النهار: عراضة استفزاز حاصرت اليسوعية برّي وحزب الله يشيدان بـالصفقة

النهار كتبت: لعلها من غرائب الواقع اللبناني ان تثير عراضة استفزازات حزبية وسياسية خطر صدام في احدى الجامعات اللبنانية وقت كانت الانظار والاهتمامات منشدة الى تتبع ردود الفعل الدولية والاقليمية وكذلك اللبنانية على الاتفاق النووي “التاريخي” بين الدول الكبرى وايران والذي يعتبر لبنان من الدول المعنية مباشرة بانعكاساته المحتملة على القوى الاقليمية المؤثرة في أوضاعه.
ذلك ان الحدث الداخلي امس قفز فوق مناخ المخاوف الامنية التي لا تزال ماثلة بقوة بعد اسبوع على التفجير المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية، كما تجاوز رصد الاصداء الداخلية الاولية للاتفاق النووي ودلالاتها ليتمحور على مشروع مواجهة بين الطلاب في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) في شارع هوفلان الامر الذي اقتضى استنفارا امنيا واثار تداعيات سياسية وحزبية بعدما كادت عراضة استفزازات تتحول مواجهة مباشرة بين الطلاب من فريقي 8 آذار و14 آذار، كما دفع الامر ادارة الجامعة الى تعليق الدروس امس واليوم في حرم العلوم الاجتماعية.
واتخذت المشكلة بعدا استفزازيا على خلفية نتائج الانتخابات الطالبية التي جرت الاسبوع الماضي والتي فازت فيها قوى 14 آذار، اذ تجمع عشرات من طلاب ينتمون الى “حزب الله” وفريق 8 آذار بعد توزيع شعارات تهاجم الرئيس الراحل بشير الجميل واقاموا ما يشبه الحصار على الجامعة. ثم تجمع في المقابل طلاب ينتمون الى الكتائب و”القوات اللبنانية” وسجل توافد شباب من خارج الجامعة الى جانب طلاب “حزب الله”.
وسارعت قوى الامن الداخلي الى الفصل بين الفريقين كما طوق الجيش محيط الجامعة.
وأثار الحادث مواقف سياسية كان ابرزها لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي انتقد بحدة القوى الامنية سائلا وزير الداخلية: “هل يعقل ان تكون القوى الامنية موجودة في وجه قطاع الطرق ولا تقول لهم ماذا تفعلون؟”. واتهم “حزب الله” بان لديه “خطة لوضع اليد على لبنان”. وبدوره سأل النائب سامي الجميل “حزب الله”: “لماذا تزرعون الحقد في قلوب مناصريكم؟ والى اين تريدون الوصول؟”

جنيف
على الصعيد السياسي، علمت “النهار” ان قراءة رسمية تجرى للاتفاق الدولي – الايراني النووي وستعلن بعده مواقف بعد الحصول على معطيات وافية عنهه. وفي هذا الصدد تشير التقديرات الاولية الى ان ثمة انعكاسات ايجابية لهذا الاتفاق على لبنان.
وتأتي هذه المتابعة الرسمية في ظل جمود سياسي لا تبدو معه الآفاق مفتوحة في ما يتصل بتشكيل الحكومة او تحريك عملية الحوار. ولم تستبعد مصادر مطلعة ان يعقد لقاء لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري عقب عودة الاخير من زيارته لطهران لتداول المعطيات التي توافرت لدى بري عن الاتفاق.
وكان بري وصف هذا الاتفاق بعد لقاءاته امس مع المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي ورئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني بأنه “صفقة العصر”، مشيدا بـ”الانجاز” الذي حققته ايران من خلاله ومشددا على تتويجه “بتوافقات خصوصا في سوريا وفي العلاقات العربية”. كما ان “حزب الله” من جانبه وصف الاتفاق بانه “انتصار نموذجي وانجاز عالمي تضيفه ايران الى سجلها المشرق بالانتصارات والانجازات”.
وقالت اوساط بارزة في قوى 14 آذار لـ”النهار” انها لا ترى نفسها مضطرة لا الى التهليل لاتفاق جنيف النووي ولا الى التحفظ عنه، مؤكدة في الوقت نفسه ان هذه القوى مع كل تطور ايجابي من شأنه إيجاد انفراجات. وأضافت انه ما دامت ايران قد سلكت هذا السلوك الجديد فتبقى العبرة في التنفيذ.

وزير الداخلية
الى ذلك اوضح وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل الذي كانت له مواقف من السفارة الايرانية امس لـ”النهار” ان التحقيق في التفجير الانتحاري يستمر “بجدية ومهنية عالية لدى مخابرات الجيش بالتعاون مع فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي”. واعرب عن اعتقاده ان “صورة واضحة وصحيحة ستتبلور وسيعلن عنها فور التوصل اليها”، مشيرا الى ان الجانب الايراني يتعاون من خلال معطيات كاميرات المراقبة التي لها “دور مهم في بلوغ الحقيقة”.

السابق
الاخبار: عون خياراتنا انتصرت؟
التالي
الانوار: الدولة تنشغل بمعالجة التوتر الطلابي في الجامعة اليسوعية