الديار: توترات سنية درزية في شبعا حاصبيا على خلفية معارك جبل الشيخ

كتبت “الديار ” تقول:  بقي الوضع السياسي الداخلي في “ثلاجة الانتظار” وسط ترقب سياسي لمفاعيل الاتفاق النووي الدولي بين ايران والدول الكبرى وكيف سترسو الامور وما هي انعكاسات الاتفاق على دول المنطقة وتحديدا لبنان وسط استمرار الخلاف السعودي – الايراني على ملفات المنطقة. وتحديدا حول سوريا وهذا ما لمسه الرئيس نبيه بري خلال زيارته الى ايران ولقاءاته مع المسؤولين الايرانيين، فقط طالب الرئيس بري المسؤولين الايرانيين بحركة جديدة نحو بعض الدول العربية وتحديدا السعودية لمواجهة مؤامرة الفتنة، كما اثار ايضا موضوع اعادة فتح الخطوط مع السعودية لانه مفتاح الحل وسلاح لمواجهة الفتنة، كما طالب بالعمل على تنقية العلاقات بين ايران والرياض.
لكن بري لم يأخذ وعدا من المسؤولين الايرانيين بالعمل على اعادة التواصل وتحديدا مع السعودية ولذلك ذكرت مصادر سياسية مطلعة ان مهمة الرئيس بري تبدو صعبة رغم ان مباحثاته لم تقتصر على هذا الملف، بل تطرقت الى موضوع القوى التكفيرية واللاجئين السوريين والعبء على الدولة اللبنانية وخطر الفتنة باتجاه لبنان، وتقول المعلومات ان الرئيس بري سمع جوابا من احد المسؤولين الايرانيين حول طرحه بالانفتاح على الدول العربية بالقول: “نحن معكم في هذا الرأي، ونعتقد ان هذه المؤامرة هي مخطط قديم وجديد، ولا تواجه بالامن بل بالسياسة”، واستخدم المسؤول الايراني عبارة السيناريو الناعم لمواجهة حرب الفتنة، وفي معرض الحديث عما تواجهه ايران ومحور الممانعة قال المسؤول الايراني: ايران لا تخشى اعداءها معتبرا ان سياسة السيف ترتد عليهم، فاما ان يضعوا السيف وينتهجوا المسار العقلاني واما ان يلاقوا مصيرهم، وبكل الاحوال فان ايران جاهزة للسبيلين.
علما ان الموقف السعودي الرسمي صدر امس عن مجلس الوزراء السعودي واكد ان الاتفاق النووي ربما كان مدخلا للحل الشامل اذا صدقت النوايا، لكن الصحف السعودية انتقدت الاتفاق وظهر تباين سعودي – ايراني، حول ملفات المنطقة.

