السفير: مَن ساعد الانتحاريّيْن في لبنان؟

كتبت السفير: يطل العيد السبعون للاستقلال اليوم، وما زال لبنان محكوماً بالهزات الارتدادية للتفجيرين الارهابيين اللذين استهدفا السفارة الايرانية في بيروت، فيما أفضت التحقيقات الى خيوط جديدة في شأن الانتحاريين اللذين نفذا العملية الارهابية.
وقال مصدر أمني لـ«السفير إن التحقيق لم يحسم حتى الآن هوية الانتحاريين، ولكن بات من شبه المحسوم أنهما غير لبنانيين، ويحاول التحقيق تحديد جنسيتهما، علماً ان بعض الخيوط تؤشر الى قدومها الى لبنان من الأردن، ولكن ليس بالضرورة ان يكونا اردنيين، فربما يكونان من جنسية عربية اخرى مقيمة في الاردن او في دول عربية مجاورة، والتحقيق يركز على كيفية وصولهما الى بيروت سواء جواً او براً.
واشار المصدر الامني الى ان التدقيق في الهويتين اللتين كانتا في حوزة الانتحاريين أظهر انهما مزورتان بطريقة احترافية عالية الدقة، بدليل انه لو عرضت البطاقتان على أهم جهاز أمني، فمن الصعب عليه اكتشافهما. ولم يؤكد المصدر او ينفي ما تردد عن ان البطاقتين قد تم إعدادهما في دائرة نفوس الدكوانة ووضع على كل منهما تاريخ إصدار في العام 1998.
على أن اللافت للانتباه في هذا السياق كانت مسارعة مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني الى تعميم رسم شمسي لفتى عشريني وصفته بأنه «احد المطلوبين الخطرين
وانه «ارتكب إحدى الجرائم من دون ان تحدد زمانها ومكانها.
ورفض مصدر عسكري تأكيد أو نفي ما اذا كان الشخص المذكور هو احد الانتحاريين، فيما أكدت مصادر امنية معنية لـ«السفير أن الصورة تعود للانتحاري الذي فجّر نفسه قرب بوابة السفارة قبيل انفجار سيارة الجيب.
وقد استمرت التحقيقات في مسرح الجريمة، حيث بدأ تحليل الصور التي التقطتها كاميرات السفارة الايرانية، وكذلك بعض الكاميرات في المنطقة والشوارع المؤدية اليها بالاضافة الى كاميرات فندق «شيراتون 4 points في فردان، فيما فرضت مخابرات الجيش اللبناني إجراءات دقيقة في مقر اقامة الانتحاريين قبل تنفيذهما العملية في الطابق التاسع من الفندق المذكور، حيث تقع الغرفة التي شغلها الانتحاريان، كما تمّ تفتيش الغرفة مجدداً وأمتعة الانتحاريين، حيث عثر على بعض الملابس بالاضافة الى علب لأجهزة خلوية خالية، وكان لافتاً انها من دون بصمات. وتم إجراء مسح للغرفة لإجراء فحوص الـ«دي ان أي وأخذ البصمات.
وحول موضوع السيارة الجانية، اكد المصدر الأمني ان الانتحاريين غادرا الفندق راجلين قبل نحو سبعين دقيقة من تنفيذهما العملية الإرهابية.
وقال ان التحقيق لم يصل بعد الى تحديد مكان انطلاق سيارة الدفع الرباعي او النقطة التي سلمت فيها للانتحاريين، وحالياً هناك مسح عكسي لكل الطرق المؤدية الى السفارة لعل ذلك يقود الى تحديد الطريق التي سلكتها السيارة الجانية قبل وصولها الى السفارة.
وبحسب مصادر أمنية اخرى، فإن الانتحاريين حضرا الى الفندق المذكور قبل يوم من تنفيذ العملية، وحجزا لثلاثة ايام وباتا ليلتهما الأولى حتى الصباح، وتناولا الفطور، ثم خرجا سيراً على الإقدام في اتجاه تلة الخياط (وهنا تكمن الحلقة المفقودة التي يحاول التحقيق أن يتوسّع في شأنها)، ومن غير المستبعَد أن يكونا قد تسلما السيارة الرباعية الدفع في تلك المنطقة، ومن هناك توجها الى السفارة، حيث ترجل أحدهما الذي كان يحمل حزاماً ناسفاً وتوجه فوراً في اتجاه باب السفارة الحديدي من الناحية الشرقية، وفجّر نفسه قبل نحو دقيقة من تفجير السيارة بعدما أعاقت سيرها الشاحنة المحملة بالمياه.
ويجري التركيز على الجهة التي قدّمت المساعدة اللوجستية للانتحاريين، بدءاً من الهويات والانتقال الى لبنان وحجز الفندق والانتقال منه والسيارة الجانية، بعدما تمّ تحديد مصدرها، حيث كانت مستأجرة من إحدى الشركات قبل أن تسرق وتنقل الى البقاع، ثم الى منطقة بين البقاع الشمالي ومنطقة القلمون في سوريا.
من جهة ثانية، وبينما كان القائم بالأعمال السعودي يقدم التعازي في السفارة الايرانية بضحايا التفجيرين الارهابيين، كانت السعودية تحث مواطنيها في لبنان على مغادرته، حيث ارسلت رسائل نصية بهذا المعنى الى الرعايا السعوديين. وقال السفير السعودي علي عواض عسيري: إنه إجراء أمني يتخذ في كل ظرف امني. ومن هنا حضت السفارة السعودية في لبنان رعاياها على مغادرة لبنان حرصاً على سلامتهم
وقد تزامنت الدعوة السعودية مع تعزيز الإجراءات الأمنية في محيط السفارة السعودية في بيروت، بعدما ترددت معلومات عن التحضير لتظاهرة في اتجاه السفارة.

السابق
الجمهورية: الأجهزة الأمنية توصلت إلى خيوط في التفجيرين
التالي
الجيش فكك سيارة معدة للتفجير على طريق البقاع الشمالي