الديار: توتر في طرابلس وبيان لأهل السنة يحذّر من قتل كل “نصيري”

كتبت “الديار ” تقول:  وسط زحمة التحركات الدولية والعربية على وقع الاتفاق النووي بين ايران ودول 5+1، والتحضيرات لعقد جنيف -2 في 22 كانون الثاني، وهذا ما ادى الى رفع حماوة الاتصالات واللقاءات في مقابل برودة ما زالت مخيمة على الملفات السياسية اللبنانية من تشكيل الحكومة الى الحوار الى اجتماعات الهيئة العامة للمجلس النيابي دون “بصيص امل” في تحريك هذا الجمود وتعبئة الفراغ الذي بدأ ينعكس على الاوضاع الامنية المضطربة في طرابلس مع استمرار الاعتداءات المتبادلة بين جبل محسن وباب التبانة واطلاق نار على الابرياء الى التوتر في الجامعة اليسوعية واتخاذ الادارة قرارا باستدعاء الجيش لضبط الامور بين طلاب 8 اذار و14 اذار وتعليق الدروس في فرع “ادارة الاعمال” مبنى هوفلان امس، الى اضراب المخلّصين الجمركيين تضامنا مع مدير عام الجمارك بالانابة شفيق مرعي ردا على تضامن الاعلام مع قناة “الجديد” بعد التعرض لفريق القناة بالضرب مما ادى الى توقف توزيع المحروقات وتخليص البضائع وتأخر 66 طائرة في المطار قادمة من الخارج بانتظار اجراء المعاملات الجمركية وكذلك اقلاع 55 رحلة طيران بدون حمولة وهذا ما ادى الى خسائر اصابت الاقتصاد اللبناني.

الاجواء الامنية
وكان اللافت على الصعيد الامني عودة اجواء التوتر الى مدينة طرابلس على اثر اعتداءات متبادلة بحق مواطنين من جبل محسن وباب التبانة من مسلحي “الجبل والباب” واطلاق عدة رصاصات قنص من جبل محسن باتجاه التبانة ما ادى الى اصابة مواطن.
من جهة اخرى، اعتقل الجيش اللبناني الشيخ السلفي ابو مصطفى سكاف من المنية بحجة تدريب شباب على حمل السلاح، كما قام باعتقال سلفي اخر في مشروع الحريري بالاضافة الى شخص اخر، وعلى الاثر اصدر الداعي شيخ الاسلام الشهال بيانا دعا فيه الى قطع كل طرقات طرابلس عند الساعة الرابعة من بعد ظهر امس اذا لم يتم الافراج عن المعتقلين.
ولهذه الغاية وزع بيان في طرابلس باسم شباب اهل السنة والجماعة في طرابلس الفيحاء وجاء فيه:
بعد عمليات التوقيف الهمجية التي تطال شباب اهل السنة في طرابلس خاصة وفي لبنان عامة والتي تقوم بها الاجهزة الامنية بصورة تعسفية دون اي اعتبار لوجود هيئة علماء المسلمين وعدم الرجوع اليهم من قبل تلك الاجهزة فإننا نحذر ونقول للمعنيين بأن كل اعتقال لشاب من اهل السنة سنقوم بمقابله باطلاق الرصاص وقتل كل نصيري يدخل الى قلب طرابلس واننا نحذر ايضا ان لم تقف الاجهزة عن هذه الاعمال فإنه سيصل بنا المطاف لاستهداف ابناء من الطائفة النصرانية.
ونسأل الله الصبر والثبات.
وذكرت المعلومات ان الجيش افرج عن الشيخ ابو مصطفى سكاف، مما ادى الى تهدئة الاجواء.

تحذيرات امنية لقيادات سياسية
كذلك وجهت القيادات الامنية تحذيرات لقيادات سياسية وروحية من 8 و14 اذار بضرورة اخذ اقصى درجات الحيطة والحذر في تنقلاتها بعد معلومات للاجهزة الامنية عن “موجة اغتيالات” والتحضير لها مترافقة باعتداءات ستتعرض لها مراكز الاحزاب واماكن سكن السياسيين، وقد اتخذت اجراءات امنية ذاتية لافتة من قبل هذه القيادات، بالاضافة الى اجراءات من قبل الدولة حيث رفعت درجة الاجراءات الى مستويات عالية وتخفيف حركة التنقلات، في ظل امتلاك الاجهزة لمعلومات عن وجود عناصر ارهابية سلفية و7 سيارات مفخخة.