توترات طائفية في شبعا – العرقوب – حاصبيا
الملف الداخلي اللبناني لم يحمل اي جديد في ظل تأكيدات المسؤولين عن وجود عناصر للقاعدة في لبنان وتقوم بنشاطها السري وان مسؤولي اجهزة المخابرات يلاحقون هذه العناصر، في حين اظهرت التحقيقات القضائية مع عدد من المشتبه بهم وباعترافاتهم انهم ينتمون الى تنظيم القاعدة ويتواصلون مع مسؤولي جبهة النصرة في سوريا وادلوا باعترافات مهمة وهؤلاء اعتقلوا في الفترة الاخيرة.
على صعيد آخر، ارتفعت حدة التوتر في مناطق شبعا – العرقوب وحاصبيا على خلفية الاشتباكات الدائرة في القرى الواقعة على سفح جبل الشيخ بين القريتين الدرزيتين عرنة والحضر والقرى السورية السنية المجاورة للقريتين كبيت جن وجباتا الخشب وتقعان تحت سيطرة المعارضة السورية وتحديدا جبهة النصرة، حيث الاشتباكات يومية في هذه المنطقة، وهناك قتلى وجرحى يسقطون يوميا، وتصاعدت حدتها بعد محاولة جبهة النصرة السيطرة على قرية “عرنه” وتم صدها من قبل الاهالي الذين خسروا 11 شابا بينهم 4 من تيار التوحيد العربي.
وقد استدعت هذه التوترات اجتماعات لاحزاب 8 اذار وفاعليات منطقة شبعا – العرقوب وحاصبيا مع الجيش اللبناني، في ظل اعتراض ابناء الطائفة الدرزية في حاصبيا وراشيا على الدعم الذي يلقاه مسلحو النصرة من القرى السنية اللبنانية بالاضافة الى نقل جرحاهم الى مستشفيات المنطقة، فيما جرحى اهالي عرنة والحضر يعانون ويعالجون في القريتين بوسائل عادية.
وقد تصاعدت اجواء الاحتقان وابلغ اهالي القرى الدرزية قيادة الجيش اللبناني في المنطقة انهم سيتصدون للمسلحين ولعمليات تسريب السلاح من شبعا والعرقوب والتي تستخدم لمحاربة عرنه والحضر خصوصا ان عمليات التهريب على المعابر الشرعية تشمل اسلحة ثقيلة ومدافع وحبوب مخدرة وغيرها وهذا الامر لن يتم السكوت عنه، علما ان المسلحين يدخلون ويخرجون بالقرب من مركز اليونيفيل الذين لا يتحركون، وعلى الدولة اللبنانية معالجة الامر حسب مصادر درزية وقد وصل عدد النازحين من القرى السنية في جبل الشيخ حوالى 7500 نازح الى شبعا والعرقوب ويتم معاملتهم افضل معاملة فيما المواطنون الدروز لا يستطيعون الخروج كون المعابر غير الشرعية ويسيطر عليها مسلحو النصرة بمساعدة اهالي شبعا والعرقوب.
هذا التوتر استدعى اجتماعات لبحث الامر مع القيادات الامنية التي عملت على اغلاق عدد من المعابر غير الشرعية، لكن عمليات التهريب ما زالت مستمرة وهذا ما سيؤدي الى تفاقم الامور في المنطقة وحصول اشتباكات ومشاكل حيث ابلغ الاهالي الدروز في منطقتي حاصبيا وراشيا انهم سينصبون كمائن للمسلحين وسيتصدون لهم في حال لم تتخذ الدولة اجراءات حتى ان هناك لبنانيين ينتقلون مع المسلحين، علما ان المعلومات تؤكد ان دروز حاصبيا وراشيا نقلوا ايضا مساعدات كبيرة الى اهالي الحضر وعرنه حتى ان شبانا دروزا من مختلف مناطق الجبل ذهبوا الى القريتين للدفاع عنهما ونقلوا اليهم العتاد والدواء وكل ما يحتاجونه.
منطقة حاصبيا – راشيا – العرقوب ستشهد توترات سنية – درزية اذا لم يتدارك المسؤولون معالجة الامور وسد المنافذ غير الشرعية خصوصا ان الاشتباكات مرشحة للتصاعد خلال الايام المقبلة بالتزامن مع معركة القلمون وهذا ما سيترك تداعياته على منطقتي راشيا وحاصبيا في ظل الاستنفار بين الاهالي والتوترات على خلفية احداث جبل الشيخ.
وعلى صعيد الملف السوري، فقد تواصلت المعارك العنيفة في ريف دمشق وتحديدا في الغوطة بمختلف انواع الاسلحة، وكذلك في مناطق القلمون وتحديدا دير عطيه وتلال صيدنايا ويبرود، وفي الجانب السياسي اعلن رئيس اركان الجيش السوري اللواء المنشق سليم ادريس انه لن يشارك في جنيف -2 وسيستمر في القتال قبل المؤتمر وبعده، اما ايران فأعلنت عبر وزير خارجيتها انها ستحضر جنيف -2 من دون شروط مسبقة اذا تلقت الدعوة. وفي ظل هذه الاجواء اعلنت روسيا ان المؤتمر سيعقد في حضور 30 وزير خارجية.

السابق
السفير: باسيل: مناقصة التنقيب ستُجرى.. ولن نخاطر بالنفط
التالي
المستقبل: سليمان يترصّد اللحظة المناسبة للدعوة إلى الحوار..