اللواء: مواجهة هوليودية على أبواب الجمارك تكشف هريان الدولة

كتبت “اللواء ” تقول:  بدا امس الوضع الداخلي اللبناني اكثر قبولاً للانخراط في البحث عن حلول سياسية للمعضلات السياسية والامنية والاقتصادية التي تكبل البلد، وتجعله عرضة للهريان المتواصل، ليس على جبهة الامن فقط، بل على صعيد البنية الاجتماعية والعلاقة ما بين المجتمع وادارات الدولة الفاتحة على حسابها، مما يعزز غياب الانتظام العام، او على الاقل يترك البلاد فريسة التراشق والخلافات السياسية، والاستقطاب السياسي والمذهبي البالغ الخطورة.
وعليه، لم تحجب “المواجهة الهوليودية” بين الضابطة الجمركية وطاقم اعلامي من محطة “الجديد” التلفزيونية والتي وقعت على خلفية استدراج مدير عام الجمارك بالانابة شفيق مرعي الى اجراء مقابلة، يقول “الجديد” انه امتنع عن تحديد موعد له، في حين اعتبرت الجمارك ان الاسلوب الذي اعتمده معد البرنامج الزميل رياض قبيسي، عبر مناداة مدير الجمارك بالاسم لمقابلته في الشارع لا يليق وفيه تحقير لادارة الجمارك، الاهتمام بتحضير بيئة مؤاتية لتوظيف ايجابي لارتدادات التفاهم الايراني – الاميركي حول حل المسألة النووي.
وسجل في هذا الاطار مجموعة مواقف سياسية بارزة من تكتلات وتيارات سياسية متباعدة:
1- ابداء الرئيس ميشال سليمان تفاؤله بأن يشكل هذا التفاهم مدخلاً الى تغليب منطق الحوار والحلول السياسية، مؤكداً على اهمية “تحصين الوحدة الداخلية والاستقرار ومنطق الاعتدال”.
2- ترحيب الرئيس فؤاد السنيورة المبدئي بالاتفاق بين ايران والدول الخمس الكبرى +1 والنظر اليه كتحول الى الاعتدال، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية ونبذ العنف، واعتماد الخطاب المعتدل لحل المشكلات عبر تأليف حكومة من غير الحزبيين واطلاق حوار وطني بقيادة رئيس الجمهورية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وخروج قوات حزب الله من سوريا.
3 – اعتبار النائب العماد ميشال عون أن الاتفاق ستكون له مفاعيل سياسية في المستقبل، والذي سيجلب السلام إلى منطقة الشرق الأوسط، متمنياً أن يعم خير هذا السلام لبنان.
4 – توقع النائب سليمان فرنجية أن يعقب الاتفاق تسوية في المنطقة، ستؤدي إلى اراحة لبنان، فيما لو شملت جميع الدول الإقليمية اللاعبة على مسرح الشرق الأوسط، بما يسمح باجراء انتخابات رئاسية، معلناً ترشحه للرئاسة الأولى.
5 – تركيز الرئيس نبيه برّي في محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين الذين التقاهم، على تنقية العلاقات بين إيران وبعض الدول العربية، وضرورة العمل لمواجهة مخطط الفتنة في المنطقة.
ونقل عن الرئيس برّي قوله للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي: “اؤكد لكم انني والسيّد حسن نصر الله على توافق بالنسبة لكل القضايا والتنسيق تام بيننا”.
وفي تقدير مصادر سياسية أن مناخات هذه المواقف توحي بأن الوضع الداخلي بات أكثر قابلية للعودة بالبحث السياسي عن مخارج للأزمة، على الرغم من اقتناع الجميع بأن ملامح “التسوية الكبرى” التي تحدث عنها فرنجية، تبقى رهن الانتظار، لمعرفة مدى تراجع التدخل الايراني في شؤون المنطقة، وتحويل الشرق الاوسط إلى منطقة منزوعة من السلاح النووي، علماً ان التفاهم الإيراني – الأميركي ليس اتفاقاً وانما خارطة طريق يمكن ان تشكّل اساساً لمرحلة إيجابية، إذا لم يكن هذا التفاهم نسخة مكررة عن التفاهم الأميركي مع كوريا الشمالية في العام 1994 الذي فشل عندما تبين ان لدى كوريا نسخة سرية لسلاحها النووي.
واستناداً إلى هذا المناخ، توقعت مصادر سياسية لـ?”اللواء” أن يبقى الملف الحكومي في ثلاجة الانتظار، لفترة من الزمن، من دون أن يشهد أي تحريك له حتى ولو قامت مطالبة من جديد لقيام حكومة تحمل صفات الحياد، على حدّ تعبير الرئيس السنيورة بحكومة “من غير الحزبيين”.
ولفتت المصادر إلى أن التطورات الأمنية الأخيرة حجبت الضوء عن هذا الملف الذي شهد جموداً لا مثيل له، حتى وإن لم تتوقف الاتصالات المتعلقة به، مؤكدة أن لا نية لرئيس الجمهورية ولا لرئيس الحكومة المكلف تمام سلام الاقدام على أية خطوة متسرعة، واللجوء بالتالي إلى فرض حكومة من صيغة سياسية معينة.
ولاحظت المصادر أن التوتر السياسي الحالي يحول أيضاً دون نجاح أي مسعى توافقي، ولذلك فان ما من مبادرة جديدة تلوح في الأفق، وأن الرئيس سلام أصبح مقتنعاً أن مهمته دخلت صعب مراحلها، لكنها ليست مستحيلة.

