المستقبل: ارتفاع التوتر في طرابلس جمهورية الخوف

كتبت “المستقبل ” تقول: ارتفع منسوب التوتر الأمني أمس في لبنان من شماله إلى بقاعه وصولاً إلى بيروت، ما زاد في حجم الهواجس التي تلقي بثقلها على كاهل المواطن العادي الذي ضاق ذرعاً بجميع التبريرات والحجج التي يطلقها ممانعو آخر زمن وإغفالهم السبب الحقيقي لهذا الكابوس الذي يمثّله تعنّت “حزب الله” وإصراره على المضي في القتال إلى جانب نظام بشار الكيماوي، وتجاهله مشاعر “شركائه” في الوطن من خلال استمرار حملة استعلائه وفوقيته بدءاً من مناطق نفوذه التي يديرها بقبضة حديدية وصولاً إلى محاولة فرض “قناعاته” على المؤسسات التربوية كما حصل في الجامعة اليسوعية ما أدى إلى تعطيل الدراسة في كلية إدارة الأعمال حتى إشعار آخر.
وبدأ هاجس الخوف المتنقل يلقي بثقله على المواطنين بدءاً من إنذارٌ هاتفي تلقته مدرسة “الكوليج بروتستانت” القريبة من السفارة السعودية، يتضمن “نصيحة” بإخلاء المدرسة من طلابها لأن المتصل سيستهدف السفارة القريبة منها، إلى ما شهدته طرابلس من عمل مشين يدلّ إلى مقدار الاحتقان الذي يعيشه مواطنو عاصمة الشمال نتيجة استنساخ “الحزب العربي الديموقراطي” تعنّت “حزب الله”، ورفض حضور رئيسه علي عيد وأمينه العام رفعت عيد للتحقيق أمام القضاء العسكري، في تهمة الضلوع في تهريب أحد المتهمين بتفجيري مسجدي “التقوى” والسلام”، إلى البقاع والجنوب عموماً، ومنطقة الهرمل تحديداً، حيث اتخذت إجراءات أمنية أكثر تشدّداً بعد ورود معلومات عن احتمال حصول تفجيرات فيها.
لكن قبل الشريط الأمني هذا، أقرّ وزراء داخلية مجلس تعاون دول الخليج العربي أمس “نتائج الاجتماعين الاستثنائيين لوكلاء وزراء الداخلية حول الاجراءات اللازمة ضد مصالح حزب الله والمنتمين له والمتعاونين معه في دول مجلس التعاون”.
إلى ذلك، أعلن السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل أن بلاده “لن تتجاهل أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة سوف “تستمر في مواجهة الأنشطة الإرهابية لإيران وأنشطة وكلائها بما في ذلك حزب الله”.
وقال هيل عقب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “سوف نستمر في فرض العقوبات الباقية وبالضغط على إيران خلال هذه المرحلة الأولى، وسوف نواصل عملنا مع لبنان لنضمن بأن تنفيذ العقوبات الدولية سيبقى دقيقاً”.
وأشار إلى أن “مجموعة الدعم الدولية، مستمرة بمعالجة الآثار المترتبة على لبنان من الحرب في سوريا والمساعدة في سياسة لبنان الحكيمة بالنأي بالنفس عن ذلك الصراع”.

