الديار: الابراج الاسرائيلية تتجسس على القوى العسكرية واليونيفيل والسفارات

كتبت “الديار ” تقول: ما يجري في مدينة طرابلس من احداث هذه الايام، امر يؤشر الى ما تنتظره المدينة خلال الايام المقبلة من انفلات على كل المستويات، على خلفية الاحداث السورية. فالمدينة محاصرة بنار الفتنة المذهبية السنية – العلوية، وهذا ما حوّل الخطة الامنية الى خطة صورية معرضة للانهيار في اي لحظة مع احتمال قوي لعودة الاشتباكات المسلحة اذا لم يتدارك المسؤولون بشكل جدي الاوضاع ومعالجتها بشكل جذري خصوصا ان ما يسود المدينة من حالة فلتان امني وانتشار للمسلحين وتحكمهم بمفاصل الحياة، شل المدينة وضرب اقتصادها وحوّلها الى مدينة مقفرة جراء هذه الممارسات من قبل مسلحين لا يشكلون 1% من سكان المدينة التواقين الى الاستقرار والهدوء وعودة الشرعية، كونها الملاذ الوحيد لحمايتهم رغم كل التقصير.

وفي التفاصيل اليومية الامنية في المدينة ان مجموعة مسلحة تابعة لاهل السنة اوقفت آلية تابعة لبلدية طرابلس ما بين افران القصر ومسجد التقوى وانزلت منها 4 عمال علويين وهم: وسام فارس، محمد صالح، سعيد عيسى وحيدر سوطو واطلقت النار على اقدامهم فسقطوا ارضا وبقوا لبعض الوقت في الارض حتى وصلت سيارات الاسعاف ونقلتهم الى مستشفى السلام في زغرتا. وعلى الفور توتر الوضع الامني وجرى تبادل لرصاص القنص ما بين جبل محسن وباب التبانة. وقد زادت حدة التوتر بعد رفع اهالي جبل محسن اعلام سوريا وحزب الله وصور الرئيس الاسد، فيما رفع اهالي باب التبانة اعلام جبهة النصرة والمعارضة السورية مما زاد من عمليات القنص واطلاق الرصاص، فتدخل الجيش وعمل على ازالة الاعلام وسقط له جريحان اثناء عمله على تهدئة الامور. كما صدرت بيانات عن الطرفين حملت تهديدات مما يشير الى خطورة الاوضاع واحتمال انهيار الوضع الامني في اي لحظة، خصوصا ان احياء عديدة من طرابلس شهدت مناوشات مسلحة مذهبية وعائلية.
وكان اللافت امس صدور بيان باسم “اولياء الدم” في تفجيري طرابلس يتبنى اطلاق النار على المواطنين العلويين في جبل محسن، وهدد البيان “بالاقتصاص من ابناء الجبل حتى محاكمة علي ورفعت عيد و”كلابهم” الذين شاركوا في قتلنا وتفجيرنا”، وختم البيان بعبارة “ما سترون ليس كما ستسمعون”.
وكشفت مصادر شمالية ان هناك جهة لا تريد الاستقرار لطرابلس تعمل على كشف هوية العلويين واماكن عملهم وتواجدهم وتطلب من المسلحين ملاحقتهم. واللافت انه لم يصدر اي بيان ادانة او استنكار من قبل وزراء طرابلس ونوابها وفاعلياتها عما يجري في المدينة باستثناء بيان يتيم صادر عن رئيس بلدية طرابلس نادر غزال حمل ادانة لما يجري، وذكرت معلومات “ان عددا من الكوادر في قوى 8 اذار غادر المدينة بعد تلقيهم تحذيرات بضرورة الانتباه ومغادرة المدينة حرصا على حياتهم”.
وتشير معلومات الى “ان الامر الذي يثير الشكوك في طرابلس هو ان الاشخاص الذين يطلقون النار ويمارسون التجاوزات معروفون، لكن الدولة لا تتحرك.

