البناء: التجسّس الإسرائيلي في عهدة البعثات الدبلوماسيّة

كتبت “البناء ” تقول:  في وقت عاد ملف التجسّس “الإسرائيلي” على لبنان إلى الواجهة انطلاقاً من التحرك اللبناني المتعدّد الوجوه والذي كان أبرزه انعقاد لجنة الاتصالات والخارجية النيابية بحضور سفراء الدول الكبرى والدول المشاركة في اليونيفيل تمرّ الدولة في امتحان صعب من خلال الممارسات الإجرامية التي يلجأ إليه المسلحون في طرابلس عبر تكرار حوادث إطلاق النار يومياً على أبناء جبل محسن حيث تعرّض أربعة عمال أمس لإطلاق نار مباشر على أوتوستراد الزاهرية كما حصلت اشتباكات متقطعة بين جبل محسن والمحاور المقابلة ما يهدّد سقوط الخطة الأمنية في أي لحظة.
في ساحة النجمة انعقدت جلسة لجنتي الاتصالات الخارجية بحضور 27 ممثلاً عن البعثات الدبلوماسية في لبنان لكن لوحظ أن السفير الأميركي في بيروت دايفيد هِل تمنّع عن الحضور في موقف يعبّر صراحة عن تغطية الإدارة الأميركية لهذا الاعتداء “الإسرائيلي” ليس فقط على لبنان بل أيضاً على كل الهيئات الدولية والدبلوماسية العاملة على أراضيه والتي يشملها التجسس “الإسرائيلي”.
وخلال الجلسة جرى عرض ما جمعته الدولة اللبنانية من أدلة بالصّور حول مراحل العدوان التجسّسي وتقدّم أعضاء اللجنة الفنية بأدلة وصور تظهر مدى حجم هذا الاعتداء على لبنان لا سيما أن التجسس لا يستثني السفارات وقوات اليونيفيل وعرضوا صوراً وفيديوهات ووثائق تبيّن طرق التجسس بالإضافة إلى آليات التنصت التي يتّبعها العدو “الإسرائيلي” بعد إخضاع أبراجهم وهوائياتهم المنصوبة في المنطقة الحدودية والبالغ عددها 39 برجاً لتعديلات تتناسب مع تطور الأجهزة التقنية.
كما شرح أعضاء اللجنة للدبلوماسيين كيف يتم التنصت عليهم وعلى اللبنانيين في حين أنه لم يعلق أي منهم على ما قدم لهم حول آليات التجسس “الإسرائيلي”.

حقائق وأدلة ثبوتية
ووفق مصادر نيابية فقد برز في الجلسة ما يلي:
أولاً أن هناك أدلة ثبوتية وقرائن واضحة بالتجسس “الإسرائيلي” على كل لبنان ومن فيه.

ثانياً كشف التقرير بأن هذا العدوان “الإسرائيلي” لا يستثني السفارات ومراكز الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل في لبنان.

ثالثاً تأكد أن هذه الأبراج ذات تقنية عالية بحيث أنها تلاحق بالتنصت كل المكالمات وتشوش على كل الاتصالات.

رابعاً تبيّن من التقرير ومن المعلومات المتوافرة لدى لجنة الاتصالات والجهات المعنية بأن لبنان يستطيع تقنياً مواجهة هذا العدوان من خلال الخبرات التي يملكها والتقنيات التي يمكن أن يحصل عليها بتوفير المال اللازم.
خامساً شكلت جلسة الأمس ما يشبه المذكرة اللبنانية بشأن هذا العدوان إلى الدول التي حضر سفراؤها وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والدول المشاركة في اليونيفيل والأمم المتحدة.

نحو شكوى إلى مجلس الأمن
وأوضح رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله بعد الاجتماع أن الاعتداء خرق لكل المواثيق وأن الهدف من الاجتماع اطلاع الدول على ما يحصل من أجل المساعدة للحد من هذا العدوان التجسسي “الإسرائيلي” موضحاً أن هذا الملف أصبح في عهدة الدولة وأنه سيصار إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن ورفع مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة ومتابعة الملف مع الاتحاد الدولي للاتصالات.

