الردّ الايراني في السعودية.. وقد بدأ

ايران، السعودية
يبدو أنّ إيران، بأجهزتها الامنية الى جانب الجهاز الامني لحزب الله، بات بحوزتها المعلومات والوثائق المتعلقة بتفجير الجناح ومن يقف وراءه بالاسم والتفاصيل، من الممول الى المخطط و المنفذين. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، نقلا عن ديبلوماسي إيراني، فإنّ الساعات القليلة الآتية ستكون حبلى بالمفاجآت و حافلة بالتطورات و سيكون الرد استراتيجيا. وقد بدأ بقصف السعودية.

فيما اتهم السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي السفير الايراني، ووزارة الخارجية الايرانية، اسرائيل بالوقوف وراء التفجيرين، اتهمت مصادر مقرّبة من الحرس الثوري الايراني المخابرات السعودية بالضلوع في التفجير المزدوج الذي تعرضت له السفارة الإيرانية في بيروت.

وقال مصدر مقرب من قائد فيلق القدس المكلف العمليات الخارجية في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني إن الرد الايراني على الهجوم لن يتأخر كثيرا.

ويستبعد المراقبون أن تكون ساحة الثأر الأراضي اللبنانيّة لأن ذلك من شأنه ان يذكي التوترات الطائفيّة من دون أن يطال الجهة الخارجيّة التي خططت ورعت هذا العمل التخريبي، خصوصا ان جهودا حثيثة يبذلها حزب الله حاليا من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنيّة تصرف النّظر عن تدخّله العسكري في سوريا الى جانب نظام الأسد.

وفي الساحة الدوليّة فإنّ التقارب الايراني الغربي الحاصل حاليا من شأنه أن يمنع هذا الإحتمال نهائيا، وأي عمل أمني أو عسكري تتهم به إيران على تلك الساحة من شأنه أن يفشل سياسة الإنفتاح التي يقودها الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني وأن يقوّض ما يقال عن قرب التوصل الى اتفاق حول الملف النووي، إضافة الى تبديد ما يحكى عن تفاهم أميركي ايراني حول ملف الأزمة السوريّة.

لذلك فإن المنطقة العربيّة هي الساحة المؤهّلة للردّ الإيراني المحتمل، وهو ردّ ان حصل سوف يتركّز في الجزيرة العربيّة وبما يلحق الأذى تحديدا بـ”المملكة العربيّة السعوديّة” خصم إيران التاريخي وعدوّها العقائدي والمتهّم بتحريك الجماعات السلفيّة الجهاديّة ضدّها زضد مصالحها وحلفائها في المنطقة.

أمّا أسلحة إيران الأمنيّة والعسكريّة وأدواتها التي سوف تستخدمها في سبيل تحقيق هذه الغاية فهي كثيرة.

فقد تحرّكت امس احدى المجموعات العسكريّة في جنوب العراق القوي الصلة بإيران وقامت بقصف أحد المخافر الحدوديّة السعوديّة دون وقوع إصابات، وهذا العمل دون شك هو مؤشّر عمّا ستكون عليه لاحقا سلسلة الأعمال الأمنيّة والعسكريّة التي سوف تحاصر المملكة من شمالها إلعراقي، الى جنوبها مع “حوثيي اليمن” الى شرقها مع تصاعد القلاقل في البحرين لتتحوّل ربما الى ثورة حقيقيّة في خاصرة الجزيرة العربيّة.

أما اذا ما تمكّنت إيران من تحريك المجموعات الشيعيّة في القطيف والاحساء التي تقطن المنطقة الشرقيّة من المملكة، فإن الجائزه سوف تكون كبيرة وجزيلة جدا وسوف تنقل المعركة الى قلب السعوديّة وتحقق انتصارها النهائي.

السابق
الاستقلال: أحلامنا أضيّق من وطن أقل من دولة
التالي
اجراءات امنية في صيدا وقت صلاة الجمعة