اللواء: نظام الأسد يُحبط مشروع ميقاتي لإقامة مخيمات إيواء

كتبت “اللواء ” تقول: عادت التداعيات السورية لتكون موضع اهتمام محلي واقليمي ودولي، مع وصول المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انطونيو غوتيريس يوم غد الجمعة، للبحث في ملف النازحين السوريين، وتشكيل الصندوق الائتماني لمساعدتهم وايوائهم، بعدما لمس الرئيس نجيب ميقاتي ان لا امكانية لاحداث مخيمات ايواء داخل الاراضي السورية، في ضوء رفض السلطات الرسمية السورية لهذا الاقتراح، الامر الذي ارجأ زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال الى الكويت.
وفي حين كانت التقارير الدبلوماسية تكشف المزيد من التفاهمات المحيطة بالاتفاق التمهيدي لحل المسألة النووية الايرانية بين مجموعة 5+1 الدولية وطهران، لا سيما حول مصير سلاح حزب الله في المرحلة المقبلة، بعد ان خرج السلاح الكيماوي السوري من يد النظام، وتعهد النظام الايراني بعدم الاقتراب من تخصيب اليورانيوم لانتاج سلاح نووي، كانت تتوضح صورة الاشتباك الحاصل بين حزب الله و”الجماعات الجهادية” التي يصفها الحزب بالتكفيرية، في ظل مؤشرات ان حركة التدفق العسكري والتسليحي قائمة على قدم وساق باتجاه سوريا، سواء عقد مؤتمر جنيف-2 او لم يعقد، وسواء ادى الى نتائج من شأنها وقف النار ووضع سوريا على سكة تسوية شبيهة بالتسوية اللبنانية في الطائف التي اوقفت الحرب اللبنانية.
واعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لمناسبة مروراسبوع على تفجير محيط السفارة الايرانية، ان حزبه لن يوقف تدخله في سوريا حتى لا تدمر سوريا بالكامل ويأتي دور لبنان، متسائلاً: “هل كنا في وضع افضل لو تمكن عشرات آلاف المسلحين من اجتياز حدود سوريا الى لبنان ومعهم الاسلحة والصواريخ والاحقاد والارهاب لينتشروا في مناطقنا ويعبثوا فيها فساداً؟”، معتبراً ان تدخل الحزب هو الواجب الجهادي الشريف في أرض المعركة “حيث حمينا لبنان ومقاومته من وضع خطير”، كاشفاً أن ما قام به هؤلاء التكفيريون من استهداف للرأس الداعم للمقاومة (ايران) “سنواجهه بما يلزم”.
بدوره، كشف الداعية عمر بكري فستق انه هو أمير حركة المهاجرين العالمية التي تدعو لاحياء الخلافة الإسلامية، مشيراً إلى أن الداعية البريطاني تشودري تلميذه، وكان المعتمد في بريطانيا وبات نائب المعتمد هناك “لأنني احتاجه في مهام أخرى للسفر”، مضيفاً “لطالما ارسلنا المجاهدين لمختلف أنحاء العالم، فهم كانوا يرسلون إلى كشمير والبوسنة والشيشان والصومال وفلسطين”. وأشار الى أن “4 بريطانيين قاموا منذ أسبوع بعمليات انتحارية في سوريا، وهم يرسلون من تركيا، ومن هناك الى الأراضي السورية”.
في هذه الاثناء، تكتمت أوساط الرئيس نبيه برّي عن النتائج المتعلقة بمحاولته إعادة الحرارة إلى الخط الإيراني – السعودي.
وقال مصدر مطلع أن الخطوة التالية تتوقف على اللقاء مع قيادة “حزب الله” لوضعها في أجواء ما سمعه في إيران، حيث فهم أن المسؤولين الإيرانيين رحبوا بالتنسيق القائم بين حركة “امل” و”حزب الله”، سواء في ما يتعلق بتسهيل تأليف حكومة جديدة “شرط ان تكون جامعة”، أو ترتيب زيارة إلى الرياض في ما لو تلقى رئيس المجلس دعوة أو طلب هو زيارة المملكة”.
