الشرق: الحوار وتسهيل تشكيل الحكومة والا عواقب وخيمة تسقط الهيكل على الجميع

كتبت “الشرق ” تقول:  كل التصريحات السياسية وبيانات الادانة والاستنكار بدت مستهلكة وممجوجة امام حاجة اللبنانيين الملحة لأمن مفقود تعجز السلطات السياسية والعسكرية عن ارسائه، ما دامت القوى السياسية هي التي اوصلت البلاد الى ما وصلت اليه اليوم وبدأت تجني نتاج ما اقترفته اياديها من تورط في وحول الازمة السورية عوض النأي بالنفس وصون مصالح الوطن.
وكل وجوه الاستنفار السياسي والامني غير المسبوق لاستدراك الوضع الكارثي الذي دُفع اليه لبنان عنوة، تبقى عصية امام الوجه المتجدد للتفجيرات الانتحارية الذي يبدو حل محل السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، فارضا نفسه عنصرا ضاغطا على “كل من يعنيهم الامر” وحوّل اللبنانيين اسرى هواجسهم المشروعة بفعل انتقال لبنان من مرحلة استخدامه صندوق بريد لتبادل الرسائل الى محطة للمواجهة المباشرة المفتوحة على شتى انواع المخاطر الانتحارية.
واذا كانت المواجهة بين الجهات الاقليمية اتخذت من لبنان ساحة مباشرة لتصفية الحسابات دمويا، فان منسوب القلق والخوف الذي بلغ اعلى درجاته محليا ودوليا دفع بشريحة واسعة من اللبنانيين القلقين على مصيرهم ومستقبلهم الى مناشدة القوى السياسية اللبنانية العودة الى الحوار وتجنيب لبنان اتون النار السوري الذي كان تمكن حتى ما قبل يوم الثلثاء من عدم دخوله بفعل سياسة النأي بالنفس وتحييد البلاد عن مفاعيله، غير ان مضي البعض في خرق هذه السياسة وتجاهل قرار السلطات الرسمية لا يحمل على الكثير من التفاؤل، حتى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ذهب في لقاء الاربعاء النيابي الى التحذير من المخطط الاجرامي الهادف الى عرقنة لبنان، داعيا جميع الافرقاء الى التحلي بالمسؤولية العالية، ومؤكدا ان الحوار هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
واكدت اوساط سياسية مراقبة ان سياسة الدولة الرسمية ازاء ازمة سوريا هي الاسلم، بعدما اثبتت التطورات ان المضي في التورط اللبناني في الحرب السورية سيربط الساحتين ببعضهما البعض ما يجعل فك الترابط عصيا على كل الجهود.
ومواكبة للتطورات ترأس رئيس الجهورية العماد ميشال سليمان، الذي دعا الى تكثيف الجهود والتحريات والتحقيقات لكشف الفاعلين، جلسة للمجلس الاعلى للدفاع في الرابعة عصرا لمناقشة الوضع الامني.
الى ذلك، ربطت مصادر ديبلوماسية التفجير الانتحاري بتطور المعركة في سوريا والتحضيرات الجارية لمؤتمر جنيف 2، معتبرة انه شكل رسالة للجانب الايراني ذلك ان ما يحصل ميدانيا في القلمون يهيئ الاجواء للمعركة الحاسمة التي تفرملها روسيا وايران ويدفع نحوها النظام السوري لتعويم موقعه وتحصين اوضاعه قبل الانتقال الى المفاوضات.
وتوقفت المصادر عند ثلاث محطات أساسية في الانفجار الاولى: رد الفعل الايراني الذي سارع الى توجيه اصابع الاتهام لاسرائيل متحاشيا اثارة ما قد يؤجج لهيب النعرات المذهبية، ذلك ان دعم ايران للنظام السوري سياسي وليس مذهبيا، والثانية رد فعل حزب الله الذي لم يصدر بيانا بعد التفجير واكتفى بعض نوابه باتهام العدو الصهيوني من دون سوق الاتهام الى التكفيريين، اما المحطة الثالثة فمسارعة بعض القوى غير الاساسية المنضوية تحت لواء 8 اذار الى اتهام المملكة العربية السعودية بالوقوف وراء العملية.
واعتبرت المصادر ان الامور تبدو متجهة نحو واحد من خيارين اما الدفع في اتجاه التقارب السعودي – الايراني بما يعبد طرق الحل وينفس اجواء التشنج والاحتقان في الشارع الاسلامي او توسع الهوة التي تعبر عنها بعض المواقف المتشددة ازاء مفاوضات جنيف.
وليس بعيدا، أكد مساعد وزير الخارجية الايراني لشؤون المنطقة العربية وافريقيا حسين أمير عبد اللهيان، ان أمن لبنان من أمن ايران، مشددا بعد جولة على الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي وتمام سلام على عدم السماح بأي شكل للقوى الارهابية التكفيرية المتطرفة المسيّرة من قبل الكيان الصهيوني، ان تمد يدها الاجرامية وتعبث مرة اخرى بأمن ومقدرات كل الدول الصديقة والحليفة وفي طليعتها لبنان.
الى ذلك، حملت الامانة العامة لقوى 14 اذار “سياسة ايران التدخلية في سوريا مسؤولية الارهاب المضاد على ارض لبنان. واعتبرت ان الفريق الذي يتفرد باقحام لبنان بمغامرات غب الطلب لن يستطيع رسم حدودها وردود الافعال عليها، مشيرة الى ان الاستعلاء على لبنان واعتباره تفصيلا في خريطة طريق الامبراطورية الفارسية لن يؤدي الا الى خراب الوطن”.

السابق
اللواء: خطّة أمنية لحماية الشعارات ودور العبادة من الإرهاب الإنتحادي
التالي
الأخبار: إدانة سعودية ملتبسة للتفجيرين و14 آذار تبررهما