تجمع لبنان المدني: لا جدوى من البحث عن شيطان بديل

رحب بجنيف النووي ودعا لتشكيل الحكومة وانسحاب حزب الله من سوريا

توقف تجمع لبنان المدني عند استمرار الفراغ في عملية تشكيل الحكومة، الذي بات اقرب الى قرار منه الى عجز. ففي ظل الاطاحة بالاستحقاقات الدستورية من موعد الانتخابات النيابية الى تشكيل الحكومة، تنحدر الاوضاع العامة في البلاد من سيىء الى اسوء، من دون ان يقابل هذا الانحدار اي موقف مسؤول يعيد الاعتبار الى الوطن والدولة والى استقامة العمل الدستوري والسياسي، الذي بدونه ستبقى البلاد عرضة لاعمال الخروج على السيادة، وللتوترات الامنية، ومساحة جاذبة لاعمال ارهابية يخشى “التجمع” ان لا يكون آخرها العمل الارهابي المدان الذي استهدف السفارة الايرانية وادى الى سقوط عدد من الابرياء.
وما حصل امام مركز ادارة الجمارك من اعتداء على اعلاميين، ومع كل ما احاط بهذا الاعتداء من اراء ومواقف، فان هذا المشهد المرفوض، رأى فيه تجمع لبنان المدني، وجهاً من وجوه تداعي معايير القانون، وتقدم ظاهرة التشبيح كوسيلة من وسائل التعامل بين مؤسسة رسمية ووسيلة اعلامية. ليس القانون هو المعيار بل صار منطق “القوي بقوته” هو الحاكم بين المؤسسات والناس، او بين الحاكم والمحكوم. علماً ان الوصول الى المعلومات في ما يتصل بعمل المؤسسات الرسمية بات من الحقوق البديهية للمواطنين ووسائل الاعلام على حد سواء.
كما رحب تجمع لبنان المدني بالاتفاق النووي الايراني- الدولي، معتبرا ان هذا الاتفاق بما تأسس عليه، يعبر عن خيار الامة الايرانية في الانفتاح على العالم، بعد وصول قيادتها الى قناعة بعد تجربة سياسية وايديولوجية قاسية، قناعة مفادها استحالة ان تستقيم حياة الشعب الايراني ونظامه خارج التفاعل الايجابي مع العالم بكل اتجاهاته ومكوناته. وان المصالح بين الدول والشعوب تكمن في الانفتاح، وان بناء الدولة القوية لا يمكن ان يتحقق بالتترس خلف مقولة الاكتفاء الذاتي التي اعادت الاقتصاد الايراني سنوات الى الوراء، وان العولمة ليست مؤامرة بل مسارعالمي لايمكن التأثير فيه او الاستفادة من خارجه بل من الداخل فقط.
من هنا يقرأ “التجمع” ان ما جرى في ايران اليوم هو اكبر من خطوة تكتيكية او اتفاق تقني، بل رأى فيه تحولاً استراتيجياً ينتقل بايران من العداء المطلق للولايات المتحدة الاميركية الى فتح آفاق التعاون. بما يحمل ذلك من توافق وتباين بين الدولتين، لكن قبل ذلك وهو الاهم انهاء ايديولوجيا القطيعة مع العالم العربي والحداثة التي دفع الشعب الايراني والمنطقة عموما ثمنا باهظاً من طاقاتها في سبيلها.
وخلص تجمع لبنان المدني بدعوة كل القوى الحية، والحكومة الايرانية بما لها من تأثير وغيرها من الحكومات العربية المسؤولة الى الدفع باتجاه نزع المبررات التي يتوسلها الارهابيون والانتحاريون في المنطقة العربية عموما، لذا جدد التأكيد على موقفه من ضرورة انسحاب حزب الله وكل المجموعات غير السورية من سوريا، ودعم خيارات الشعب السوري في الخلاص من نظام الاستبداد، وتبني خياره في الانتقال الى رحاب النظام الديمقراطي . ونبّه الى مخاطر الاصرار على غرق حزب الله في الرمال السورية، تلك الرمال التي باتت تنذر بمخاطر كبرى ليس على لبنان وسوريا فحسب، بل على ما تبقى من اواصر الوحدة بين المسلمين في اكثر من دولة، لا بل على امتداد العالم الاسلامي. فالخلاص من فكرة الشيطان الاكبر لا تتطلب الكف عن البحث عن “شيطان” بديل فحسب، بل تبني وبناء اسس التعاون والتكامل والاصلاح في مجتعاتنا العربية ودولها.
(بيان)

السابق
اشتباكات عنيفة على كافة محاور طرابلس وانباء عن سقوط 3 جرحى
التالي
من الممانعة إلى المعاندة