العلاقات السعودية – الايرانية
ووسط هذه الاجواء المضطربة، عاد الرئيس نبيه بري من زيارته الى طهران معربا للوفد المرافق عن ارتياحه لاجواء ونتائج الزيارة في كل المواضيع التي طرحها وردا على اسئلة الوفد الاعلامي المرافق حول ما دار في الخلوتين مع مرشد الثورة علي خامنئي والرئيس الشيخ حسن روحاني، اكتفى بري بابتسامة معبرة وقال “كل شيء في اوانه، لكن احد النواب المرافقين له قال “ان هناك امورا رغبت القيادة الايرانية والرئيس بري في بحثها بشكل ضيق ودقيق، واضاف النائب: لا شك ان الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس خصوصا لجهة بلورة ملفات مهمة تتعلق بلبنان والمنطقة، واوضح ان هناك عملا سيجري متصلا بنتائج ما توصل اليه الرئيس بري في طهران.
من جهة اخرى، يبدو ان زيارة الرئيس بري الى ايران كانت ناجحة على صعيد العلاقة بين رئيس مجلس النواب والقيادة الايرانية، لكنها لم تنجح في اقناع ايران بالمصالحة مع السعودية بشأن لبنان، لأن التفاهم الايراني – السعودي في رأي الرئيس بري هو المدخل للتسوية في لبنان.
وشرح القادة الايرانيون ان السعودية عمليا تحارب ايران في دورها الاقليمي في العراق وسوريا ولبنان وفي الخليج العربي، وعلى جبهات عديدة، وان ايران لن تقبل أن تخضع للمطالب السعودية بإضعاف نفوذ ايران في الدول العربية، خاصة وان ايران تتبنى المواجهة مع اسرائيل وتدعم حقوق العرب. وبالنسبة لبنان، فإن ايران دعمت وتدعم حزب الله في تحرير الجنوب اللبناني اي الشريط الحدودي وهي مستمرة في دعم حزب الله في مواجهته لاسرائيل وردعه لها.
وان السعودية وضعت كل ثقلها لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، وان ايران لا تقبل ابدا رحيل الرئيس الاسد كما تريد السعودية، كذلك فإن السعودية ارسلت اسلحة وتمويل الى سوريا لاسقاط النظام وايران دعمت نظام الرئيس بشار الاسد. ولذلك فالمسافة بعيدة بين السعودية وايران، وهذا الامر ينعكس على الساحة اللبنانية حيث تحاول السعودية منع حزب الله من ان يكون قويا على الساحة اللبنانية، وبالتالي فإن ايران ساعدت لبنان وتساعده ولا تطلب منه شيئا لكنها لا تقبل بأن تقوم السعودية بإضعاف ايران في تحالفها مع حزب الله وحركة امل، ورعايتها للطائفة الشيعية وانفتاح ايران على بقية الطوائف.
لم يستطع الرئيس بري اقناع الايرانيين بالتقارب مع السعودية، خاصة ان لدى القادة الايرانيين شعورا ومعلومات ان السعودية وضعت كل ثقلها مع الولايات المتحدة ودول الغرب كي لا يحصل اتفاق بشأن الملف النووي ووضعت ثقلها كي توجه اميركا ضربة عسكرية الى سوريا ولولا وقوف روسيا والصين وايران الى جانب الرئيس بشار الاسد لكانت الاساطيل الاميركية وجهت ضربة عسكرية كبيرة الى سوريا، هذا من جهة ايران.

الموقف السعودي
اما على صعيد الموقف السعودي فلم تنجح زيارة الرئيس سليمان في اقناع السعودية بدعم تأليف حكومة جامعة لان السعودية تعترض كليا على حكومة يدخلها حزب الله وهو يرسل مقاتليه الى سوريا لدعم الرئيس بشار الاسد وان موقف السعودية هو ضد سلاح حزب الله في الداخل اللبناني وفي داخل سوريا ولذلك فهي تعتبر ان حزب الله ازاح حكومة الرئيس سعد الحريري التي كانت حكومة جامعة ومنعته من ان يحكم. والسعودية تتهم حزب الله بأنه يستعمل قوته وسلاحه على الساحة السورية ضد الطائفة السنية. ومن هنا، فهي لا تؤيد اي تقارب بين الرئيس سعد الحريري وحزب الله في حكومة واحدة وان حزب الله كلما حصل على مكسب يريد مكاسب اخرى ومن هنا فإن السعودية تدعم اتفاق بعبدا بتحييد لبنان، لكن ترى ان حزب الله هو اقوى من الدولة اللبنانية ولذلك لا يجب اعطاؤه الشرعية ضمن حكومة جامعة كي لا يستغل شرعية الحكومة الجامعة ليقوم بالقتال في سوريا وبازدياد، وقبل انسحابه من سوريا لا يمكن ان تشترك حركة 14 آذار او ان تشجع السعودية الرئيس سعد الحريري على الاشتراك في حكومة يدخلها حزب الله الا اذا انسحب حزب الله من سوريا واوقف قتاله هناك، وهذا امر مستبعد بالنسبة الى السعودية وتعتبر السعودية ان ايران وصلت الى البحر الابيض المتوسط من خلال حزب الله، وهي لا تقبل بهذا النفوذ الايراني في لبنان وان ما يدعيه حزب الله بشأن ولاية الفقيه، ينسف التركيبة اللبنانية، والسعودية لا تقبل ذلك. وهذا الموقف السعودي هو موقف ابلغ الى كل زوار المملكة السعودية وليس الى الرئيس سليمان فقط.

السابق
السفير: طرابلس النازفة اعتداءات مذهبية .. وتكبيل للجيش
التالي
المستقبل: لبنان حزب الله يتابع محاضراته في اليسوعية