بهية الحريري: وحدتنا سلاحنا في مواجهة كل من يريد سوءا بلبنان

القت النائبة الحريري كلمة قالت فيها: “نلتقي اليوم والألم والحزن والغضب يعم لبنان، والقلوب تتقطع على الشهداء الأبرياء، الذين سقطوا ضحايا الإرهاب. نلتقي اليوم لنؤكد وقوفنا في وجه العابثين بأمن لبنان واستقرار لبنان. نلتقي لنؤكد بأن اجتماعنا ووحدتنا هو سلاحنا في مواجهة كل من يريد سوءا بلبنان واللبنانيين، وتحت علم لبنان”.

اضافت: “نلتقي اليوم لنقول للشباب سيبقى العلم ما بقي شباب لبنان ينبضون بالحياة والأمل ويحلمون بالوطن الجميل: وطن العدالة والمساواة، وطن الحرية والأمان. سيبقى العلم مع كل طفل ينشد “كلنا للوطن”. سيبقى لبنان ما بقي في لبنان طالبات وطلاب، يحققون تفوقا ونجاحا، وسيبقى لبنان مع كل محطة حنين ووفاء للأرض والوطن”.

وتابعت: “لن نفرط بتضحيات اللبنانيات واللبنانيين الذين صمدوا في أرضهم، وعملوا وأبدعوا وعلموا وتعلموا. سيبقى لبنان مع كل دمعة تذرف من عين مهاجرة أو مهاجر، مع كل صوت يغني، وكل يد تتألق خلقا وإبداعا. لن نتجاهل أحزاننا وخوفنا، ولكننا لن نسمح لليأس أن يلامس قلوب شبابنا، ومستقبل وطننا الجريح، وترابه الغالي الذي ارتوى بدماء شهدائنا، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، والجبل والبقاع، وعروس التضحيات بيروت، أم المدن، وقلب لبنان النابض بالمحبة والحياة”.

وأردفت: “أعياد الوطن دائما مزيج من الألم والأمل، لأننا حين نفقد عزيزا أو غاليا نسأل الله أن يمدنا بالصبر، ولكن إذا فقدنا الوطن كيف يكون الصبر. كلنا ندرك الأيام الصعبة التي تمر على وطننا وشعبنا. لكن ذلك مهما تعاظم لا يعطينا سببا كي لا نجتمع بالذكرى السبعين لعيدي العلم والاستقلال”.

وقالت: “إن الواجب يحتم علي أن أتوجه من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بأعلى آيات التقدير والإحترام، لما يقدمه للبنان من مسؤولية عالية وحرص كبير على ما تبقى من لبنان السيادة والاستقلال. وأريد أيضا أن أشكر فخامته لاحتضانه اللقاء الأول لإحياء ذكرى إعلان دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول في قصر بيت الدين، بعد 93 عاما، وكان ذلك تجاوبا مع نداء وجهته إلى فخامته من طرابلس العزيزة والجريحة وتمنيت فيه دعوة قوى الإنتاج في لبنان من قطاع خاص ومجتمع مدني. لم يعد جائزا بعد الآن أن نضيع حقوق الذين حملوا لبنان، وأبقوه على قيد الحياة حتى في أصعب الظروف، يوم تخلى العالم بأسره عن لبنان فاستثمروا في وطنهم، وأمنوا فرص العمل وحملوا الدولة ومؤسساتها وأعبائها”.

أضافت: “في مثل هذا اليوم قبل سبعين عاما كان هناك عظماء من لبنان يجتمعون ليضعوا علم البلاد، علم لبنان المستقل، كان يوم الأمل بتحقيق الأحلام، هم رجال لبنان الذين آمنوا بهذا الشعب وحقه بالعيش بكرامة على تراب الوطن، كانوا يفكرون بالصغار والكبار وكانت هديتهم لأجيال لبنان علم لبنان. ما أريد قوله أنه بدون علم لا استقلال، وكلنا عشنا الأيام السوداء يوم ضاع الاستقلال وبقي لبنان بعلم لبنان.

وتابعت: “من أجل كل الذين يتألمون من الجرائم الجوالة، وكل الذين يعانون من التهميش والبطالة والضياع، والذين يبحثون عن الأمان الإجتماعي والتربوي والإنساني لأسرهم وأطفالهم. أردنا أن نحيي هذه المناسبة الوطنية للتأكيد أن لبنان هو خيارنا الأول والأخير، وأيضا لنعيد التأكيد على مبدأ الحقوق والواجبات، وأن عدم حصولنا على حقوقنا الوطنية لا يعطينا الحق بأن نتخلى عن واجباتنا. وهذا ما قام به اللبنانيون نساء ورجالا، في الاستثمار والأعمال والتعليم والثقافة والفنون والمهرجانات. لم يسألوا عن حقوقهم، بل قاموا بواجباتهم، وهم يتحملون كل تلك الظروف الصعبة والمعقدة والغامضة، وكلها كانت أسبابا كافية ليتركوا وطنهم ويهاجروا بحثا عن الاستقرار والأمان”.

وأردفت: “نعم إنهم سيدات ورجالات لبنان، عمالا وأصحاب أعمال في التجارة والصناعة والزراعة والحرف والمدن وبرعاية قطاع مصرفي مميز. وقد بدأنا اليوم بشيء من رد الجميل لهم ليكونوا في مقدمة المكرمين من رواد لبنان الذين أبقوا العلم مرفوعا حتى في الزمن الذي أضعنا فيه الإستقلال”.

وختمت الحريري: “بقي أمامي إعتراف بأنني كنت مترددة هذا العام في إحياء هذه المناسبة الوطنية العزيزة، وذلك بسبب ما تعرفون، حتى جاء سؤال الرئيس سعد رفيق الحريري عن يوم العلم، رافضا ترددي وأصر على أن نكرم القطاعات التى تضحي من أجل لبنان قائلا: “يجب أن يبقى العلم مرفوعا”.

السابق
جيش المختار العراقي يتبنّى قصف «مركز العوجا» شرق السعوديّة
التالي
لقاء في الرشيدية