وكانت مصادر نيابية، وبينها نائب قريب الصلة من الرئيس برّي روّجت لإمكانية قيام الرئيس برّي بزيارة الى الرياض، بعد عودته من طهران، لكن مصادر رئيس المجلس أكدت ان الزيارة ليست مطروحة راهناً، وهي سابقة لأوانها وظروف حصولها غير ناضجة، واستبعدت حصولها قبل انعقاد جنيف – 2.
وأوضحت هذه المصادر أن زيارة برّي إلى طهران كانت ناجحة، وتناولت الملفات كافة، وتم التركيز خلالها على خطورة التفجير الانتحاري الذي تعرضت له السفارة الايرانية في بيروت والاتفاق النووي الإيراني وانعكاسه على الملف السوري لجهة التحضير لاجتماع ناجح ومثمر لجنيف-2، والأزمة اللبنانية وإمكانية الخروج من دائرة الفراغ واستئناف الحوار الداخلي والاتفاق على تشكيل حكومة جديدة.

عودة ميقاتي
وتزامنت عودة بري إلى بيروت، مع عودة الرئيس ميقاتي بدوره من جولة قادته إلى أنقرة وباريس والدوحة، فيما زيارة الكويت ستتأخر.
وأوضحت أوساط رئيس حكومة تصريف الأعمال، أن هذه الجولة كانت مبرمجة منذ فترة، ومقررة قبل زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى المملكة العربية السعودية، لكن الرئيس ميقاتي تكتم عنها إلى حين نضوج المواعيد، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي منها كان البحث في مسألة رفع الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة استقباله ما لا يقل عن مليون و200 ألف نازح سوري.
وأشارت إلى أن الرئيس ميقاتي كان يحمل في جعبته مشروعاً بإقامة مخيمات لهؤلاء النازحين في أماكن على الحدود داخل الأراضي السورية، إلا أن هذا الموضوع سحب من التداول نتيجة اعتراضات سورية، وبالتالي فإن هذا الموضوع لم يعد مطروحاً.
وقالت إن هذا الأمر تلمّسه الرئيس ميقاتي في خلال زيارته إلى أنقرة، ولهذا السبب تركزت محادثاته في كل من باريس والدوحة على مسألة إنشاء الصندوق الائتماني الذي سبق واقترحه البنك الدولي لتمويل مسألة إيواء النازحين السوريين ومساعدتهم على المستويات الاجتماعية والصحية، وأن الرئيس ميقاتي طالب بشمول مهمات الصندوق مساعدة الاقتصاد اللبناني الذي تكبد خسائر كبيرة نتيجة وجود النازحين على الأراضي اللبنانية.
ولفتت المصادر إلى أن هذا الموضوع سيكون عنوان المحادثات التي سيجريها المفوض الدولي لشؤون اللاجئين غوتيريس في خلال زيارته المرتقبة إلى بيروت غداً الجمعة.
وكان الرئيس ميقاتي التقى في الدوحة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكبار المسؤولين القطريين، ورافقه في هذا اللقاء الوزراء عدنان منصور، وائل أبو فاعور، مروان شربل ونقولا نحاس والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وانضم إلى الوفد سفير لبنان في قطر حسن نجم، وأعقب اللقاء محادثات مع رئيس وزراء قطر الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني في حضور الوفد اللبناني، انضم إليها وزير المال القطري عبد الواحد العمادي، بهدف تفعيل الاتفاقات المعقودة بين البلدين.
وأكد ميقاتي أن الزيارة أعادت إطلاق الزخم في العلاقات الثنائية بين البلدين، وتخللها بحث معمق في مجمل ملفات التعاون الثنائي والأوضاع الراهنة في المنطقة.
