سبعون عاماً

فيما نتجه نحو «منزلق أمني خطير»، بفضل ساستنا الذين يقدمون البلاد كساحة مفتوحة للصراع الإقليمي، يحق لنا بفرصة.
من جهتهم، يحق لأمراء الطوائف ونوابهم ووزرائهم ورجال دينهم أن يحتفلوا بالذكرى السبعين للاستقلال، اليوم. وليوم واحد. أن يتبادلوا الابتسامات التي تمرّنوا عليها، والطرائف المستخرجة من جرائد مطلع أربعينيات القرن الماضي، ومن مذكرات وشائعات، تتعلق بـ«رجالات الاستقلال»، ونهفاتهم.
يحق لهم أن يتحرروا لبضع ساعات من راعيهم الإقليمي أو الدولي. أن يشاهدوا عرضاً عسكرياً. وأن يتندروا على الدول التي تدعو مواطنيها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية «فوراً».
ذلك قبل أن يعودوا غداً إلى ممارسة هواية القضاء على بقايا الدولة، وإضاعة الوقت بالتصريحات الملتهبة «في انتظار اللحظة الإقليمية المناسبة».. وأن يتمنى «المسؤولون» أن يكون لدى «المسؤولين» إحساسٌ بالمسؤولية.
كذلك، يحق لهم على مدار أيام السنة ولياليها، وعلى مدى سبعين عاماً، أن يبهروا رعاياهم بمحافظتهم على استقلالهم، عن جسم «الوطن»، وبتطوير ديكتاتورياتهم وتنميتها وتضخيم مكاسبها الكونتونية على حساب ما أسموه بـ«الأرض والشعب والمؤسسات».. وعلى حساب «الاستقلال».
تلك «الحقوق» لم يمنحهم إياها الدستور الذي وضعوه مع أسلافهم ثم اختلفوا على تفسيراته، ولا منحتهم إياها صناديق الاقتراع. هي «حقوق» منحوها لأنفسهم. وذلك أيضاً من حقهم، فلا شعب في البلد.. ولا حسيب ولا رقيب.
ومن جهتنا، يحق لنا، نحن من لا حول لنا ولا قوة في الصراع، يحق لنا بفرصة، بمساحة من الصمت. بيوم عطلة لا نستشهد فيه بالصدفة.

السابق
لبنان انتهى فلنجترح غيره
التالي
«أمن لبنان من أمن إيران»