بلاغ كاذب عن متفجرة قرب السفارة السعودية
على صعيد امني آخر، فقد شهدت بعض احياء بيروت القريبة من السفارة السعودية حالة بلبلة وخوف بعد ان تلقت احدى المدرسات في المدرسة الانجيلية الفرنسية في قريطم والقريبة من السفارة السعودية، اتصالا بضرورة اخلاء المدرسة والمباني القريبة لان عملية تفجير بسيارة مفخخة ستستهدف مبنى السفارة السعودية، وعلى الفور حضر الاهالي مذعورين لجلب اولادهم، كما حضرت القوى العسكرية وقامت بتفتيش المنطقة وتبين ان البلاغ كاذب، وبعد ساعتين استؤنفت الدروس رغم مغادرة معظم التلاميذ مع اهاليهم وعادت الامور الى طبيعتها.

لجنة الاتصالات والتجسس الاسرائيلي
من جهة اخرى، شهد المجلس النيابي امس حدثا لافتا تمثل بعقد اجتماع دعت اليه لجنتا الاتصالات والخارجية بتوجيهات من الرئيس نبيه بري لعرض ما تقوم به اسرائيل من عمليات تجسس ضد لبنان، على 27 سفيرا وممثلا للبعثات الديبلوماسية وللدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والدول المشاركة اليونيفيل وممثل المنسق العام للامم المتحدة.
وقد تم خلال الجلسة عرض شريط فيديو عن عمليات التجسس الاسرائيلي، على 27 سفيرا وممثلا للبعثات الديبلوماسية وللدول المشاركة في اليونيفيل، وممثل المنسق العام للامم المتحدة في غياب السفير الاميركي ديفيد هيل او اي ممثل عن السفارة.
وتفيد المعلومات انه لم يحصل اي نقاش داخل الجلسة، بل تم عرض فيلم فيديو يظهر مراكز الابراج الاسرائيلية على طول الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة، وعمليات التطوير التي شهدتها في الفترة الاخيرة، وزيادة عدد هذه الابراج القادرة بعد التقنيات والتجهيزات الحديثة التي ادخلت عليها والتي تخضع للتطوير الدائم الى التنصت على كل اتصالات المقيمين فوق الاراضي اللبنانية من اتصالات خلوية وثابتة وانترنت ورسائل نصية والدخول على موجات القوى العسكرية اللبنانية وعلى اجهزة قوات الطوارئ الدولية والتجسس على كل السفارات دون استثناء، وقد شرح شريط “الفيديو” كيف تتم عمليات التنصت والطريقة المعتمدة، كما تم عرض مفصل لكيفية الخروقات الاسرائيلية للخط الازرق واقدام اسرائيل على تدمير وتلف التقنيات اللبنانية والآلات على الحدود المواجهة للشبكات الاسرائيلية، كما تم شرح كيفية التواصل بين هذه الابراج وعملاء في الداخل عبر رسائل مشفرة ومن مناطق معينة، حيث التركيز التقني الاسرائيلي يطال مناطق الجنوب والبقاع وصولا الى جبال الباروك ويتركز على صيدا. هذا بالاضافة الى عمليات التبديل بالابراج والتحسينات عبر عرض حي لاماكن هذه الابراج.
كما يتضمن شريط الفيديو قدرة الدولة اللبنانية على مواجهة هذه التقنية الاسرائيلية عبر شراء معدات متطورة، هذا بالاضافة الى قدرة الاجهزة اللبنانية على متابعة الاتصالات الاسرائيلية وتحديد اماكنها والتشويش عليها.
علما ان قدرة اسرائيل على التشويش والمراقبة تستثني المقاومة واتصالاتها في ظل اعتمادها خطوطا لاسلكية.
وقالت مصادر نيابية ان المجلس النيابي وبتوجيهات من الرئيس نبيه بري سيتابع هذا الملف حتى النهاية، وان لبنان بصدد تقديم شكوى الى مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة حول الاعتداء الاسرائيلي على لبنان واتصالاته، وان الدولة ستواجه هذا العدوان بشراء مزيد من المعدات، وقد تم تزويد السفراء والحضور بنسخ عن عمليات التنصت وكيف تتم.

السابق
السفير: واشنطن تستعجل تسوية نفطية .. والفتنة تلفح طرابلس
التالي
المستقبل: ارتفاع التوتر في طرابلس جمهورية الخوف