كتبت “الشرق ” تقول: مع كل جولة عنف متجددة في مدينة طرابلس، يتكرر السيناريو نفسه، ففي الجولة الــ 18 من الاشتباكات كما في الجولات الاولى، تبدأ فردية ثم تتطور الى اشتباكات على محاور القتال التقليدية فقتلى وجرحى من الجانبين، فيما تدفع الاجهزة الامنية فاتورة العجز عن كبح جماح اهواء اهل السياسة ومصالحهم المتضاربة حينا والمتقاطعة احيانا من دم خيرة عناصرها وضباطها.
واذا كانت لوثة السياسة اصابت بعض هذه الاجهزة التي تتصارع في ما بينها تحت ستار حماية الامن والاستقرار، فان التقاعس السياسي والرسمي عن اقصاء المتسببين المعروفين بالاسماء بحسب المعلومات، عن الساحة الطرابلسية يشكل الجريمة الكبرى غير الممكن التساهل مع مرتكبيها بعدما بلغت فاتورة الدم حدها الاقصى.
ومع ارتفاع محصلة الجولة الثامنة عشرة من الاشتباكات الى 10 قتلى ونحو 70 جريحا بينهم 13 عسكرياً احدهم برتبة ضابط، ترأس الرئيس نجيب ميقاتي السبت اجتماعا امنيا في المدينة في حضور وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل وعدد من النواب والسياسيين والقيادات الامنية (…).
الى ذلك، لفتت مصادر مراقبة للاوضاع الى ان ما يجري امنيا على الساحة اللبنانية سواء في طرابلس او في صيدا والبقاع ليس اكثر من عملية اثبات وجود حتى ان لا فائدة منه اطلاقا لان الدفع في اتجاه تثبيت الاستقرار السياسي والامني في لبنان بات يحتاج الى اكثر من تحرك محلي ومبادرة داخلية ويتطلب قراراً على مستوى الدول المعنية في اوضاع المنطقة ككل انطلاقا من ان الساحة اللبنانية تؤثر وتتأثر الى حد كبير بما يجري في دول الجوار خصوصا العربية منها.
واشارت المصادر الى ان زيارة وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد الى طهران موفدا باسم دول اعضاء مجلس التعاون الخليجي من شأنها ان تسرع في اتمام التفاهمات الايرانية – العربية على كثير من اوضاع وملفات المنطقة ومنها بالطبع لبنان الذي يتطلع بدوره الى تفاهم ايراني سعودي يرسي الامور فيه على “بَرّ”. وهو ما اشار اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بقوله هذا الاسبوع ان الاوضاع في لبنان باتت تحتاج الى اكثر من تحرك داخلي.
وفي حين، أملت المصادر في ان “يكون القرار بحل الازمة السياسية داخلياً وليس خارجياً”، اشارت الى ان “الرئيس بري منفتح جداً على اي لقاء من شأنه ان يطوق المساعي الخبيثة للفتنة، وهو غاضب ومستاء من الحوادث الجارية في طرابلس وخطورة انفلات الاوضاع وضرورة معاقبة المعتدين على الابرياء ومحاسبتهم. كما يطالب بتأمين الغطاء السياسي الكامل للقوى الامنية والجيش لفرض الامن والاستقرار في المدينة”.
الى ذلك، دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الشباب اللبناني الا يكونوا وقودا لمصلحة الزعماء ويغلبوا المصلحة الوطنية، والا نطعن بشركائنا في الوطن كي نغلب مصلحة الخارج ايا كان. وشدد امام عدائي سباق البدل الرمزي السنوي من قلعة راشيا الى القصر الجمهوري ان اعلان بعبدا هو تكملة وتعزيز ودعم للميثاق الوطني ولاستقلال لبنان داعيا الى التقيد به.
وفي السياق، يتوقع ان يطلق رئيس الجمهورية مواقف اضافية من ملفات الساعة خلال كلمة يلقيها الاربعاء في مؤتمر المركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل.
في مجال آخر ختم النائب العام التمييزي بالانابة القاضي سمير حمود التحقيق في الشكوى المقدمة من تلفزيون “الجديد” على عناصر الجمارك، على ان يستكمل التحقيق في الشكوى المقدمة من الجمارك ضد “الجديد”.
