الشرق: لبنان بانتظار التسوية الكبرى لرسم معالم الشرق الأوسط الجديد

كتبت “الشرق ” تقول:  يتحرك المشهد السياسي على وقع ثلاث محطات تسبق مؤتمر جنيف 2، يتوقع ان تشكل اختبارا لمدى صلابة الوضع الداخلي في مواجهة التحديات في انتظار التسوية الكبرى التي سترسم معالم الشرق الاوسط الجديد بحبر الاتفاقات الموقعة بين الدول العظمى. ونقلت “وكالة الأنباء المركزية” عن مصادر ديبلوماسية مطلعة “ان المحطات الثلاث تتمثل اولا بوقف اطلاق النار في سوريا وهو عنصر اساسي في المعادلة يحتاج الى عوامل عدة ابرزها ارسال قوة فصل بين طرفي النزاع وتحديد هويتها وما اذا كانت عربية محض تقررها جامعة الدول العربية ام دولية تحتاج الى قرار من مجلس الامن الدولي”.
اما المحطة الثانية فمرتكزة الى مدى اندماج ايران في محيطها مع دول الخليج العربي التي وحدت موقفها في القمة السعودية ? الكويتية القطرية التي عقدت الاسبوع الفائت في المملكة واكدت الموقف الواحد الموحد للانطلاق به نحو اي خطوة في اتجاه الملف السوري، واشارت المصادر الى ان ثالث المحطات ولئن كانت غير مباشرة الا انها تشكل عنصرا ضاغطا لا سيما في الملف السوري، هي الجلسة المحددة للمحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 13 المقبل. ووصفت المصادر شهر كانون الاول المقبل بالمفصلي والشديد الصعوبة حيث ان الاطراف المعنية بجنيف 2 ستسعى بكل قدراتها ومقوماتها الى فرض معادلاتها ولعب اوراقها لتحصيل اكبر قدر من المكاسب.
واشارت المصادر في هذا السياق، الى المطالبة التركية الايرانية بوقف النار في سوريا قبل انعقاد المؤتمر والجولة التي يعتزم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف القيام بها على دول المنطقة لطمأنتها بعدما اقلع القطار الدولي على اثر اعلان الاتفاق النووي ومسارعة امين عام الامم المتحدة بان كي مون الى تحديد موعد جنيف 2 بما يؤشر الى وجوب ضبط الساعات الدولية على هذا التوقيت والا فان القطار سيفوت من يتخلف عن اللحاق بركبه.
وفي انتظار ظهور الخيط الابيض الدولي من الاسود الاقليمي، تبقى الساحة اللبنانية في حال ترقب لما ستؤول اليه الاستحقاقات الخارجية. ومن المتوقع ان تشهد المرحلة الفاصلة عن موعد جنيف جمودا نسبيا تخرقه بعض التحركات المحدودة المفاعيل. وفي السياق، اشارت مصادر مقربة من عين التينة الى زيارة مرتقبة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري الى القصر الجمهوري في بعبدا خلال الساعات او ربما الايام القليلة المقبلة للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووضعه في حصيلة اللقاءات والمشاورات التي عاد بها من ايران والتي من شأنها ان تدفع في اتجاه تحريك الملفات الجامدة وعلى كل المستويات.
اما على صعيد تحرك الرئيس بري الداخلي وطرح ما من شأنه اخراج الوضع من جموده الراهن، فدعت المصادر الى انتظار الجولة التي سيقوم بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على الدول العربية والاسلامية وفي مقدمها دول مجلس التعاون الخليجي ومنها بالطبع المملكة العربية السعودية. ولفتت الى انه لا يمكن رسم صورة التحرك للمرحلة المقبلة على المستويين الداخلي والعربي قبل معرفة نتائج جولة الوزير ظريف المرتقبة خلال الايام المقبلة.
ولفتت المصادر الى ان “الرئيس بري سيفعل حركة مشاوراته واتصالاته مع القوى السياسية كافة لا سيما 14 اذار سعيا لتنفيس الاحتقان وتهيئة المناخات الايجابية المساعدة على توفير نسبة الحد الادنى من التوافق على صيغة حكومية يدفع في اتجاهها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لتشكيل حكومة جامعة وعادلة بعدما ثبت باليقين ان لا امكانية للسير بحكومة تعزل اي مكون من المكونات السياسية، ولان حكومة اللون الواحد اثبتت فشلها وعقمها وباتت الحاجة ملحة للمشاركة الفاعلة في حكومة تتمثل فيها جميع القوى ان من خلال حياديين او سياسيين”.
الى ذلك ذكرت “المركزية” نقلا عن مصادر بارزة في حزب الله ان اللقاء بين بري والامين عام للحزب السيد حسن نصرالله لا يحتاج الى ترتيب مسبق او مواعيد محددة فهو وارد في اي لحظة لان التواصل مستمر في شكل مباشر وغير مباشر والعلاقة بين الجانبين ممتازة واستراتيجية وراسخة.
وفي السياق، اوضحت المصادر ان سفير فرنسا باتريس باولي زار مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي وتبادلا الاراء في الازمة السورية وملف تشكيل الحكومة. وتأتي الزيارة في سياق التواصل بين حزب الله والسفارة الفرنسية.
وليس بعيدا، اعتبر مصدر وزاري ان مكونات قوى 8 اذار وتحديدا حزب الله تسعى لتثبيت معادلة جديدة، قبل ابرام الصفقات الدولية في صيغتها النهائية تقوم على اعتماد المثالثة التي يجهد الحزب في اتجاه تمريرها عبر الحكومة من دون الذهاب الى تعديل الدستور الذي ترفض قوى 14 اذار المس به وتتمسك باعلان الحزب التزامه “اعلان بعبدا” والانسحاب من سوريا كشرطين اساسيين لتشكيل حكومة يشارك فيها حزب الله.

السابق
اللواء: لبنان في مرمى الشائعات الأمنية .. وطرابلس على فوهة بركان
التالي
الأخبار: المستقبل يحرك الاستحقاق الرئاسي مع بكركي