مجلس الأمن
في هذا الوقت أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق إزاء تأثير الأزمة في سوريا على استقرار لبنان، مناشدا جميع اللبنانيين “الحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات تقويض الاستقرار في بلادهم”.
وأشار رئيس مجلس الامن للدورة الحالية الصيني ليو جيه يي في تصريح عقب مشاورات مغلقة حول تقرير السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون بشأن القرار 1701 إلى ان “الأعضاء شددوا على أهمية احترام جميع الجهات اللبنانية سياسة بلدهم بالنأي بالنفس وعدم التورط في أي تدخل في الأزمة السورية”.
وحث مجلس الأمن جميع الجهات اللبنانية على مشاركة “بناءة” لتسهيل تشكيل حكومة تحترم المبادئ الديمقراطية والدستورية في لبنان وتستجيب “بشكل فعال” لتحديات الأمن والتنمية في أقرب وقت ممكن.

رئيس الوزراء الفلسطيني
تجدر الإشارة إلى أن المسؤولين السياسيين سينشغلون بالزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله بعد غد الجمعة، لإحياء “اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، بمشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في بيت الأمم المتحدة في ساحة رياض الصلح.
وفي المعلومات أن الحمدالله سيلتقي الرؤساء الثلاثة، والرئيس المكلف، من دون أن تستبعد المصادر أن يجمع المسؤول الفلسطيني هؤلاء المسؤولين على طاولة واحدة في مناسبة تكريمه.
وفهم أن الحمدالله سيتطرق خلال محادثاته، إلى التفجير المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية، للتأكيد بأن السلطات الفلسطينية حريصة على استقرار لبنان، وأن ما قام به الانتحاري الفلسطيني عمل فردي مُدان.

ميقاتي وأزمة النزوح
وكان الرئيس ميقاتي الذي سينتقل اليوم من باريس إلى قطر، قد التقى أمس وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس في “الكي دورسيه” وبحث معه الوضع في الشرق الأوسط وسبل تجنيب لبنان تداعيات الأزمة السورية.
وشدد ميقاتي خلال اللقاء على ضرورة مساعدة المجتمع الدولي لبنان لمواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها ولا سيما على صعيد مواجهة تداعيات واعباء أزمة النازحين السوريين على أرضه، وشرح له العمل الذي قام به البنك الدولي بالتنسيق مع رئاسة الحكومة، والذي أصدر البنك الدولي بنتيجته دراسة تفند الخسائر التي مني بها الاقتصاد اللبناني بسبب الأزمة السورية، وأوصى بإنشاء صندوق أئتماني لمساعدة لبنان.
ورأى ميقاتي أن الاتفاق النووي الإيراني يمكن أن يشكل أرضية لإرساء حل شامل للمنطقة، وان ينعكس حلاً للقضية الفلسطينية.

السابق
المستقبل: سليمان يترصّد اللحظة المناسبة للدعوة إلى الحوار..
التالي
الشرق: الملف الحكومي حضر في فرنسا وفابيوس يستوضح ميقاتي عن أسباب التأخير