الخوري: لا أرى انتصارا لفريق على آخر بعد النووي

لا بادرة في الافق تشير الى قرب خروج لبنان من نفق الفراغ الحكومي المظلم الذي دخله منذ 9 أشهر، فيما تدلّ المعطيات على ان عملية التأليف وضعت في الثلاجة، في انتظار نتائج التفاهم النووي بين ايران والدول الكبرى على المنطقة، وما قد تشهده في الايام المقبلة، من تقارب ايراني – سعودي.

وزير البيئة ناظم الخوري أعرب عن أمله “في ان تكون هناك امكانية لتأليف حكومة في ظل الاجواء المستجدة في العالم والمنطقة، لكن ربما تحتاج الصورة الاقليمية الى مزيد من البلورة. وطبعا، لا يمكن ان ننتظر التقارب الايراني السعودي الفعلي، لان ذلك قد يتطلب وقتا، ولبنان امام استحقاقات داهمة، ولا يمكنه ان يقف منتظرا تبلور وجلاء الصورة الاقليمية”.

واضاف “يجب الاستفادة من المناخ الايجابي في المنطقة اثر تفاهم ايران مع الدول العظمى، ويجب على القيادات السياسية اللبنانية ان تساعد في تشكيل حكومة وان تقدم التنازلات التي نتحدث عنها منذ اشهر، وبعد ذلك،هناك استحقاق انتخاب رئاسة الجمهورية”.

وعما اذا كان فريق 8 آذار انتصر على الفريق الآخر في البلاد اثر الاتفاق النووي؟ أجاب الخوري “لا ارى شخصيا اي انتصار لفريق على آخر في لبنان. عشنا الحرب اللبنانية، ورأينا كيف ان أكثر من فريق حاول ان يستفيد من اجواء اقليمية ودولية تستجدّ، للفوز على الفريق الآخر. وفي النتيجة، لم أر اي رابح في لبنان، والاكيد ان الخاسر الاكبر هو لبنان. ومنذ العام 1975 وحتى اليوم، خسر لبنان، ومعه اللبنانيون. هناك فرقاء سياسيون في الداخل، في كرّ وفرّ دائمين، ففي فترة معينة ينتصر هذا، وفي مرحلة لاحقة يخسر. وفي النتيجة، لم ار اي رابح حتى الآن. فحصيلة الربح والخسارة في لبنان للاسف، سلبية على صعيد لبنان ككل”.

وعما اذا كانت المعركة الرئاسية فتحت وهي حاصلة بالتأكيد؟ قال “ما نتمناه عدم حصول فراغ، ففي لبنان لم نعد نطالب باجراء الاستحقاقات في موعدها، بل بتنا نطالب بعدم الوقوع في الفراغ، وللاسف تدنى مطلب اللبنانيين الى هذا الحد. الفراغ سيكون قاتلا للوضع اللبناني، وسيقود الى مجهول لا يعرفه أحد. من هنا، الاولوية لعدم حصول فراغ وبعد ذلك، ان يحصل تفاهم على موضوع الانتخابات الرئاسية. لن نكون طوباويين، فالانتخابات الرئاسية في لبنان لا تحصل بطريقة ديموقراطية سهلة، بل سيتم نوع من التفاهم بين الفرقاء على مواصفات الشخص الذي سيتولى الرئاسة في المرحلة المقبلة”.

وعن المعلومات التي تحدثت عن امكانية اقدام الرئيس ميشال سليمان على تشكيل حكومة قبل شهر من انتهاء عهده لتفادي الفراغ؟ اوضح الخوري ان “ليس الرئيس سليمان من يشكّل الحكومة، بل هو يتفاهم ويدعم الرئيس المكلف تمام سلام في مهمته، ويساعده للوصول الى تشكيل الحكومة”.

السابق
حوري: الدخول بمرحلة فراغ جديدة غير مسموح
التالي
مانجيان: الاستحقاق الرئاسي يتأثر بـالجار القريب