ما هي خلفيات التصعيد في مواقف نصرالله الاخيرة؟

أطل الأمين العام”لحزب الله”مباشرة على جمهوره متحدّياً المخاطر الأمنية وشركائه في الوطن والخارج الإقليمي والدولي،مطلقاً جملة مواقف عالية النبرة تشكل إستمراراً للخطاب التصعيدي الذي انتهجه الحزب في الآونة الأخيرة .

وفسّر مصدر سياسي لــ”الأنباء” إطلالة نصرالله المباشرة أنها رسالة تحدّي للمخاطر الأمنية التي قرّر نصرالله مواجهتها شخصياً في محاولة منه لإعطاء دفع لجمهوره من أن”أن الخطر والتفجيرات وسفك الدماء والسيارات المفخخة لن تحول بيننا وبين حسيننا”ولمنح هذا الجمهور جرعة دعم في ظل إحتدام الصراع “السني- الشيعي”في سوريا وإنعكاسه على لبنان وما يحصل في طرابلس و عرسال وحتى في شوارع بيروت بين الحين والآخر خير دليل على إرتفاع وتيرة الصراع الطائفي في البلد.

كما انها إطلالة للتأكيد على مواقف وثوابت الحزب في ما يتعلّق بالشأن الداخلي اللبناني ودوره في صنع المعادلات السياسية الإقليمية، وبمسار التطورات الميدانية في سوريا،ومسار التحولات الدولية والإقليمية على إيقاع المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى،حاملاً على فريق “14آذار”الذي برأيه يرفض حلحلة تشكيل الحكومة” لمراهنته على متغيرات تأتي من الخارج وعلى حلفاء يخذلونها ويبيعونها دائماً”.

وفي قراءة لمضمون الرسائل السياسية التي وجهها نصرالله،يقول مصدر سياسي أنه لم يأت بجديد، وإنما كان كلامه تأكيد على مواقف الحزب السابقة إن فيما خص الداخل اللبناني،حيث أكد على تمسك الحزب بصيغة الـ 9+9+6 للحكومة، وبرفض الإنسحاب من سوريا للمشاركة في الحكومة فــ”نحن لا نقايض وجود لبنان وسوريا ومحور المقاومة ببعض المقاعد الوزاريّة ”كما قال ردّاً على الرئيس سعد الحريري الذي تمسك بإنسحاب “حزب الله”من سوريا ليكون للبنان حكومة، وتمسكه بسلاح الحزب”بهدف الدفاع عن لبنان وسوريا وفلسطين والمقاومة بمواجهة كل الأخطار،وما دامت الأسباب قائمة وجودنا سيبقى قائماً”، إلاّ إشارة واضحة على أن “حزب الله”قرّر أن يأخذ لبنان نحو المجهول رابطاً مصير البلد بالتطورات الإقليمية وبالمفاوضات الإيرانية مع الدول الكبرى.

واعتبر المصدر أن تعرّض نصرالله للمملكة العربية السعودية وأهل الخليج بإتهامات عن عرقلة تأليف الحكومة في لبنان (السعودية) أو التواصل مع إسرائيل للآخرين، إلاّ محاولة لضرب نتائج زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى الرياض وردّ على الموقف السعودي المنتقدّ لقتال الحزب في سوريا.

وعزا المصدرأسباب وخلفيات تصعيد قيادات “حزب الله” نبرة الخطاب السياسي إلى خوفه من أن تتم التسويات الجاري بحثها في المنطقة ولاسيما منها الأميركية – الإيرانية، والأميركية – السعودية وحتى الخليجية – الإيرانية على حسابه، وما قوله ”أن من يعتقد أن المفاوضات على الملف النووي الإيراني قد تكون نتيجتها أن موضوع «حزب الله» سينتهي، فهذه أضغاث احلام” خير دليل على تخوّفه من نتائج هذه المفاوضات خصوصاً وأن إيران التي تعاني من ظروف إقتصادية وإجتماعية صعبة تحتاج إلى فرصة للعودة إلى الساحة الدولية ترفع عن كاهلها عبء العقوبات المفروضة عليها، وما إتفاقها النووي الأخير مع الدول الكبرى إلاّ خطوة في طريق الألف ميل،وهذه الخطوة لاتلائم”حزب الله” المتمسك بسلاحه والذي يرفض التخلّي عنه تحت أي ظرف من الظروف لأنه أساس بقائه ووجوده.

المصدر الذي حذّر من مخاطر الوضع الذي سيوصل “حزب الله” إليه، رأى أنه أياً تكن الأسباب التي أملت على الحزب إتخاذ هذه المواقف التصعيدية والإستفزازية فإن المحافظة على الإستقرار والسلم الأهلي والعيش المشترك وبناء الدولة كما يطالب الحزب نفسه تفرض عليه تغيير نمط تعاطيه مع شركائه في الوطن والإلتزام بإعلان بعبدا وبالحوار سبيلاً لحل المشكلات السياسية الداخلية العالقة ولاسيما الوضع الحكومي والإستحقاق الرئاسي المقبل وإعادة الإعتبار لمؤسسات الدولة، والموافقة على مناقشة وضع سلاحه ضمن إطارالإستراتيجية الدفاعية كما اقترحها الرئيس ميشال سليمان ليصبح الدفاع عن لبنان ضد أي عدوان من مسؤولية الدولة اللبنانية ووحدة الشعب معها بكل فئاته ومذاهبه، إضافة إلى العمل على تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية.

السابق
حمود: مواقف حزب الله مبنية على رؤية إسلامية واضحة
التالي
ميقاتي: المرحلة عصيبة جداً وتتطلب وعيا وتبصراً