “وكالة الانباء المركزية” عن مصادر مطلعة ان البطريرك عازم على استكمال جولة لقاءاته مع مختلف القيادات السياسية من الطوائف كافة بما فيها الشيعية لرسم خريطة طريق تمكن لبنان من مواجهة الاستحقاقات الداهمة محليا واقليميا. وتوازيا تحدثت المصادر عن مسعى جدي يتم تداوله في بعض أروقة المجالس السياسية لقطع الطريق على الفراغ، الذي يشكل على ما تقول اوساط ديبلوماسية هاجسا لدول الغرب التي تحث المسؤولين السياسيين على السعي لتشكيل حكومة قبل موعد الانتخابات الرئاسية.

واشارت الى ان المرحلة الانتقالية التي تشهدها المنطقة على مدى 6 اشهر، هي عمليا المدة الممنوحة للاتفاق النووي الايراني ليصبح نهائيا، تجعل اختيار رئيس للجمهورية عملا صعبا قبل أن تظهر طبيعة الامور، من هنا نصحت الاوساط بالعمل على تشكيل حكومة تتسلم زمام الامور اقله في الفترة الانتقالية، الى حين تظهر الخيط الابيض من الاسود ووضوح الرؤية بحيث يتزامن موعد الاستحقاق الرئاسي مع انتهاء هذه المرحلة حيث يزول الضباب المسيطر على المشهد الاقليمي. واعتبرت الاوساط ان الشهر الحالي وحتى موعد مؤتمر جنيف دقيق ومفصلي يوجب التعاطي معه بحنكة ودراية، قد تتطلب من المسؤولين اللبنانيين لا سيما رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تمام سلام اتخاذ قرارات قد ترقى الى مستوى طرح تشكيلة حكومية قبل موعد جنيف 2 مهما كان رأي القوى السياسية فيها.

السابق
اللواء: حملة نصر الله على السعودية تطيح ببوادر انفراج الإتفاق الإيراني الأميركي
التالي
الأخبار: نصرالله: السعودية وراء تفجير السفارة الايرانية