جنى الحسن في امسية سردية نسوية في الكويت

جنى الحسن

اقيمت ضمن النشاط المصاحب لمعرض الكتاب ندوة أدبية بعنوان «أمسية سردية نسائية.. سرد من الرواية» شاركت فيها ثلاث روائيات ينتمين إلى اتجاهات فكرية متباينة: بثينة العيسى وبشاير محمد والزميلة جنى الحسن، وأدارت الجلسة الكاتبة فاطمة يوسف العلي.

من أنا؟

أشارت الروائية الكويتية بثينة العيسى إلى أنها ستعيد ترتيب فصول روايتها «كبرت ونسيت أن أنسى» في قراءتها، باعتبار أن هذا الشكل الجديد يبدو أكثر ملاءمة للأمسية، ثم قرأت جزءا من فصل «الصلاة» تميز بالتضرع والتوسل إلى الخالق بشأن التحلي بخطاب لغوي يعينها على فهم ما يدور حولها.

ثم انتقلت إلى الفصل الثاني «آكلة التفاح» وتخاطب بثينة مرآتها ضمن هذا الفصل وتقول «مرآتي، يا مرآتي. من أشنع سيدة في البلاد كلها؟ أنتِ يا آكلة التفاح، أنتِ.. يا دودة الكتب السيئة. أنتِ.. لم أستيقظ.. لقد تم قذفي في اليقظة.. المرآة من أمامي والرعب في مسامي.. من أنا؟».

على مسافة من الحياة

بدورها، قرأت الروائية اللبنانية جنى فواز الحسن مقطعاً سردياً من روايتها «أنا، هي والأخريات» المنتمية إلى أدب التأمل والمراجعة، متتبعة حكاية فتاة اسمها سحر تحاول اكتشاف ذاتها عبر أحداث مشوقة، «لطالما وقفت على مسافة من حياتي وتركتها تحدث. لعبت دور المتفرج فيها، انفصلت، بشكل أو بآخر، عن الواقع، كأنه لا يعنيني، وكأن هذه الأنا التي تعيش فعلاً: تقابلها «أنا» أخرى تراقب الأحداث وتسجلها.

«كنت في حالة انتظار دائمة لذاتي التي كانت تهرب مني إلى البعيد، ثم تعود وتبدأ بسرد أحداث خيالية، وقصص أروع من التي تخبرها الجدات لأحفادهن، بعثت الأحلام دوماً في نفسي المسرة».

الصدق والشعوذة

أما الروائية السعودية بشاير محمد فقرأت من رواية تحت الطبع تستعرض صراع الصدق والشعوذة ضمن مجتمعات يسيطر عليها الجهل والخرافة، ومن أجواء الرواية: «فيوم يأخذونها إلى المدافن لتستحم هناك.. فحسب عرف أهل القرية أن من تستحم هناك ترزق بالولد، ومرة أخرى تمشي خلف النساء الأرامل اللواتي أتممن فترة الحداد عندما تخرج الواحدة منهن للمرة الأولى خارج المنزل بعد نهاية عدتها، فتحمل في يدها حسب تقاليد قريتهم سبع بيضات وسبع خبزات وكلما مشت بعض الخطوات رمت للنساء اللواتي خلفها خبزة واحدة وبيضة».

مداخلات

ثم فتح باب النقاش، ولفت الحضور محتوى الندوة وأساليب السرد لدى الروائيات، فأثاروا مجموعة استفسارات تمحورت حول المشهد الروائي الأنثوي عربيا.

بدورها، أثنت الأديبة ليلى محمد صالح على المشاركات في الأمسية، معتبرة أن الرواية راهنا هي الأكثر انتشارا في المشهد الأدبي العربي، وفي السياق ذاته، امتدح الأديب إسماعيل فهد إسماعيل تجربة الروائية بشاير محمد، مشددا على أن مضمون قراءتها تميز بالتكثيف الممزوج بلغة شعرية تتغلغل إلى أعماق المرأة.

من جانبها، امتدحت الأديبة ليلى العثمان تجربة بثينة العيسى، مؤكدة أنها تخطت حواجز كثيرة في عالم السرد، وتعول العثمان على العيسى الكثير وتصفها بأنها مستقبل الرواية في الكويت، كما امتدحت الكاتبة باسمة العنزي التي قدمت إصدارات تستحق الثناء والتقدير.

فقاعة الكتابة

وأجابت الروائيات عن استفسارات الجمهور، وفي ردها على سؤال لأحد الحضور قالت الروائية بثينة العيسى إن حبها للكتابة منذ الصغر دفعها إلى كتابة المذكرات في الثامنة من عمرها، فراقت لها فكرة التدوين ورأت فيها فقاعة تعصمها من العالم، ثم بدأت بتجربة أجناس أدبية أخرى متدرجة إلى عالم الرواية.

بعيداً عن التقسيم

وأجابت الروائية اللبنانية جنى فواز الحسن عن تساؤل للكاتبة بدرية مبارك، موضحة أن الكتابة الروائية تعتمد على الهم المسيطر على الإنسان وليس انحيازا للمرأة أو لأي موضوع آخر، رافضة فكرة أن المرأة لا تكتب إلا لبنات جنسها، معتبرة أن النساء جزء من المنظومة الاجتماعية التي يجب ألا تخضع للتقسيم.

أما الروائية بشاير محمد فأوضحت أنها لا تحبذ التصنيف في الكتابة الإبداعية، لافتة إلى أن معشر البشر جلهم يشتركون في الهم الإنساني بغض النظر عن جنسهم، مبينة أن شهرزاد حينما بدأت البوح كان ذلك استجابة لشهوة الأنثى في الحكي وليس الثرثرة لأن السرد يعالج قضية ويوصل فكرة.

السابق
نصرالله استقبل نائب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني
التالي
‘أولياء الدم’: كل أبناء جبل محسن مستهدفون إلى حين تسليم المجرمين