الحياة: لبنان اشتباكات طرابلس توقع مزيداً من الضحايا

كتبت “الحياة ” تقول: لم يفقد الطرابلسيون الأمل في أن تكون الجولة الثامنة عشرة من الحرب العبثية التي تضرب بعض شوارع وأحياء مدينتهم نهاية المأساة، رغم ان الأمل هذا أخذ يتضاءل تدريجاً مع تجدد القصف العشوائي المتبادل بين باب التبانة وجبل محسن، تتخلله أعمال قنص من بنادق متطورة تستخدم للمرة الأولى، من دون أن تفلح الاتصالات في اعادة الهدوء الى عاصمة الشمال التي تدفع أثماناً غالية في الأرواح والممتلكات تصيب الأبرياء في المنطقتين.
وواصلت وحدات من الجيش اللبناني محاولة استيعاب التأزم والسيطرة على الوضع بعد القرار الذي صدر عن الاجتماع الموسع الذي عقد أول من أمس بدعوة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وأوصى بوضع كل القوى الأمنية تحت امرة قيادة الجيش.
وادت دورة العنف المتواصلة في طرابلس امس الى مقتل ثلاثة ليرتفع الى تسعة عدد الضحايا في اليومين الماضيين، وذلك في ظل الجمود المسيطر على الوضع السياسي العام في لبنان وفي غياب أي اتصالات لإخراج تشكيل الحكومة الجديدة من الدوران في حلقة مفرغة، باستثناء الحوار المفتوح الذي استؤنف أمس بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل ” النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.

وعلمت «الحياة من مصادر مواكبة للقاء بأن أهميته تكمن في تأكيد رغبة مشتركة بالتواصل بغية بلورة حد أدنى من التفاهم حول مجموعة من النقاط يمكن ان تعيد الاعتبار للاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة.
ومع ان اللقاء استمر أكثر من ساعتين ونصف، اكتفى السنيورة بالقول: «انطلاقاً من ما بدأناه في اللقاءات المتتالية للبحث في شتى القضايا المطروحة كان هذا الاجتماع استمراراً لهذا المناخ والأجواء جيدة، وستتابع هذه اللقاءات
وقالت المصادر نفسها أن «البحث تناول كل القضايا العالقة في البلد من الحوار الى تشكيل الحكومة، وتطرق أيضاً الى التطورات الجارية في المنطقة في ضوء الاتفاق الذي توصلت اليه الدول الكبرى الخمس اضافة الى المانيا مع إيران حول ملفها النووي كما شكل مناسبة اطلع بري السنيورة على نتائج اللقاءات التي عقدها في طهران
ولفتت المصادر الى ان «التأزم الذي تشهده طرابلس تحت وطأة استمرار الاشتباكات، كان حاضراً في هذا اللقاء. وقالت ان السنيورة تواصل أمس لهذه الغاية مع ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي ونواب طرابلس.
وفي هذا السياق أكدت مصادر مطلعة أن الاجتماع الموسع الذي رأسه ميقاتي في منزله في محلة الميناء توصل الى وضع «خريطة الطريق
لإنهاء الاشتباكات التي سجلت أمس سقوط المزيد من القتلى والجرحى من الأبرياء. وقالت ان العمل على تطبيقها سيدفع في اتجاه انهاء الوضع الشاذ خصوصاً انها أنهت تعدد الرؤوس الأمنية وحصرت الأمرة بقيادة الجيش وهذا ما يقطع الطريق على قيام هذا الطرف برمي المسؤولية على الآخر.

وكشفت أن «خريطة الطريق تضمنت مجموعة من التدابير والإجراءات لا بد من تطبيقها ولو بالقوة بالتزامن مع تعزيز وحدات الجيش انتشارها بمؤازرة القوى الأمنية الأخرى. وقالت ان من أبرز هذه التدابير: وقف فرض الخوات من قبل ما يسمى بقيادة المحاور أو بالمسؤولين عن «المحميات الأمنية” الخاضعة لسلطة الأمر الواقع، وقمع مخالفات البناء التي زادت في الأسابيع الأخيرة خصوصاً أن معظمها تم على الأملاك العامة أو أملاك الغير.
واعتبرت ان تطبيق هذه الإجراءات والتشدد في الرد على مصادر النيران يمكن ان يسهم في تجفيف الموارد المالية لقوى الأمر الواقع، هذا إذا ما أضيفت اليها اصدار مذكرات التوقيف بحق المخلين بالأمن، ولا سيما أولئك الأشخاص المعروفين الذي اعتدوا على العمال من الطائفة العلوية، اضافة الى ملاحقة تنفيذ مذكرة البحث والتحري الصادرة بحق رئيس «الحزب العربي الديموقراطي” النائب السابق علي عيد، ووجوب احالة جميع المعنيين بتفجير الوضع في طرابلس على القضاء.

السابق
البناء: لا نتائج لاجتماع بري ـ السنيورة والاستحقاقات تنتظر التوافقات الإقليمية
التالي
الشرق الأوسط: اشتباكات طرابلس تتصاعد وقادة الجبل يهددون بمحاصرة المدينة