الساعة الذهبية لتقليص الموت

الساعة الذهبية لتقليص الموت

يبدو المشهد السوداوي، الذي يخلّفه موت ضحايا الإصابات البليغة الناجمة عن حوادث السير وغيرها، أقلّ عند معرفة كون عناصر غير قليلة من الممرضين والمسعفين وأطباء الطوارئ باتوا أكثر إلماما بأهمية الساعة الذهبيّة، أو ما يعرف بـ “The Golden Hour of Trauma”، وأنهم باتوا مدرّبين على البروتوكول المتطوّر للإنقاذ، وقد ترجم ذلك بنتائج إيجابية وملموسة ميدانيا.

ويعود الفضل في ذلك إلى جهود بذلتها جمعية “Roads For Life” منذ سنتين، ضمن برامج ودورات انقاذ متخصصة، حقوقها الحصريّة في الولايات المتحدة الأميركية وانتشارها في أكثر من 60 دولة. وقد استطاعت الجمعيّة، “عبر المركز الطبّي للجامعة الأميركيّة في بيروت، أن تغطي تكاليف دوراتها، التي تبيّن أنها تشكّل فارقا كبيراً في إنقاذ ذوي الإصابات البليغة”. هذا ما أوضحته رئيسة رودز فور لايف زينة قاسم، في كلمة ألقتها خلال لقاء عقدته الجمعيّة مع الإعلاميّين والصحافيّين في فندق “Le Gray” – وسط بيروت.
درّبت رودز فور لايف حتى اليوم، وفق قاسم، “أكثر من 200 طَبيب من كلّ مستَشَفَيات لبنان في كلّ المناطِق من دون تَمييز، وبالتَعاوُن مَع الصليب الأحمَر اللبناني قامت الجمعيّة بتدريب أكثر من 90 مسعِفا من الصليب الأحمَر على البروتوكول المُتطَوَّر للإنقاذ والبَعض من هؤلاء المسعفين أصبحوا مُدَرّبين للبرنامج”. أضافت: “سنبدأ قَريباً بتدريب فِرَق التَّمريض في كلّ لبنان، فنكون بذلك أقفلنا الحلقة الإنقاذيّة المكوّنة من المسعِف وطبيب الطّوارئ وقِسم التّمريض”.
وكشفت أن الجمعيّة في صدد “تحضير برنامِج خاص لمصلحة الجَيش اللبناني متخَصِّص بإنقاذ الضّحايا من العَسكَريين، سواء كانوا على أرض المَعرَكة أو في الحَوادِث المَدَنيّة، وهذا ضَروري على ضَوء الأوضاع التي يمرّ فيها بَلَدُنا، وهو برنامِج من أميركا وكنّا بَحَثنا تَفاصيله مَع قائِد الجَيش والقيادة، ونأمل في البدء بتَطبيقه السّنة المقبلة”.
بدوره أكد رئيس اللجنة الوطنية للتروما ومدير الـATLS والمدير الطبي للـPHTLS في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور جورج أبي سعد الدكتور جورج أبي سعد أن رودز فور لايف لم تختر “إلا طُرُقا للحَياة، وَبَذَلَت مَع شَريكها المَركَز الطبي للجامِعَة الأميركيَّة في بيروت جُهوداً حَثيثَة نَحو استِقدام منهَج الـATLS، الذي بات يُعرَف بالمنهَج الإنقاذي لذَوي الإصابات البليغَة والمُعَدّ خِصيصاً لأطباء الطّوارئ”. وقال: “أستَطيع أن أؤكّد أن فارقا كبيراً على المستَوى الوَطَني بدأ يَظهَر في كيفيّة التعامل مَع ذَوي الإصابات البليغَة إسعافاً وَطبابَةً في غُرَف الطّوارئ، وَقريباً على ما عَلِمنا مَع الجسم التمريضي”.
ثم ألقت المنسقة الوطنية لـATLS ومديرة الـPHTLS والـATCN في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت ديانا سكاف كلمة أكدت فيها أن “رودز فور لايف بالشَركَة الاستراتيجيَّة مَع المَركز الطبي للجامِعَة الأميركيَّة في بيروت أحدَثَت تَطويراً مَلموساً في نوعيَّة العِنايَة بذَوي الإصابات البليغَة ضِمنَ الساعَة الذهبيَّة التي تلي التعرّض للإصابَة”. وكشفت إننا “في ِصَدد التَحضير لاستِقدام الـATCN، أي البرنامَج الخاص بِقِسم التمريض، لنعمِّمَه على كل المستشفيات وعلى كل الجسم التمريضي، ويبقى أن تَفرضَ الدّولَة في المستَقبل هذه البرامج كمواد ضروريَة في الكليات المختصَّة”.
وتخلل اللقاء شريطان عرضا شهادات أطباء وعناصر من الصليب الأحمر. وقد لفت أحد المسعفين من الصليب الأحمر إلى أن “برنامج التدريب ساعدنا في تحليل الحالة وتشخيصها والعمل بسرعة أكبر… إن تعاملنا على الأرض مع المريض كمسعفين قد تغيّر بنسبة 70 أو 80%”.

السابق
ملحم زين والـ 13 طفلاً
التالي
جعجع: بعض أهل السياسة يحاولون قتل لبنان كله