هل يُفتح ملف لبنان بعد التسوية النووية؟

ترك توصل مجموعة دول 5+1 مع ايران الى اتفاق اولي على معالجة الملف النووي الإيراني، أصداء إيجابية لدى متابعي الاتصالات لمعالجة الأزمة اللبنانية، انطلاقاً من أن أي عامل ايجابي في المنطقة ينعكس إيجاباً على باقي الملفات المستعصية، ولبنان من ضمنها. وفي هذا السياق نقل زوار الرئيس المكلف تمام سلام عنه انه يترقب نتائج هذا الاتفاق وانعكاساته على لبنان، لا سيما على الوضع الحكومي بعد اتضاح تفاصيله، معتبراً ان هذا الحدث الإقليمي ـ الدولي من اهم التطورات التي حصلت، ويجب ان يُبنى عليه إيجاباً في لبنان إذا امكن.
ويرى المتابعون في لبنان ان هذا الحدث الاقليمي الكبير لن يمر مرور الكرام على دول المنطقة، بحيث سارع زعماء السعودية والكويت وقطر الى عقد قمة طارئة في الرياض بالتزامن مع انعقاد الجولة الأخيرة من جولات مفاوضات جنيف للملف الايراني، بحثت «التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وموقف البلدان الثلاثة منها»، بحسب المعلومات الرسمية السعودية. كما جاءت القمة الثلاثية قبل قمة قادة دول الخليج التي تستضيفها الكويت منتصف الشهر المقبل، وجاء بالامس موقف الكويت المرحب بالاتفاق النووي، بعد موقف الامارات، خلافاً للموقف السعودي المتحفظ مبدئياً، فيما تتحدث المعلومات عن دور مهم لعبته سلطنة عُمان من اجل تسهيل التقارب الاميركي ـ الايراني عشية جلسات الدورة العادية للامم المتحدة التي انعقدت في ايلول الماضي.
كما يرى المتابعون انه بعد التوافق الغربي ـ الايراني ثمة ملفات يفترض ان تُفتح لها نوافذ واسعة للبدء في معالجتها ولو بالنفس الطويل، كالملف الايراني، ومنها ملفات العراق وسوريا، وربما قبل ذلك افغانستان، لتسهيل الانسحاب الاميركي الهادئ من هذا البلد، وبطبيعة الحال الملف اللبناني، لكن احداً لا يعرف ترتيب البحث في هذا الملفات وأيها سيفتح اولا: ملف العراق ام سوريا ومعها لبنان، ام افغانستان؟
ويلاحظ المتابعون في السياق، ان زيارة الرئيس نبيه بري الى طهران، وإن كانت مقررة منذ مدة، جاءت في توقيت سياسي مدروس، حيث سيركز فيها على الازمة اللبنانية وارتباطاتها الاقليمية ومداخل الحل لها انطلاقاً من سياسة التفاهمات التي تجري بين الغرب وخصومه في المنطقة. ويشير المتابعون الى ان الرئيس بري كان اول من طرح نظرية تفاهم «س – أ«، أي السعودية وإيران، من اجل معالجة مختلف ازمات المنطقة الداخلية، ومنها ازمة لبنان، وهو قد يلعب دوراً إيجابياً في هذا الموضوع مجدداً، اذا ساعدته الظروف الاقليمية.
لكن البعض يرى انه ليس من السهل مقاربة معالجة العلاقات السعودية ـ الايرانية في هذا الظرف الحساس، نتيجة الصراع المستفحل بين الدولتين حول الكثير من القضايا، وبخاصة حول سوريا ولبنان، ما يدفع الى الاحتمال بأن يسعى الغرب مع ايران لمعالجة الازمة العراقية اولاً، ويبقى الملف اللبناني معلقاً حتى إشعار اخر، مع مسعى لتجنيبه مخاطر التفجيرات الانتحارية ليبقى الوضع فيه على حاله، إلا في حال قررت الادارة الاميركية معالجة خلافها مع السعودية بطرق اخرى تؤدي الى تسويات إقليمية كبرى يستفيد منها لبنان قبيل بدء العام المقبل، حيث يدخل البلد مدار الاستحقاق الرئاسي، وهو امر يفترض استلحاقه وإلا دخل لبنان في الفراغ القاتل على مستويي الرئاسة الاولى والحكومة.

السابق
«المستقبل» يطلق معركة التمديد
التالي
مرجع أمني للحياة: التحقيقات بتفجيري بئر حسن لا تزال في بداياتها