رياض قبيسي: كيف تطالب بحقّي وتهدر حقّك من وسام علاء الدين؟

وسام
كيف تدّعي قناة "الجديد" محاربة الفاسدين والمفسدين في الأرض، وكيف تطالب بحقوق الناس وهي قصّرت عن تحصيل حقّها الشخصي والمباشر، ممن كاد يقتل موظفيها ويقطع مورد رزقها بإحراق مبناها؟ وكيف تطالب بحقوق الآخرين يا رياض وأنت عاجز عن تحصيل حقّك؟ كيف سنصدّقك؟

جميعكم يذكر “البطل” الذي كان يريد إحراق محطة قناة الجديد رداً على استضافتها الشيخ أحمد الأسير. هو الذي ألقي عليه القبض بالجرم المشهود وقتها، وتبيّن أنّه عنصر في سرايا المقاومة في الخندق الغميق، وأنّه عنصر من المجموعات التي شاركت في عمليات 7 أيّار. وشقيقه الملقب بـ”البوي” مسؤول “السرايا” التي شكلها “حزب الله، في خندق الغميق، وهو ذراعه الأيمن، ولقبه “البطل”، هو “جيمس بوند العرب” وسام علاء الدين.

فالبرغم من رفع الغطاء عن المتهم علاء الدين من قبل حزب الله وحركة أمل، وقول الادعاء إنّه اقترف جناية وجنحة باعتباره أن هدفه كان قتل من في المؤسسة وهو لم ينجح بتحقيق هدفه، أُخلي سبيل المتهم علاء الدين بكفالة مالية قدرها مليوني ليرة لبنانية، من قِبل الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضية ندى دكروب، فاسخةً بذلك قرار قاضي التحقيق المناوب في بيروت شوقي الحجار الذي كان رد طلب التخلية فجرى استئنافه أمام الهيئة الاتهامية.

واستقبل المتهم علاء الدين، لحظة وصوله إلى منزله حينها، في زقاق البلاط، بحشد من أقاربه وأصدقائه الذين أطلقوا العيارات النارية ابتهاجاً فيما قام عدد من الشبان بنحر الخراف أمام منزل المفرج عنه.

وفي سياق متصل، كانت نائبة مديرة قسم الأخبار في «الجديد» كرمى خياط قد علّقت على تخلية علاء الدين، بالقول إنّ المحطة «ترفض حماية أفراد من جانب شخصيات حزبية أو سياسية. فمثلاً، كنا ضد تخلية شادي المولوي قبل ذلك، والآن موقفنا ضد تخلية وسام علاء الدين، ونحن مستمرون بالدعوى ولم ولن نسقطها حتى يقول القضاء كلمته النهائية».

بعد مرور أكثر من سنة على الحادثة، وبعد تخلية المتهم وسام علاء الدين وممارسته الحياة بشكل طبيعي جداً، لم نجد “قناة الجديد” تدافع أو تذكر الحادثة على مدار المدة الزمنية التي مرّت، ومات الموضوع على رغم أنه يمسّ بشكل مباشر بالمحطة قبل حرية الرأي، لماذا؟ وأريد أن أسأل أين هو المتهم علاء الدين الآن؟ من يعرف عنه شيئاً؟ هذا من جهة.

من جهة ثانية، واستطراداً، وعلى سبيل المقارنة بين حادثة وسام علاء الدين، التي تندرج ضمن “المس المباشر”، معكوفة على شعار القناة الجديد الداعلي الى “محاربة الفساد والمفسدين في الأرض”، لنا أن نسأل فريق “تحت طائلة المسؤولية”: ألا تندرج قصّة وسام علاء الدين في أعلى سلّم أولويات حفظ هيبة القضاء والدولة، تمهيدا لتطبيق القوانين الرادعة ومحاربة الفساد؟

 ولماذا قاعدة الكيل بمكيالين: يعني، بماذا تفسّر القناة قتالها حتى الرمق الأخير في قضية الزميل رياض قبيسي وبرنامجه؟ ونسيانها لقضيتها الشخصية “حرق المدخل للقناة”؟

وافتراضاً أجيب: ربما التفسير الوحيد أنّ وسام علاء الدين محسوب على فريق “الفانوس” الذي يطلب ويتمنّى ويفعل ما يحلو له.

وسؤال آخر: أتعتقدون يا جماعة الخير، يا محاربي الفاسدين والمفسدين في الأرض، أنكم سوف تصلون إلى النتيجة في هذا البلد الذي لم يبقَ منه شيء؟ وكيف تطالبون بحقوق الناس وأنتم قصّرتم عن تحصيل حقّكم الشخصي والمباشر، ممن كاد يقتلكم ويقطع مورد رزقكم ويجعلكم في العالم الآخر؟

السابق
قيادي بـ8 آذار: المؤتمر التأسيسي سيعمد لتعزيز صلاحيات الرئاسة
التالي
اللبنانيون من أكثر شعوب العالم إكتئابا