الراي عن مصادر خبيرة بحزب الله: إسرائيل ليست في وارد التعرض لنصرالله

نقلت صحيفة “الراي” الكويتية عن مصادر خبيرة في سلوك “حزب الله” وعقليته قولها إن “مَن دقق في الظهور العلني والمباشر للامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، لا سيما في المرة الثانية (يوم عاشوراء) ، لا بد انه لاحظ ان الامين العام لحزب الله وقف خلف منبر لا مانع له او حاجب زجاجياً كالذي تعوّد السياسيون اللبنانيون استخدامه في المهرجانات الشعبية، إضافة الى كوب ماء ومكان لأوراق تضمّنت العناوين التي اراد تناولها”.

وتوقّفت هذه المصادر امام “الرواية الاسرائيلية” عن السبب الذي حال دون تعرض تل ابيب لنصرالله خلال خروجه الاخير على الملأ، وهي التي كانت توعّدت بقتله بعد حرب الـ 2006، لافتة الى ان “العذر الاسرائيلي جاء أقبح من الذنب حين بررت تل ابيب عدم انقضاضها على نصرالله بأن حزب الله نجح في التشويش على الاجهزة الالكترونية الاسرائيلية والرادارات اثناء إلقاء امينه العام خطبته التي استغرقت 18 دقيقة، في حين قالت ان طائراتها تحتاج لـ 21 دقيقة للتأهب والاقلاع والانقضاض”.

واذا صحت هذه التبريرات، في تقدير المصادر عينها، فإن ذلك يعني ان “حزب الله يستطيع الانتصار إلكترونياً في اي حرب مقبلة مع اسرائيل، عبر جعل طائراتها إما ترتطم بعضها ببعض او تعجز عن الاقلاع لأنها تصبح عمياء من دون رادارات. وهو ما يُعتبر في العلم العسكري تعطيلاً لمركز القيادة والتحكم وإفساحاً امام إنهاء الحرب لمصلحة “حزب الله” في يومها الاول”، متسائلة: “اذا كانت الطائرات الاسرائيلية تحتاج لـ 21 دقيقة للوصول الى الضاحية الجنوبية، فلماذا لم يُسمع هديرها خلال الـ 18 دقيقة من خطاب نصرالله، فوق صور او صيدا؟ ولماذا لم ترسل تل ابيب تلك الطائرات في إطلالة نصرالله في 13 الجاري عندما امضى 61 دقيقة على المنبر؟”

وخارج سياق الرواية الاسرائيلية وتبريراتها، كشفت هذه المصادر الخبيرة عن ان “نصرالله يعيش في حال من الدفاع السلبي، ولذا لا وجود في بيئته الأمنية لأي أجهزة خلوية وهي تتميز بصمت لاسلكي ومن دون اي إشارات إلكترونية، كما انه يعيش ويتنقل ضمن إجراءات خفية بعيداً كلياً عن الدفاع الايجابي”.

وفي رأي هذه المصادر ان “اسرائيل لم تكن في وارد التعرض للأمين العام لحزب الله لأنها تحاذر الدخول في اتون جهنمي اذا حاولت القضاء عليه”، ولهذا الامر أسباب عدة من بينها:

أولاً: إن الولايات المتحدة ليست في صدد الدخول في اي حرب او تغطية حرب اسرائيلية لاعتبارات محض اميركية داخلية من جهة، ولعدم رغبتها في رؤية كرة النار تتدحرج في الشرق الاوسط.

ثانياً: إن الولايات المتحدة بلغت مرحلة متقدمة في حوارها مع ايران حول ملف طهران النووي.. ورغم إعلان اسرائيل عن رغبتها في إفشال التقارب الاميركي – الايراني، الا انها لن تجازف في دفع المنطقة نحو حرب تدرك ان واشنطن لن تقف فيها الى جانبها هذه المرة.

ثالثاً: إن “حزب الله” وضمن حركته التكتيكية اليومية غالباً ما يسمح لاسرائيل برؤية جانب من جهوزيته على الارض لتأخذ علماً بمدى استعداده، رغم مشاركته في الحرب الدائرة في سوريا.

وحاولت المصادر عينها قراءة الدوافع الحقيقية التي جعلت نصرالله يخرج بالطريقة التي خرج بها، فقالت إن “زعيم “حزب الله” بدا انه غير مكترث في الدرجة الاولى بالخطر الاسرائيلي، رغم تهديدات تل ابيب بعزمها على قتله. وإن كان لم يُسقِط هذا الامر من الحسبان، فإن السبب الرئيسي لحركته الظاهرة على الارض كان إصراره على القول لبيئته الحاضنة، التي دعاها للنزول الى الشارع للمشاركة في احياء ذكرى عاشوراء، ها انا بينكم رغم تهديدات التكفيريين”.

ولم تستبعد تلك المصادر ان “يكون نصرالله أراد ضمنياً القول ايضاً لجمهوره ان دخول حزب الله الى سورية أراحنا وخفف الخطر علينا في لبنان أكثر مما زاده”، ملاحِظةً ان “وجوده المباشر امام الناس لمرتين متتاليتين أراده دعماً نفسياً لبيئته ومقاومته في مواجهة تهديدات التكفيريين”.

السابق
سليمان يثير في الكويت ملف اللاجئين
التالي
زهرمان: اللهجة العالية والمتشنجة لن تفعل شيئاً