الشرق: حزب الله يحاصر الجامعة اليسوعية

كتبت الشرق:  دفعت التطورات الخارجية المتسارعة على المستوى الدولي بأخبار الداخل اللبناني، على اهميتها وخطورتها، الى المرتبة الثانية في سلم المتابعات اليومية، نسبة للنقلة النوعية التي احرزتها مفاوضات جنيف وتوجت بالاتفاق النووي الموقت بين ايران ومجموعة الـ5+1، الذي استتبع باعلان الامم المتحدة تحديد 22 كانون الثاني موعدا لمؤتمر جنيف 2 حول سوريا في انعكاس مباشر لمناخ الاتفاق الدولي الايجابي.وفي ما بدت الدول الكبرى المعنية بالاتفاق مطمئنة ازاء المسار الذي سلكته المفاوضات النووية، اعربت مصادر دبلوماسية عربية عن خشيتها من ان يوظف الجانب الايراني المتشدد الذي يعتبر نفسه متضررا من الاتفاق المساحة الزمنية المتبقية على توقيع الصيغة المنقحة في شكلها المبرم للتصويب عليه، سعيا لاجهاضه، في ضوء وجود تيارين متقابلين في الجمهورية الاسلامية يمثل الاول نهج التشدد والتطرف والثاني الاعتدال والانفتاح بقيادة الرئيس حسن روحاني.
الا ان وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف اطلق سلسلة مواقف في مؤتمر صحافي في طهران اكد فيها ان طلب التغيير تم تحقيقه في ايران عبر صناديق الاقتراع وهذا سر اقتدار ايران، لافتا الى ان السلاح النووي لا يأتي بالامن بل يعني الموت والابادة للفريقين المتقابلين. واكد جهوزية بلاده لطمأنة محيطها وتقديم الدعم لدول الجوار وهي غير مستعدة لتلويث ايديها بالسلاح النووي.
وتوازيا، بدأ مساعد وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف لقاءاته في جنيف مع ممثلين عن المعارضة السورية في الداخل والخارج لازالة العقبات الماثلة في وجه انطلاق المفاوضات السلمية حول الازمة السورية.
ونقلت «وكالة الانباء المركزية، عن اوساط معنية «ان فترة الاشهر الستة التجريبية للاتفاق الذي ذُيل بعبارة «لا يتم الاتفاق على شيء في انتظار التوصل الى اتفاق على كل شيء، هي فعليا اختبار لنيات الرئيس روحاني لجهة التزامه بالتنفيذ من دون مواربة ومقدرته على مواجهة معارضيه في الداخل، لا سيما الحرس الثوري المناهض لسياسة الانفتاح على الغرب، واوضحت ان اول اختبار نيات لروحاني يمكن ان يشكل الاشارة الاولى لمدى التزامه ببنود الاتفاق هو سحب عناصر الحرس الثوري وحزب الله من سوريا.
واعتبرت ان كل ما يجري راهنا يندرج في اطار السياسة التي رسم خطاب الرئيس باراك اوباما خطوطها العريضة في خطاب القسم ووضعها تحت اربعة عناوين خارجية: لا للحرب نعم للمفاوضات، وضع الازمة الفلسطينية على سكة الحل، الانسحاب الاميركي من العراق وافغانستان ومعالجة العلاقات مع ايران، مشيرة الى ان اوباما تمكن من وضع العناوين الثلاثة على سكة الحلول وجاء الاتفاق الروسي الاميركي ليوفر المخرج للملف الايراني، علما ان بنوده بقيت طي الكتمان الا ان ما سرب منها تناول ازالة وتدمير السلاح الكيميائي في سوريا، توفير اطار اتفاق للملف النووي الايراني، دفع الازمة السورية في اتجاه المفاوضات السلمية في جنيف، دفع المسار التفاوضي الاسرائيلي – الفلسطيني قدما، اعادة رسم الشرق الاوسط الجديد، ودمج ايران مجددا في المجتع الدولي.
غير ان الارتياح الايراني والغربي قابله قلق عربي جراء عدم شمول الاتفاق تحديد الدور الايراني في المنطقة من ضمن صفقة حل متكاملة، وهاجس اسرائيلي من امكان تنصل ايران لاحقا من التزاماتها وتطوير مخزونها النووي لاستخدامه بطرق غير سلمية. وقد ارسل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو امس مستشاره للامن القومي الى واشنطن لاجراء محادثات بشأن الاتفاق النووي مع المسؤولين الاميركيين.
وفي حين، اوضحت مصادر سياسية لبنانية مطلعة «ان لبنان لن يتأثر بمفاعيل الاتفاق النووي الايراني الا بدرجة بسيطة من زاوية امكان انسحاب حزب الله من سوريا، شددت على ان الانعكاس المباشر لن يكون الا باقتران الاتفاق بالمصالحة السعودية – الايرانية التي لم تبرز حتى الساعة اي من مؤشراتها، مشيرة الى ان معادلة الـ س.أ (السعودية – ايران) لا يمكن ان تتم الا بتسوية دولية اقليمية حاضنة لاوضاع منطقة الشرق الاوسط عموما
وليس بعيدا، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري الاتفاق النووي «بصفقة العصر
وقال بعد لقائه رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني في اطار جولته على كبار المسؤولين الكبار في طهران وفي مقدمهم الرئيس حسن روحاني ومرشد الثورة علي خامنئي، ان الاتفاق سيسمح لطهران بالعمل ضمن كل ميادين المصالحات العربية.
وبعيدا من ملفات الخارج وتشعباتها بقي الوضع الداخلي محكوما بالهاجس الامني وخيمت ظلال تفجيري بئر حسن بقوة على مجمل الحركة السياسية من خلال المتابعات والاتصالات لتطويق ذيول التوتر ومنع توافر البيئة الحاضنة للانتحاريين بحسب ما اكد وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل اثر تقديم التعازي في السفارة الايرانية.
وفي وقت تواصلت التحقيقات في التفجيرين باشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، اشارت المعلومات المسربة من التحقيق ان الانتحاريين غير مقربين من جماعة الشيخ احمد الاسير ولم يتسلما اي مسؤولية قيادية غير انهما من انصاره، ولفتت الى مؤشرات في اتجاه بعض الموقوفين الاسلاميين في سجن روميه بعد رصد اتصال يتعلق بسيارة الـترايل بلايزر التي استخدمت في التفجير.
على خط اخر، توتر الوضع في جامعة القديس يوسف ? هوفلان بعد ظهر امس على اثر اشكال بين الطلاب من فريقي 8 و14 اذار على خلفية الانتخابات التي حصلت الاسبوع الفائت وفازت بنتيجتها قوى 14 اذار. وعمد طلاب من 8 اذار الى محاصرة الجامعة، ما استدعى تدخل القوى الامنية لفصل فريقي النزاع وعلى الفور جرت اتصالات على أعلى المستويات السياسية لاحتواء الوضع في ما اعلن مسؤول ادارة الجامعة عن تعليق الدروس اليوم

السابق
المستقبل: حزب الله يغزو اليسوعية ردّاً على خسارته فيها
التالي
الحياة: استفزاز في اليسوعية صار استنفاراً