وكشفت مصادر مطلعة لـ “اللواء” أن البحث تناول إمكان مساهمة قطر في تحرير المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي والمصور الصحافي اللبناني سمير كساب، على غرار ما فعلت لتحرير المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، إلا أنه تبين أن لا معطيات لدى الدوحة بالنسبة إلى هؤلاء.

تداعيات مواجهة “الجديد”
في غضون ذلك، استأثر التصعيد الحاد بين طلاب الجامعة اليسوعية، وذيول اشكال فريق تلفزيون “الجديد” مع عناصر الجمارك بالاهتمام الداخلي من زاويتين: الأولى تجدد الاشتباك الكلامي واليدوي بين طلاب الجامعة اليسوعية في هوفلان واستدعاء إدارة الجامعة القوى الأمنية لضبط الوضع وتعليق الدروس في كلية إدارة الاعمال، والثانية: انسحاب مفعول حادث الجمارك على اكثر من قطاع مع اعتصام المخلصين الجمركيين في كل المرافق البحرية والجوية، والتوقف عن العمل استنكاراً للتعرض للمديرية ما تسبب بأزمة تجارية جرّاء عدم تسليم البضائع، بما فيها المحروقات، حيث تمنعت شركات النفط عن تسليم هذه المادة إلى المحطات بسبب عدم حضور موظفي الجمارك الى مكاتبهم، واعتصامهم في الشارع، وحمل العقيد إبراهيم شمس الدين على الأكتاف، في رد على اتهامه بضرب فريق عمل “الجديد” الذي ادعى عليه الزميل رياض قبيسي ومعاونوه أثناء التحقيق معهم أمس الأوّل.
وفي حين تضاربت المعلومات حول المدى الزمني الذي يمكن أن يبلغه إضراب المخلصين الجمركيين بين اقتصاره على يوم واحد أو امتداده ثلاثة أيام، وبينما يتابع القضاء التحقيق في الاشكال أو “المواجهة الهوليودية” اليوم، دعا الرئيس سليمان، بعد سلسلة لقاءات مع وزيري المال محمد الصفدي والإعلام وليد الداعوق ومدعي عام التمييز بالإنابة القاضي سمير حمود والمدير العام للجمارك بالإنابة شفيق مرعي، القضاء والأجهزة الرقابية المولجة متابعة الموضوع إلى جلاء الحقيقة وتبيانها بوضوح، بما يحفظ حرية التعبير وحقوق المواطنين المدنية وتحديد المسؤوليات استناداً إلى القوانين المرعية، معتبراً ان البحث عن الحقيقة من جهة والدفاع عن النفس من جهة ثانية يخضع لآليات قانونية وتنظيمية تحت سقط الحفاظ على دولة القانون والانتظام العام.
ونوّه الرئيس سليمان من جهة ثانية بالبيان الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي أمس الأوّل، وتبني سلسلة الخطوات التي توافقت على تنفيذها المجموعة الدولية لدعم لبنان في 25 أيلول الماضي، وأبرزها عقد اجتماع في إيطاليا لتعزيز قدرات الجيش، ما يُؤكّد مرّة جديدة نجاح لبنان في إقامة شبكة أمان لدعم استقراره واقتصاده وقواته المسلحة، وجهوده لمعالجة مشكلة اللاجئين السوريين، على حدّ ما جاء في بيان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس سليمان التقى أمس السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين، بعدما كان التقى أمس الأوّل السفير الأميركي ديفيد هيل، واطلع منه على أجواء الاتفاق بين الدول الخمس الكبرى وإيران في جنيف من وجهة النظر الروسية، حيث اعتبر سليمان أن الاتفاق والتفاهم على موضوعي الكيميائي والنووي يساهمان في تنقية الأجواء الدولية والإقليمية تمهيداً لإنجاح جنيف?-2.

السابق
المستقبل: لبنان حزب الله يتابع محاضراته في اليسوعية
التالي
الشرق: لبنان ينتظر لقاء ال س. إ وخوف من الانزلاق الى الفتنة الداخلية