الصايغ: خطابا سليمان ونصرالله متقابلان ومتناقضان

قدم الوزير السابق سليم الصايغ تعازيه للسفارة الايرانية بالملحق الثقافي الايراني، كما قدم تعازيه لجميع اللبنانيين بالشهداء الذين سقطوا في انفجاري بئر حسن، معتبرا في تصريح، ان “ما حصل يضرب مفهوم السلام والاستقرار في لبنان” مشيرا الى انه “لا يمكن ان نسمح للارهاب بأن يصبح لغة التخاطب بين القوى السياسية لبنانيا وعربيا واقليميا”، موضحا ان “هناك حربا اقليمية باردة بين محورين يتواجهان في سوريا كما يتواجهان في لبنان منذ 2005 وهناك رسائل حول ملفات اكبر من سوريا كوضع المنطقة والملف النووي”.

ووصف الصايغ تفجيري الجناح بأنهما “ليسا تفجيرين عاديين، إنما نتيجة عمل استخباراتي معقد والهدف منه توجيه رسالة قوية عبر ضرب السفارة – الرمز”، وقال: “السفارة الايرانية لم تتهم السعودية لانها لا تريد قطع شعرة معاوية معها كما تهمها العلاقات مع السعودية، في حين ان الغير، كسوريا وغيرها، اتهم السعودية بالوقوف وراء تفجير الجناح”، مشيرا الى ما جاء في بعض الصحف عن مذكرة سرية بين اسرائيل والسعودية، مضيفا “ان ايران وجهت الاتهام الى اسرائيل كعدو أساسي”، شارحا “أن ايران دولة كبرى تتفاوض مع الغرب وتهتم بترتيب الأوضاع مع دول الخليج علما أن الولايات المتحدة التي لها أستثمارات في السعودية لن تغضب المملكة، وهي تعي ترابط الاقتصاد والسياسة فيها، من خلال إتفاق غير مكتمل مع إيران إنما تريد إتفاقا مع إيران مع المحافظة على العلاقات المميزة مع السعودية والخليج”.

وأوضح أن “اميركا وروسيا أخذتا القرار بفصل الملفات وإراحة الوضع في المنطقة، وأول ملف هو الملف النووي الايراني الذي وضعت له الخطوط العريضة في ما قوى غربية كبرى مثل فرنسا قادرة على إيقافه لتحسين شروطه، فنرى مواقف المرشد الخميني متجهة الى العمل لتحسين الشروط ومواقف فرنسا واسرائيل والسعودية تجهد لتحسين شروط مقابلة”.

ورأى ان “الانفجار قرب السفارة الايرانية في بيروت لن يؤثر في السياسات الكبرى للدول، فالمسار الكبير الذي تسير به ايران في سوريا مثلا لن يتأثر، الا ان التطبيقات العملية للسياسات ستتأثر”.

وعن الوضع في سوريا، اوضح الصايغ ان “اساس الاحداث في سوريا لم تكن بسبب مذاهب وطوائف بل لان هناك حكما ديكتاتوريا، اما الارهاب المسلح في سوريا فبدأ بعد اشهر من العنف الذي مارسه النظام على المعارضين (بتر أصابع صحافيين وغيرها)، وقال: “أن هنالك استعمالا مفرطا للقوة من قبل النظام في سوريا ومسح أحياء سكنية ببراميل البارود، فمن يقصف بيته وتدمر مدينته في سوريا يتحول الى انسان متطرف ويريد استعمال كل الوسائل إما للانتقام او لوقف العنف”.

ودعا الى معالجة المشكلة السورية من جذورها، مشيرا الى ان “الرسالة الاولى البديهية لانفجار السفارة الايرانية هي القول بأن العنف يقابله عنف كبير”، ولافتا الى أن “العنف يقابله عنف ولا يؤدي الى وقف العنف. أما اذا اعتبر أن نصف الشعب السوري أصبح إرهابيا فهذا يعني أنه بات علينا إعادة تعريف الإرهاب” داعيا الى “تحمل الجميع مسؤولياتهم في المنحى المتطرف الذي اتخذه مجرى الأحداث في سوريا لا سيما في الخطابات التي تعكس العنف الكلامي وتستحضر المقدس وهو ما يجر الى مزيد من التطرف والعنف”.

وسأل الصايغ: “ما الذي يمنع ارسال انتحاريين جدد الى لبنان، فمن يرسل انتحاريين يمكنه ارسال ثلاثة واكثر غيرهم”، مشددا على “اهمية البحث في كيفية بناء سقف لحماية رؤوسنا في لبنان انطلاقا من خطاب الرئيس ميشال سليمان ومن المسلمات الوطنية المعروفة”، ومعتبرا “اننا بحاجة الى توافق سياسي”.

