تفجير السفارة: حزب الله منع العرقنة.. أم أتى بها؟

تفجير
بعد التفجير الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت، وقعت المجابهة بين حزب الله والقاعدة ومسرحها لبنان، بعد سوريا. فما هو مدى الصراع الأمني الذي بدأ للتوّ؟ وما هي المناطق التي سيشملها؟ وهل ستتمكّن القاعدة من أن تضرب من جديد؟ وأين؟

بعد الحرب المفتوحة التي أعلنت بين ايران وحزب الله من جهة والجماعات السلفيّة السنيّة المقاتلة ضد نظام بشّار الأسد من جهة ثانية، بات كل شيء متوقعا على الساحة اللبنانية. فقد توعّدت تلك الجماعات الجهاديّة بمهاجمة حزب الله ومراكزه في لبنان وسوريا جزاء له على مشاركته العسكريّة المؤثرة الى جانب قوات نظام الأسد. فكان ردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في خطاباته بعد تفجيري الضاحية (الرويس وبئر العبد)، أنّه مصرّ على ارسال آلاف المقاتلين من حزبه الى سوريا لقتالهم، مشدّدا على مشروعيّة دعمه لهذا النظام وتوعّده لـ”التكفيريين” السنّة بمواصلة قتالهم حتى يتحقّق النصر النهائي عليهم كما انتصر على اسرائيل.

غير أنّ استهداف السفارة الإيرانية شكّل تحوّلا نوعيا في عمليات التخريب. اذ بينما ينتشر آلاف العسكريين اللبنانيين في ضاحية بيروت الجنوبية لحمايتها من عمليات تفجير محتملة بعد تفجيري بئر العبد والرويس منذ أشهر قليلة، ضربت هذه المره “القاعدة” في العاصمة بيروت، وتحديدا في حيّ بئر حسن، موقعة عشرات القتلى والجرحى بتفجير ارهابي انتحاري مزدوج على الطريقة العراقية، ما شكّل مفاجأة مروّعة لعامّة الناس وللمراقبين السياسيين الذين لم يتوقعوا هذا الدخول القوي والصاعق لتنظيم القاعدة ليضرب في قلب العاصمة وليحوّل أمن اللبنانيين الى أثر بعد عين.

الثابت أنّه لا حواجز أمنيّة في بئر حسن ولا في أي حيّ من أحياء بيروت الداخليّة والأحياء الشيعيّة فيها التي تضم عددا من المراكز الدينيّة التابعة لحزب الله. مراكز بحكم المكشوفة أمام عمليات انتحاريّة على هذا النّسق القاعدي. والقلق بدأ يساور القاطنين في العاصمة اللبنانية من الطوائف والفئات كلّها. إذ أنّ عمليات التفجير لن تميّز بين دين هذا وطائفة ذاك. فعلى الرغم من أغلبيات سكانيّة موصوفة تطبع بعض الأحياء، يبقى الاختلاط المذهبي هو السائد في تعايش قائم منذ عشرات السنين على الرغم من الشرخ السياسي الحاصل في السنوات الأخيره من عمر الأزمة اللبنانيّة. والسؤال هنا: هل ستعتمد الدولة خطّة أمنية للعاصمة بيروت لحماية أماكن التجمعات الشيعيّة ومراكز حزب الله الدينيّة فيها؟

وإذا كان السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي قد سارع الى اتهام اسرائيل بالتفجير الذي حاذى سفارة بلاده، فإنّ اتهامات بدأت تصدر من بعض الأطراف الرسميّة السورية والإعلامية اللبنانيه المحسوبه على 8 آذار تتّهم المملكة العربية السعوديّة ومخابراتها. حتّى أنّ عددا من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي التابعين لتيار الممانعة دعوا صراحة الى الانتقام ومهاجمة السفارة السعودية في حيّ الروشه في بيروت. والسؤال الثاني هنا: هل سوف تستهدف السفارة السعودية في بيروت ردّا على استهداف نظيرتها الإيرانيّة ؟

الأمر المؤكّد أنّه بعد التفجير الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت، فإن المجابهة وقعت بين حزب الله والقاعدة. وبات مسرحها الجديد لبنان بعد أن كان المسرح السابق هو الساحة السورية: فما هو مدى الصراع الأمني الذي بدأ للتوّ، وما هي المناطق التي سوف يشملها هذا الصراع ؟ وهل سوف تتمكّن القاعدة من أن تضرب من جديد؟ وأين ستكون تلك الضربة؟

أسئلة كثيرة فتحت بعد عمليّة التفجير تلك واعلان كتائب عبدالله عزام التابعة للقاعدة مسؤوليتها عن استهداف السفارة الإيرانيه ردّا على تدخل إيران وحزب الله بشكل مباشر ومؤازرتهما النظام السوري ضد الفصائل الثائرة المسلّحة هناك.

غير أنّ السؤال المركزي الذي لا بدّ من طرحه هو: هل إنّ تدخل حزب الله في سوريا “منع عرقنة لبنان” كما قال السيد حسن نصرالله أم جعلنا “ندعس في قلب العرقنة” كما أجابه سمير جعجع أمس؟ الجواب هو ما حدث اليوم، ولا يحتاج الى شرح أو تفسير.

السابق
سرقوا 45 مليون دولار!
التالي
سلب 3 سوريين في بعلبك