هل يمدّد المفتي لنفسه؟ وهل يطالب الشيعة بمنصبه مداورة؟

المفتي قباني
المجلس اذي عيّنه المفتي محمد رشيد قباني، هل ينتخب هذا المفتي لولاية ثانية؟ وما الذي يمكن أن يحصل؟ وهل يمكن لطائفة أخرى أن تطالب بمنصب المفتي؟ هل يصير مداورة بين السنّة والشيعة، 6 سنوات لكلّ منهما؟

دار الافتاء هو الموقع الاسلامي الديني الأول في لبنان. هذا الموقع، الذي عرف بهالته الدينية ومواقفه التي يجتمع حولها المسلمون، خصوصا،”أهل السنة”، هو صرح لتسيير الامور والوقوف على مشاكل وهواجس المسلمين. موقع أصبح اليوم في خطر الانزلاق نحو الشرذمة وانقسام المسلمين “السنّة”. وبات يشكل هاجس لكل أبناء الطائفة, هاجس التبعية والرضوخ الى من لا يمثلون هذه الطائفة.

لم يكن سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري وما تبعها من تأييد مبطن من قبل مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني للرئيس نجيب ميقاتي بداية الأزمة. لكنّها كانت نقطة اللاعودة والالتقاء بين تيار المستقبل ومفتي الجمهورية. فقد طاولت دار الافتاء والمفتي ونجله قبل ذلك الكثير من الاخبار عن فساد مالي واختلاسات، لكنّها لم تؤثر على العلاقة بين الطرفين. فالمفتي كان لا يزال ضمن “الخط” الاستقلالي.

أما الخلاف بين المفتي وتيار المستقبل فقد تعمق مع تقارب حزب الله والمفتي، وبعد مواقف المفتي التي تؤيد سياسات 8 آذار وتنتقد تيار المستقبل. ثم جاء الخلاف مع الجماعة الاسلامية وبعض القوى الاسلامية الوازنة على الساحة السنية بسبب مواقف المفتي من الثورة السورية وسياسات حزب الله. ليأتي بعدها الخلاف مع الرئيس ميقاتي والرئيس عمر كرامي بسبب انتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى، حيث أصرّ المفتي على موقفه وذهب باتجاه شق دار الافتاء.

عريضة عزل مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني وقع عليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام ورؤساء الحكومة السابقين ما عدا سليم الحص، والتي أحدثت حالة قلق كبير في الساحة الإسلامية، خصوصا مع إصرار المفتي قباني على التمسك بمنصبه، والمضي بإجراء انتخابات المجلس الشرعي، وإعلانه فوز 15 عضوا بالتزكية في بيروت وجبل لبنان وصيدا وحاصبيا وعكار، في حين لم يتوافر نصاب الهيئة الناخبة في كل من طرابلس والبقاع.

بهذا الاجراء الذي قام به المفتي أصبح هناك مجلسان اسلاميان شرعيان|، واحد مدّد لنفسه والثاني انتخب معظمه بالتزكية بعد مقاطعة وعدم اعتراف معظم القوى الاسلامية السنية لهذه الانتخابات. وهذه سابقة خطيرة في تاريخ دار الافتاء في لبنان، وانعكاساتها كارثية لما يترتب عليها من تقسيم وشرذمة لمكونات الطائفة. وهذا الاجراء ايضا جعل المفتي في عداوة مع معظم القوى السياسية والدينية في الطائفة السنية .

أما الخطورة الأكبر فتكمن في اصرار المفتي على الترشّح لولاية جديدة. فإذا انتخبه المجلس الموالي له، وعمد المجلس الممدِّد لنفسه الى انتخاب مفتٍ جديد، عندئذ سنصير أمام مفتيين للجمهورية اللبنانية، وسيؤدي ذلك الى انقسام الطائفة بين مؤيد لهذا المفتي أو ذاك. خصوصا انّ المفتي قد مهّد لهذا السيناريو من خلال تعيين مفتٍ لصيدا مع وجود المفتي سوسان، بحيث أصبحنا أمام مفتيين لصيدا، لولا رفض أهالي صيدا لهذا الواقع. وهذا ليس سيناريو من نسج الخيال، بل هو ما يتهامس به البعض داخل دار الافتا، بحسب مصدر مطلع داخل الدار.

ويضيف المصدر أيضا أنّ “الخطورة الأكبر تكمن في حال أصبح هناك مفتيين وطالبت طائفة أخرى موقع دار الافتاء بأن تقسّم رئاسته مداورة 6 سنوات لكلّ طائفة، كما حصل في عهد المفتي الشهيد حسن خالد، وحينها يقال إنّ السنة غير قادرين على الحفاظ على دار الافتاء وقد عملوا على تقسيمها”.

هذا السيناريو اذا حصل سيشكل ضربة قاسمة وقوية لدار الافتاء وللمسلمين السنّة خصوصا. فلا أحد يعرف الى أي مدى يمكن أن تصل الأمور أو ما يمكن أن يحصل في حال وقعت الواقعة، وكيف يمكن حلّ هذه المعضلة، التي يمكن تسميتها حقّا “أمّ المعارك”.

السابق
ريكي مارتن يغني لمونديال 2014
التالي
تظاهرة طلابية في طرابلس احتجاجا على الاساءة للانبياء