ورأى ان “منظومة الامن الذاتي سقطت في الضاحية الجنوبية”، داعيا الى “الكف عن الحركشة بوكر الدبابير، مع التشديد على الموقف الرافض أخلاقيا وإنسانيا وعقلانيا لكل أعمال العنف التي لا تجر إلا المزيد من العنف”، لافتا الى ان “الدولة اللبنانية المدعومة من الامن السياسي هي وحدها القادرة على حماية لبنان”، معتبرا “اننا مقصرون تجاه الجيش اللبناني لانه لا يتم اعطاؤه الغطاء السياسي لضبط الحدود الفالتة أمام ألوف من المقاتلين الذين يذهبون من لبنان الى سوريا ويعودون إما منتصرين وإما ضحايا وإما لا يعودون، يدخل في المقابل ألوف من السوريين دون أي رقابة”.

وتعليقا على كلمة الرئيس سليمان عشية الاستقلال قال الصايغ: “على الرئيس ان يقول ما عليه، وهذا ما فعله، وكلمته امس كانت وصية سياسية في آخر رسالة استقلال قدمها في عهده، وكأنه يقدم جردة حساب للبنانيين ويعلن عن الخيارات المتاحة امامنا في المستقبل. والرئيس توجه الى الطاقم السياسي ووضعه امام مسؤولياته، وقال ان السلاح بات المشكلة التي تمنع اللبنانيين من التلاقي لبناء وطنهم للمستقبل”.

ولفت الى “أهمية المحافظة على طقوس عيد الاستقلال على الرغم من كل الأوضاع التي نعيشها”، مذكرا بالنضال والجهود التي قام بها حزبا الكتائب والنجادة عام 1943 سويا لتحقيق إلاستقلال الذي هو عمل تراكمية تفاعلية”.

في المقابل، وإزاء خطاب السيد نصرالله، قال الصايغ: “اذا كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من يقرر السياسة الخارجية، ومتى يقاتل اسرائيل او لا، ومتى يشكل حكومة، ومتى يريد التدخل في سوريا ويرسل اليها مجاهدين بإسم أهل الفقه، ولا يسأل عنا ولا عن موقفنا، فلنعلن اذا نصرالله رئيسا للبلاد لانه بات يتكلم باسم الجميع، وهو اصلا لا يهتم بما يريده الشعب اللبناني”، محذرا من اننا “نصل الى التقسيم فنصرالله يريد اقامة دولته”.

وتابع: “عندها نرسل جميعنا أبناءنا الى سوريا لحماية لبنان من دمشق وفق إتفاق الدفاع المشترك، ولا يذهب كل واحد منفردا”.

وردا على سؤال، أكد الصايغ أن “خطابي الرئيس ميشال سليمان والسيد حسن نصرالله متقابلان ومتناقضان، وبالتالي علينا اختيار أي لبنان نريد وفق أي خطاب نؤيد”، داعيا “من يؤيد خطاب نصرالله الى ترشيحه الى رئاسة الجمهورية، والى الاستفتاء على خطاب الرئيس سليمان لبلورة أي لبنان نريد بشكل واضح غير قابل للميوعة في المواقف”.

وسأل: “اي لبنان نريد؟ هل نريد لبنان حسن نصرالله او لبنان ميشال سليمان؟ لان الخطابين متناقضان اليوم ويجب الاختيار بينهما”. ودعا الى “استفتاء شعبي لرؤية ما اذا كان اللبنانيون يؤيدون خطاب حزب الله او خطاب رئيس الجمهورية”.

وقال: “في ما يتعلق بنا، ما نؤيده هو خطاب الرئيس سليمان، ومن يجد نفسه في خطاب القسم يكون في الجمهورية التي نحبها والتي نهنئ اليوم فيها الرئيس سليمان بعيد الاستقلال، ومن يريد الذهاب الى خيار السيد نصرالله يكون اليوم في سياق تهنئته على إنجازاته في سوريا، وكأن هنالك لبنانين فليتحمل كل مسؤوليته”.

وإذ لاحظ التوقف مؤخرا عن شعار “الموت لأميركا”، قال: “نحن لسنا جزءا من المنظومات الدولية ونقول رأينا مهما كلفنا الامر ونحن نعرف تماما ان الاميركي يريد مصلحته ونحن نبحث عن مصلحة لبنان”، وتوجه الى حزب الله بالقول: “اي تفاهم لا يحمي لبنان او حزب الله، بل أن ما يحمينا جميعا هو العمل يدا واحدة”.