فلتان طرابلس إلى أين؟
في هذا الوقت بقيت طرابلس ساحة للمجموعات الإرهابية التي فرضت شريعة الغاب عليها وصادرت كل ما هو فيها وها هي الخطط الأمنية تتبخر في ظل هذا الأسلوب الجديد من الإجرام بحق المواطنين وهو أسلوب لم يستهدف العمّال الفقراء من جبل محسن بقدر ما هدف ويهدف لتوسيع رقعة الفتنة وإبقاء نارها مستعرة مع العلم أن المسؤول السياسي في الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد أكد أمس أنه ورغم كل ما جرى فإن جبل محسن لن ينجر إلى الاشتباكات مع الطرف الآخر.
واللافت أيضاً أن هؤلاء الإرهابيين أقاموا حواجز علنية في التبانة وفتّشوا المارة وأهانوا المواطنين تحت سمع وبصر القوى الأمنية وكأن هناك قراراً بأن تبقى طرابلس ضحية الغوغاء والإرهاب والمجموعات التكفيرية.

أين الدولة؟
ومهما ارتفعت الأصوات فيبدو أن الدولة صامّة الآذان ومغمضة الأعين وكأن دماء العمال الأربعة الذين أصيبوا برصاص الحاقدين والمجرمين رخيصة ولا ثمن لها.
ومع هذا تبقى مدينة طرابلس تصرخ وتستغيث ولا من مجيب. إنها الرسالة المتكررة فهل تبقى هذه المدينة مخطوفة في يد التكفيريين والإرهابيين؟ وهل يبقى تيار “المستقبل” الغطاء السياسي لهذه المجموعات لمجرد أنه يأتمر بالأوامر الخارجية.

اعتداءات بالجملة في طرابلس
وفي التفاصيل أن عددًا من المسلحين قدم على دراجات نارية إلى إطلاق النار على أربعة عمال من بلدية طرابلس وهم من أبناء جبل محسن وذلك عند أفران القصر على أوتوستراد التبانة. وتركوهم ينزفون على الأرض لحوالى ساعة إلى حين وصول دوريات الجيش التي عملت على نقلهم إلى المستشفى.
وعصر أمس وقعت اشتباكات بين البقار وجبل محسن كما سقط جريحان بعد إلقاء قنبلة يدوية في حارة البقار كذلك سمع دوي انفجار قذيفة صاروخية في محيط شارع سورية على أطراف جبل محسن في حين تجددت الاشتباكات في الأسواق الداخلية بين آل شرف الدين والجنزرلي حيث استخدمت الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية.

وكانت محاور باب التبانة ـ جبل محسن شهدت قبل ذلك توتراً أمنياً ملحوظاً بعد قيام مسلحين برفع أعلام “جبهة النصرة” التكفيرية في مقابل الجبل وتخلل هذا التوتر عمليات قنص لبعض الوقت ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص كما أفيد عن إلقاء قنبلة في بعل الدراويش وأخرى في شارع سورية وإطلاق نار كثيف ما أدى إلى إصابة مواطنة في المنطقة.
ولاحقاً صدر بيان عن مجموعة تسمي نفسها “اللجنة العسكرية لأولياء الأمر في تفجيرات مساجد طرابلس” تبنت خلاله عملية إطلاق النار على أبناء جبل محسن وتوعدت بما زعمته “مزيد من المحاسبة إذا لم تحاسبهم الدولة”.
واستكمالاً لحال الفلتان الأمني وفوضى السلاح لجأت عناصر مسلحة إلى إقامة حاجز تفتيش في منطقة البداوي وتعمدت تفتيش المارة والسؤال عن هوياتهم.

الاشتباه بسيارات مفخخة
وفي السياق الأمني قام الجيش اللبناني والقوى الأمنية بانتشار مكثف عند مداخل مدينة الهرمل عصر أمس بعد الاشتباه بمحاولة دخول سيارات مفخخة إلى المدينة.

السابق
الجمهورية: ترقُّب نتائج لقاءات طهران وواشنطن تُكرِّر استعجال تسهيل التأليف
التالي
البلد: رصاص مذهبي يوتر طرابلس والجمارك الى التحقيق