السفير: نصرالله يواجه السعودية بـمضبطة اتهام شاملة

كتبت “السفير ” تقول:  قدم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال مقابلته التلفزيونية مع محطة “أو تي في”، ليل أمس، شرحاً شاملاً لاستراتيجية الحزب في الداخل اللبناني والجوار السوري، وعرض الأسباب الموجبة للتدخل العسكري في سوريا، مؤكداً انه “سيأتي يوم يشكرنا فيه مَن يهاجمنا اليوم بسبب هذا التدخل”.
ولكن أكثر ما لفت الانتباه هو قرار نصرالله بالمضي في المواجهة مع السعودية، وجهاً لوجه، وعلى قاعدة تسمية الأشياء بأسمائها، من دون أي قفازات، وصولاً الى اتهام المخابرات السعودية بالوقوف خلف التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الايرانية من خلال علاقتها مع “كتائب عبدالله عزام” التي تبنت الهجوم، مشيراً الى ان الاعتداء يتصل بالغضب السعودي من ايران بسبب فشل مشاريع الرياض في المنطقة. كما حمّل السعودية المسؤولية عن تعطيل تشكيل الحكومة على قاعدة 9-9-6، عبر طلبها من فريق “14 آذار” رفض هذه الصيغة برغم ان أغلبه يوافق عليها.
وبدا واضحاً ان نصرالله صاغ مضبطة اتهام شاملة بحق الرياض، تناولت كل المسار الذي انتهجته السعودية في المنطقة منذ لحظة انتصار الثورة الاسلامية في إيران، حتى هذه المرحلة، مروراً بما يجري في العراق وسوريا، موحياً بأن تجاوز الرياض الخطوط الحمر في المواجهة المفتوحة في المنطقة، سيقابله الحزب بتغيير في قواعد اللعبة والتخاطب السياسي معها.
وأكد نصرالله أنه لو لم يتدخل “حزب الله” في القصير لسيطرت الجماعات المسلحة على المناطق الحدودية، ولذهب لبنان الى حرب أهلية، “ولو لم نتدخل لكان بدل تفجير 3 سيارات قد انفجرت 30 و300 سيارة مفخخة في لبنان”، لافتاً الانتباه الى ان “السيارات التي انفجرت جاءت من يبرود عبر عرسال، وقد تمّ العثور على ثلاث آخرى في النبك، كانت مُعدّة لإرسالها الى لبنان”. وشدد على ان “تدحرجنا في سوريا كان منطقياً وواقعياً”، متسائلاً “اذا سقطت سوريا بيد الجماعات المسلحة، ما هو مستقبل لبنان؟”. واضاف: لم ندخل الى سوريا بقرار إيراني بل بقرار ذاتي.
واتهم الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر بأنهما متورطان بإرسال مقاتلين وسلاح الى سوريا.
واعتبر نصرالله ان “هناك مبالغات كبيرة حول تدخل “حزب الله” في سوريا”، موضحاً ان “تواجدنا ينحصر في دمشق وحمص والمناطق المجاورة للبنان، على قاعدة أن البحصة تسند الخابية”.
ورأى نصرالله أن “موضوع إسقاط النظام السوري عسكرياً انتهى، وبالتالي فالعالم سيذهب الى حل سياسي، لكن السعودية ما زالت مصرة على القتال حتى آخر قطرة دم ولا تتحمل أي حل سياسي”.
ورأى ان الرابح الاول من “الاتفاق النووي” شعوب منطقتنا، معتبراً ان “الاتفاق دفع خيار الحرب على ايران الى مدى بعيد”، ومشيراً الى ان “هناك تحولات كبرى في السياسة الاميركية في المنطقة والعالم، والولايات المتحدة لا تريد أن تذهب الى حرب، وهي تعبت من الحروب”.
واضاف ان “ايران تسعى منذ سنوات الى فتح الأبواب مع السعودية والتحاور، ولكن كل المحاولات فشلت، والسعودية هي التي تقفل كل الأبواب”، معتبراًَ انها منذ البداية تعاطت مع ايران على انها عدو.
وكشف نصرالله عن انه استقبل موفداً قطرياً منذ ايام، موضحاً ان “قطر ربما تعيد النظر في موقفها واستراتيجيتها في المنطقة، وهي قامت بمبادرة طيبة حيال مخطوفي أعزاز”.
في سياق آخر، لفت نصرالله الانتباه الى ان “صيغة 9-9-6 الحكومية التي طرحت مؤخراً منطقية وتحفظ حقوق الجميع”، معتبراً أن “الفريق الآخر يوافق بأغلبه على هذه الصيغة، لكن السعودية قالت لهم لا تشكّلوا حكومة الآن وانتظروا”.
وشدد على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، “وانا مع ان يتبنى فريقنا مرشحاً واضحاً ويعمل لإيصاله الى رئاسة الجمهورية”. وألمح الى وجود مناخ سياسي ضمن فريق “8 آذار” يرفض التمديد للرئيس ميشال سليمان، وأكد ان “حزب الله” يؤمن بنهائية الكيان اللبناني.

الحريري يدافع عن السعودية
ولاحقاً، رد الرئيس سعد الحريري على كلام نصرالله، معتبراً انه تسلق الاتفاق الإيراني الأميركي ليطلق حملة غير مسبوقة تجاه كل من يخالفه الرأي في لبنان والمنطقة، “واستطاع السيد حسن أن يخرج من صدره كل عوامل الكراهية التي يكنّها للسعودية وقيادتها، متناسياً ان تاريخ السعودية مع لبنان هو تاريخ مشهود بالبناء والخير والسلام، خلافاً لتاريخ حليفه النظام السوري الملطخ بدماء اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق”.

طرابلس.. خطة وخروق
من جهة ثانية، وبرغم الارتياح الذي نتج عن قرار تسليم الجيش اللبناني الامرة العسكرية في طرابلس لمدة 6 أشهر، فإن عاصمة الشمال عاشت، أمس، يوماً إضافياً تحت وطأة الحديد والنار، فشهدت محاورها اشتباكات كانت تعنف حيناً وتتراجع أحياناً أخرى، فيما بقيت أعمال القنص ناشطة، بالرغم من الجهود العسكرية التي يبذلها الجيش لملاحقة القناصين.
وفي الوقت الذي ينجز فيه الجيش غرفة العمليات الأمنية اليوم، قالت مصادر عسكرية لـ”السفير” إن الجيش يعمل على تطويق كل المحاور، وإنه مستمر في ملاحقة كل المسلحين وفي تنفيذ المداهمات. وتزامنت هذه الإجراءات مع اجتماع سياسي عقده الرئيس نجيب ميقاتي لوزراء طرابلس ونوابها شكل غطاء جديداً وواسعاً لكل الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الجيش لإعادة الأمن والاستقرار الى طرابلس، فيما أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي أن “قرار الجيش الحازم هو التصدي للعابثين بالأمن في أي مكان كانوا والى اي جهة انتموا، بعيداً من الحسابات السياسية والفئوية”. وأوضح أن “أي عملية أمنية تنفذها القوى العسكرية، لن تكون إلا في اطار ملاحقة المسلحين ومطلقي النار والمطلوبين بموجب استنابات قضائية”.

السابق
النهار: نصرالله يتهم السعودية بتفجيري السفارة وقوى الأمن بدعم مسلحي طرابلس
التالي
الديار: ألقوا بالمهمة الصعبة على الجيش والوفاق السياسي أمام امتحان