الشرق: كتائب عبدالله العزام تتبنى وحال استنفار رسمي

كتبت “الشرق ” تقول: تفجيرا السفارة الإيرانية في بيروت، أمس، أكدا بما لا يرقى إليه شك، إن المواجهة الإقليمية بين إيران والمعارضة السورية، إنتقلت فعلياً الى الداخل اللبناني بأخطر أوجهها كنتيجة حتمية لمجاهرة بعض القوى السياسية بالانغماس في وحول الصراع السوري وتشعباته البالغة التعقيد. ذلك ان رمزية التفجير الدموي الذي حصد عشرات القتلى واكثر من 150 جريحا مستعيدا مشهد الانكشاف الامني الداخلي، تتمثل في انها المرة الاولى منذ استهداف المارينز عام 1983 يستخدم فيها الوجه الانتحاري، بما يحتمل هذا الطابع من تحليلات ليس اقلها ان الساحة اللبنانية باتت مفتوحة على كل انواع المخاطر الامنية.
واذا كان نهج الانتحاريين المنظمين يتسم بوجه بالغ الخطورة قد تصعب على السلطات الرسمية واجهزة الدولة الامنية مواجهته فان مصادر سياسية في قوى 14 اذار اعربت عن بالغ اسفها لما آلت اليه الامور في لبنان ونقلت “المركزية”عن ان من سمع خطابات حزب الله في عاشوراء لن يفاجئه رد السفارة اليوم (امس) بعدما غاص امينه العام السيد حسن نصرالله في لغة المواجهة والتصعيد غير المسبوق ضاربا عرض الحائط هيبة الدولة والسلطة ومتحديا كل الخصوم في الداخل والخارج بتأكيد استمرار مقاتليه في سوريا والتمسك بوجودهم الاستراتيجي الى جانب النظام، فشرع بذلك ساحة المواجهة في لبنان للرد عليه من عقر داره ومنع استمرار الانفلاش الايراني في سوريا ولبنان باعتبار ان السفارة الايرانية تمثل الرمز الاول للجمهورية الاسلامية”.
وفي غياب اي موقف رسمي من حزب الله، قال وزير التنمية الادارية محمد فنيش لـ”المركزية” ان التفجير يحمل بصمات القوى الارهابية، معتبرا “ان استهداف السفارة الايرانية يحمل مقصدا سياسيا للقوى المتضررة من عدم قدرتها على الامساك بالقرار في سوريا ولبنان”، واكد ان “التفجير لن يحقق اي هدف على المستوى السياسي داعيا الى الالتفات الى الازمة السياسية القائمة وايجاد سبل لمعالجتها”.
وتقاطعت المعلومات العسكرية مع تأكيدات قضائية بعدما اثبت الكشف الميداني تنفيذ انتحاريين العملية. وتفقد النائب العام التمييزي بالانابة القاضي سمير حمود المكان، ودعا مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الذي عاين الموقع والضباط الذين يحققون في الانفجارين الى اجتماع يعقد قبل ظهر اليوم في مكتبه.
وازاء الواقع الامني المستجد أعلنت حال الاستنفار الرسمي وقطع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان زيارته الى الكويت بعد القاء كلمة لبنان في القمة العربية ? الافريقية وتكليف وزير الخارجية عدنان منصور تلاوة البيان الختامي للقمة ليعود الى بيروت.
ومع ان التفجير حجب الانظار عن الوضع السياسي، الا ان مصير الجلسة التشريعية اليوم بقي في دائرة المراقبة لا سيما بعد الاهتزاز الامني. وعلى رغم المسعى الذي يقوده الرئيس نبيه بري ونواب كتلته لتقريب وجهات النظر من الجلسة بالتوازي مع جهود يبذلها نواب تكتل “الاصلاح والتغيير”، فان مصادر نيابية توقعت الا تلقى الجلسة سوى مصير سابقاتها على قاعدة عدم اكتمال النصاب.
على خط آخر، اكدت اوساط سياسية مطلعة ان “الحراك الهادف الى خرق جدار التصلب الحكومي ان كل الجهود متوقفة في هذا الاتجاه، مشيرة الى اتصال تم بين الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام يوم السبت الماضي تم خلاله التشاور في المستجدات وفي اجواء زيارة الرئيس الى المملكة العربية السعودية”.

السابق
اللواء: تفجير إرهابي يستهدف سفارة إيران والقاعدة تتبنّى
التالي
الأخبار: هل دخل لبنان عهد حَمَلة الأحزمة الناسفة؟