الشريط الأمني
وبالعودة إلى الشريط الأمني، أعلنت قوى الأمن أن مدرسة “الكوليج بروتستانت” القريبة من مبنى السفارة السعودية في بيروت تلقت بلاغاً بوجود عبوة في محيط السفارة، ما استدعى تنفيذ انتشار قوى الجيش والأمن الداخلي في محيط المدرسة ما أثار موجة هلع كبيرة بين الطلاب وذويهم الذين علموا بالخبر من وسائل الإعلام.
وعلى الفور حضرت القوى الأمنية الى المكان مع خبير متفجرات وعدد من الكلاب البوليسية وتم الكشف على المكان وتفتيش محيطه ولم يتم العثور على اي شيء، ليتبيّن لاحقاً أن الاتصال كان إنذاراً كاذباً.
وفي النبطية، تردّدت شائعات مفادها أن “حزب الله” طلب من القوى الامنية استعادة الحواجز التي كان سلّمها اليها في المنطقة بسبب معلومات عن دخول سيارات مفخخة. غير أن قوى الأمن أصدرت مساء بياناً أوضحت فيه أن هذه الأخبار “عارية عن الصحة جملةً وتفصيلاً”، وأن عناصرها “تقوم بواجبها كاملاً في منطقة النبطية وفي كامل المناطق اللبنانية الأخرى”.
وفي الهرمل سرت إشاعات عن وجود سيارات مفخخة انطلقت من منطقة مجدل عنجر في البقاع الغربي باتجاه منطقة البقاع الشمالي. وعلى الأثر، كثّفت عناصر الجيش والقوى الأمنية حواجزها ونقاط المراقبة تحسبا لأي طارئ، في وقت سادت منطقة الهرمل أجواء من الحذر الشديد.
أما في طرابلس، فقد عادت التوترات الأمنية المتنقلة لتهدد مجدداً الاستقرار الأمني في المدينة، بعد ازدياد وتيرة الاشكالات الفردية، وإرتفاع منسوب التوتر.
وعلى الرغم من الاستمرار في محاولات تطبيق المرحلة الثانية من الخطة الامنية من خلال نشر الحواجز وتسيير دوريات مؤللة في المدينة، الا أن هذه الاجراءات تبقى قاصرة عن إيجاد المعالجات الجذرية في ظل احتدام الاوضاع المحلية. وقد سجّل أمس حادث إطلاق رصاص على أرجل ثلاثة مواطنين من جبل محسن من قبل مسلحين كانوا على متن دراجات نارية في محلة الزاهرية بالقرب من أفران “القصر” حيث تم نقلهم الى المستشفى للمعالجة.
ولاحقاً أصدرت مجموعة أطلقت على نفسها “اللجنة العسكرية لأولياء الدم في تفجيرات مساجد طرابلس” بياناً تبنّت خلاله الحادث، مؤكدة “مضيها في الاقتصاص حتى محاكمة رئيس الحزب العربي الديمقراطي علي عيد والامين العام للحزب رفعت عيد وكل من شارك في قتلهم وتفجيرهم”.
وعلى الأثر، ألقى عناصر “الحزب العربي الديموقراطي” قنبلة يدوية على منطقة بعل الدراويش لم تسفر عن إصابات، فردّ شبان من باب التبانة باطلاق الرصاص في الهواء، احتجاجاً على قيام الحزب برفع الاعلام السورية وعلم “حزب الله” في المناطق المطلة من جبل محسن على باب التبانة. وتدخل الجيش اللبناني معززاً مواقعه في باب التبانة وردّ على مصادر اطلاق النار.
وشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا قرابة الحادية عشرة والنصف ليلاً اشتباكاً محدوداً بين عناصر من حركة “فتح” وآخرين مما كان يسمى تنظيم “جند الشام” من دون ان يسفر عن وقوع اصابات .
وذكرت مصادر فلسطينية أن الاشتباك وقع إثر تعرض المسؤول في “جند الشام” هيثم الشعبي لكمين مسلح لدى محاولته الانتقال من حي الطوارئ في التعمير التحتاني بسيارة وبرفقته شقيقه محمد والفلسطيني يحيى ابو السعيد باتجاه داخل المخيم حيث تعرض لكمين واطلاق نار، ما لبث أن تطور إلى اشتباك بين الشعبي وشقيقه وابو السعيد من جهة، وعناصر من حركة فتح كتيبة العرموشي من جهة ثانية، استمر لأكثر من عشر دقائق من دون وقوع اصابات في صفوف الطرفين، فيما اصيبت السيارة التي كان بداخلها الشعبي.
وجرت على الأثر اتصالات مكثفة من قبل لجنة المتابعة الفلسطينية مع قيادتي فتح والقوى الاسلامية من اجل تطويق الحادث، فيما استمرت حال التوتر والحذر في المخيم .

السابق
الديار: الابراج الاسرائيلية تتجسس على القوى العسكرية واليونيفيل والسفارات
التالي
اللواء: لبنان في مرمى الشائعات الأمنية .. وطرابلس على فوهة بركان