وعن انتخابات رئاسة الجمهورية، شدد الصايغ على أن “حزب الكتائب ليس مع التمديد، لكننا نتخوف من حصول التمديد”، داعيا الى “العمل على انتخاب رئيس جديد للبنان”، مشيرا الى ان “الرئيس سليمان لا يؤيد التمديد ولا يعمل له وهو أعلن موقفا مهما وتاريخيا”، مضيفا “إذا حصلت بداية إستقرار في سوريا، يستقر الوضع في لبنان وتفتح اللعبة الديموقراطية”، مذكرا أن “تأجيل الانتخابات في لبنان حصل بالأساس بسبب تركيز فريق على المعركة الأم في سوريا ورفضه الدخول في عملية إنتخابية تشتت إهتمام أبناء مناطق نفوذه عن القضية الأساسية”.

وفي ملف النازحين السوريين، اشار الصايغ الى “فساد غير مسبوق وفضائح لا يمكن التغطية عليها”. وقال: “أن مسؤولية الملف هي عند الحكومة اللبنانية مجتمعة (بمختلف وزاراتها من التربية والصحة والشؤون الاجتماعية والعمل وغيرها)، والمجتمع الدولي من حكومات ومنظمات غير حكومية، فضلا عن المجتمع المدني في لبنان”.

وتحدث عن “فساد في المنظمات الدولية غير الحكومية التي تصرف اموال المساعدات المخصصين للنازحين من دون رقيب ولا حسيب، وترسل موظفين أجانب الى لبنان لتدفع لهم رواتب خيالية على إدارة الملف وتكون بذلك تصرف أموال المساعدات على نفسها”، مشيرا الى أن “هيئة UNHCR صرفت حتى اليوم 500 مليون دولار من أصل ملياري دولار، وصرف المال مستمر دون أي رقابة، في حين يتفادى المسؤولون الحكوميون إزعال المانحين الأجانب ويتحاشى مسؤولو المجتمع المدني مواجهة الممولين الأساسيين لمشاريعهم”.

وإذ توقف الصايغ عند قرار مفوضية الاتحاد الأوروبي بوقف المساعدات الى حين إنجلاء الصورة، دعا سفيرة الاتحاد الأوروبي السيدة أنجلينا أيخهورست الى النزول الى الأرض ومراقبة صرف المال، مشددا على أن “لبنان ليس مكانا للانتفاع على حساب الناس” وداعيا الى “تشكيل حكومة توافق أقله لتكون مسؤولة عن إدارة الملايين من الاموال الممنوحة للبنان من اجل النازحين السوريين حتى لا يتحول لبنان المنارة والنموذج الى مساحة إستقدام لكل أشكال الفساد في العالم، وحتى لا يتكرر اليوم في عكار والشمال مشهد ما حصل في الجنوب بعد حرب تموز من مشاريع لا يتجرأ أحد على إقامة دراسة حول إستدامتها ومردوديتها”.

وعن احتفال حزب الكتائب غدا في البيال، قال: “هذا المهرجان قد يكون الاضخم والاكثر تنظيما بتاريخ الحزب وسيدل على ان هذا الحزب الذي يملك اكبر قدرة تنظيمية عاد، وقد ظهرت قوة تنظيم ماكينته الانتخابية في نقابة المحامين من أيام قليلة. هذا المشهد من الضروري ان يكون في لبنان لمعرفة أنفسنا وللقول ان هناك مجتمعا منظما ما زال قائما لنعطي املا بأن هناك قدرة على محاكاة المستقبل والشروع في اعتماد مشاريع سياسية مستقبلية تحاكي طموحات الشباب وتدغدغ أحلام الناس، وقد يكون تجديدا لولادة الكتائب التي حصلت منذ 77 سنة، ونحن نهديه اليوم لكل من يؤمن بخطاب الرئيس سليمان”.

وعن خطاب الرئيس الجميل المرتقب في مهرجان الحزب قال الصايغ أنه “سيؤكد على الثوابت التاريخية للحزب وتعلقها بلبنان والاشارة الى مواجهة الاستحقاقات المقبلة”.

أما عن إمكانية ترشح الرئيس الجميل الى رئاسة الجمهورية، قال الصايغ أن “حزب الكتائب يعطي الثقة الكاملة للرئيس الجميل ويراه أفضل المرشحين للرئاسة، والقرار والتوقيت يبقى له وحده”.

السابق
الائتلاف يعزّي الشعب الإيراني… ويدين النظام
التالي
اردوغان: النظام السوري يتحمل مسؤولية مقتل الالاف في سورية